ليلة السبت الماضي ستظل لزمان طويل عالقة بأذهان المواطن قاسم جعفر طه وأسرته الصغيرة باعتبارها ليلة ذات أبعاد فيها تسور (حرامي) جدار المنزل و(طفر) خلسة وأهله نيام، وقام بسرقة كل ما وقعت عيناه عليه مما خفّ وزنه وغلا ثمنه من ممتلكات ساكني المنزل الكائن بمنطقة امبدة الحارة (3) وعندما حاول قاسم وأبوه ان يمسكا بالمتسلل (سلّ) سكينته وسدد بها طعنات الى الاثنين تسببت في جروح غائرة وهما يحاولان جاهدين منع اللص الذي افلت من قبضتهما بعد مقاومة شرسة لكن حظه العاثر أوقعه في قبضة أحد أبناء الجيران الذي جذبت انتباهه نداءات الاستغاثة وحركة العراك بين قاسم وأبيه واللص فهبّ لنجدتهم وكان من نصيبه أن يلقي القبض على اللص ويقوده مخفورا لقسم شرطة أمبدة في حين تعاون الآخرون على نقل المصابين على نحو عاجل الى المستشفى لتلقي العلاج. قاسم جلس زهاء الساعة يروي ل(الأحداث) الذي انتقلت الى منزله أمس تفاصيل المأساة الدامية عن حادثة اعتداء على منزلهم وسرقة بعض محتوياتهم وبينها جميع الهواتف النقالة لافراد الاسرة. ويتسعيد المجني عليه قاسم جعفر طه الذي يعمل مهندساً كهربائيا جوانب من تفاصيل الليلة المشؤومة وذكر بأن أحد اللصوص تسلق الحائط وقفز لداخل المنزل بأمبدة الحارة (3) كانت الساعة وقتها تشير عقاربها الى الثالثة من فجر السبت الموافق الثاني من اكتوبر الحالي ولم يجد اللص مقاومة تذكر لأن كافة أفراد الاسرة كانوا غارقين حينها في نوم عميق ليتجه نحو شقيقاتي ليأخذ الهواتف الجوالة من تحت الوسادات لكن إحداهن شعرت بحركته وقامت بالصياح بأعلى صوتها (حرامي، حرامي) لحظتها استيقظت من نومي مفزوعا ورأيت والدي يهرول مسرعا ناحية شقيقاتي، فتبعته على الفور وعندها فكر اللص بالهرب وعندما اقترب منه والدي بالقرب من باب المنزل من الداخل أخرج اللص سكينا وسدد طعنة لوالدي لكنها كانت سطحية وعندما حاول تكرارها تعرضت للطعنة الثانية في محاولة مني لحماية والدي وأصبت بجرح غائر بأعلى البطن « بالقرب من فم المعدة» وأشار بيده لمكان الجرح قبل ان يواصل في سرد الحكاية المحزنة في تلك اللحظة لم أتحكم في قبضته ليسدد لي طعنه أخرى أحدثت جرحا في كتفي اليمين، بالاضافة لجرح في أصبع يدي اليسرى ومع كل هذه الطعنات لا زلت ممسكا به, وبعدها أفلت من يدي وبدأ في تسلق الحائط للهرب لكني لم أعده وحاولت جاهدا رغم الدماء التي بدأت تنزف بغزارة مني ولحقته في الحيطة ومنعته من الهروب لنسقط معا على الارض لكن رأسي ارتطم ب (الوضاية) بعدها فقدت الوعي وسقطت مغشيا علي وعندما أفقت وجدت نفسي بمستشفى أمبدة وحراجي مضمدة بالشاش الابيض. وعلمت من الاطباء ان كل جرح أخذ ثلاث غرز وجرح آخر احتاج لغرزتين, ويشير قاسم ان العراك لفت انتباه الجيران الذين خفوا لنجدتنا سريعا ليتمكنوا من القبض على اللص واقتادوه الى قسم شرطة أمبدة. ويوضح قاسم ان جيرانه قاموا بملاحقة لصّين اخرين كانوا في الخارج في انتظار اللص الذي دخل الى منزلنا. وأكد قاسم انه تبين ملامح اللص ووجد أنه من معتادي السرقة في المنطقة, وقال تكررت في الفترة الاخيرة السرقة من منزلنا آخرها قبل عشرة ايام وسرق فيها جوال والدتي وقد بلغ عدد السرقات في المنزل من بداية العام اكثر من ثماني مرات. وقال قاسم بعد خروجي من المستشفى علمت من أصدقائي وأبناء عمي الذين يتابعون سير البلاغ ان الشرطة قالت ان المتهم اعترف بارتكابه الجريمة, وأنها دونت في مواجهته ثلاثة اتهمات بالشروع في القتل وتسبيب الاذى الجسيم والسرقة ولازال البلاغ قيد التحري. وأثناء زيارتنا للمجني عليه في منزلهم وجدنا معه مجموعة من اصدقائه وأهله. وروى الامين محمد الامين ل (الأحداث) الكيفية التي قبض بها على المتهم، قائلا أنا امسكت به عندما حاول الهرب وذكر أنه وجد بحوزته ثلاثة (موبايلات) ومحفظة والسكين (أداة الجريمة). وأكد انه شاهد الركشة التي فر بها اللصان الآخران اللذان كانا يرابطان خارج المنزل, وأشار الى أنه سبق وأن اقتاد ذات المتهم وقام بتسليمه الى الشرطة قبل ثلاثة أشهر, وشكا بعض ساكني الحي من تفشي السرقات في الحي بصورة كبيرة وان معظم الاسر أضحت تعيش حالة من الخوف من السرقات الليليه, وحكى ان امرأة جارتهم تم سطو عليها وخطفت شنطتها في الثامنة مساءً ليتم قبض اللص من قبل شباب الحي الذين يتواجون في الشارع ليعيدوا لها شنطتها, وعزوا انتشار السرقات داخل الحي بطريقة مزعجة لوجود مجموعة من معتادي الاجرام بإحدى الاسواق القريبة من الحي. الاحداث