تمتنع بعض النساء عن أخذ أدوية أثناء فترة الحمل، خوفا من حدوث مضاعفات صحية عليهن وعلى أجنتهن، ولكنهن لا يعلمن أنه عند إصابة الحوامل بنوبة الربو فإن الضر بالجنين يكون أكثر من أدوية علاج المرض. دراسة هولندية حديثة بينت أن ثلث الحوامل المصابات بالربو تقريبا يمتنعن عن استخدام الأدوية التي يعالجن بها، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، على الرغم من نصيحة الأطباء بعكس ذلك، لأن أزمات الربو الخارجة عن نطاق السيطرة تضر بالجنين أكثر من أدوية علاج المرض. واستند الباحثون في جامعة غرونينجين إلى بيانات أكثر من خمسة وعشرين ألف حامل في هولندا من اللواتي تابعن العلاج ومن امتنعن عنه أثناء فترة الحمل، واستغرقت الدراسة خمسة عشر عاما. ويرجع السبب إلى أن أحد المخاطر على الجنين في حالة إصابة الحامل بأزمة ربو مفاجئة هو نقص الأوكسجين والمعروف علميا باسم "نقص أكسجة الدم"، والذي قد يُسبب عيوبا خَلقية وتشوهات. وأوصت المبادرة العالمية للربو كما البرنامج الوطني الأميركي للتوعية بمرض الربو والوقاية منه بأن تستمر الحامل المريضة بالربو في تناول العلاج طوال فترة الحمل، لأن المخاطر الناجمة عن تعرض الحامل لنوبة ربو حادة هي أكبر من الأدوية نفسها. وللسيطرة الآمنة على الربو اثناء الحمل، على الحامل مراقبة وظائف الرئة عند الطبيب المختص، والالتزام أيضا بأدويتها الخاصة بالربو وعدم التهاون فيها. كما يجب عليها تجنب التعرض لما يثير الحساسية ، مثل وبر أو ريش الحيوانات الأليفة والغبار المنزلي، كذلك يجب الابتعاد عن أي نوع من أنواع الدخان والعطور ذات الرائحة القوية، لتفادي إثارة أعراض الربو.
