أبوظبي - سيتاح لزوار أحدث المعالم السياحية في أبوظبي القيام برحلة عبر الزمن عندما يبدأ في العام القادم بناء فرع لمتحف اللوفر الفرنسي الشهير. وأكدت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ان بناء "اللوفر ابوظبي" سيبدأ في الربع الاول من عام 2013. وتقوم الهيئة أيضا ببناء فرع لمتحف غوغنهايم نيويورك في الامارة. وكان من المقرر ان يكتمل بناء المتحفين اصلا في الفترة بين عامي 2013 و2014 لكن افتتاحهما تأخر بسبب مراجعة الحكومة للمشروعين. والمتحفان وجامعة نيويورك من بين مؤسسات تخطط لانشاء أفرع لها في جزيرة السعديات في اطار مشروع ثقافي يتكلف 27 مليار دولار في أبوظبي يشمل أيضا ملعبا للغولف ومشروعات سكنية متطورة. وقال نبيل الكندي المدير التنفيذي لعمليات التطوير بشركة التطوير والاستثمار السياحي الاثنين في مؤتمر لميدل ايست ايكونوميك دايجست ان المقاول سينتقل الى موقع مشروع اللوفر عما قريب وان البناء سيبدأ في الربع الاول من 2013. وتطوير جزيرة السعديات من أضخم المشروعات الثقافية في منطقة الشرق الاوسط. وسبق وان قالت صحيفة "تورستيك لاونج" (touristiklounge) الألمانية إن أبوظبي "تتحول شيئاً فشيئاً إلى جزء من المشهد الفني العالمي". وفي الانتظار، تعتزم أبوظبي عرض مجموعة من المُقتنيات المهمّة التي ستشكل جزءاً من المجموعة الدائمة في المتحف. وستقدم المُقتنيات الجديدة خلال الدورة الثانية من سلسلة "اللوفر أبوظبي.. حوارات الفنون" (Talking art series)، المتواصلة من 3 أكتوبر/ تشرين الاول 2012 إلى 26 يونيو/ حزيران 2013. وتناقلت العديد من الصحف الإماراتية والغربية نبأ كشف "لوفر أبوظبي" عن قائمة المُقتنيات الجديدة التي سيقع عرضها على الجمهور، والتي ستدخل في المجموعة الدائمة للمتحف، خلال المعرض الذي تُنظمه "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" بالتعاون مع "وكالة متاحف فرنسا" و"مدرسة اللوفر". وتشمل المجموعة الجديدة إحدى نسخ التماثيل الرائعة لأميرة بكترية (من إيران) ترجع إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، ومجموعة أرضية مرصوفة ونافورة محفوظة حفظا جيدا وترجع إلى أوائل العهد العثماني ورائعة بول غوغان لمصارعة بين صبيين من بريتاني (Breton Boys Wrestling) وترجع إلى سنة 1888، وأعمال فنية أخرى لفنانين كبار مثل باول كلي وادوار مانيه، إضافة إلى تماثيل ومزهريات وكتب وموزاييك من مختلف الثقافات وخاصة من اليابان والصين واليمن وباكستان وسورية وأوروبا. كما تتضمّن مجموعة فوتوغرافية من بينها أقدم صورة فوتوغرافية معروفة لامرأة منتقبة تحمل عنوان "عيوشة" للفنان الفرنسي الشهير جوزيف جيرو دو برونجي (Joseph-Philibert Girault de Prangey). وخلال الكشف عن المُقتنيات الجديدة، قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، "يسرنا أن نشاطر الجمهور الطائفة الواسعة من الأعمال التي تم اقتناؤها من أجل لوفر أبوظبي وأن نتيح لهم معايشة محتوى المتحف والتفاعل معه في الوقت الذي نشكل مجموعته ونعد لافتتاحه". وأضاف الشيخ سلطان "تم اختيار جميع الأعمال الفنية التي سيتم عرضها بكل عناية". وقال رئيس مجلس إدارة متحف اللوفر، هنري لواريت (Henri Loyrette) "أنا سعيد بتقدم سير أعمال لوفر أبوظبي. سلسلة برامج 'توكينج آرت' هي خطوة أساسية على طريق بناء الوعي بالمتحف المستقبلي ومجموعته التي أثرتها مقتنيات جديدة وفريدة". وأوردت "تورستيك لاونج" في نهاية تقريرها نبذة عن "شركة التطوير السياحي والاستثمار في أبوظبي" جاء فيه أن "مهمتها هي الحفاظ على الإرث الثقافي لأبوظبي وتسويقه بهدف رفع مستوى حياة الإمارة بسكانها وزوارها وتحسين سمعة البلد وبناء مستقبله كمقصد سياحي". وأضافت الصحيفة أن الشركة تدعم بناء المتاحف مثل "لوفر أبوظبي" و"متحف الشيخ زايد الوطني" و"غوغنهايم أبوظبي" وتدعم كذلك المهرجانات والمناسبات الثقافية والفنية لرفع مستوى الحياة الثقافية والفنية في أبوظبي. وتحدّث الموقع الإعلامي المتخصص الفنون (The Art Newspaper) من لندن بدأ جمع أولى المُقتنيات فقالت "ستذهب نخبة من المُقتنيات الجديدة للعرض في معرض بعنوان "مولد متحف" سيقام في مركز معارض منارة السعديات في أبوظبي. ومن المقرر أن ينتقل العرض إلى متحف لوفر باريس الذي سيتلقى مبلغ 400 مليون يورو على مدى ثلاثين سنة من الإمارات مقابل استخدام اسمه المرموق". واعلنت شركة التطوير والاستثمار السياحي (تي دي اي سي) التابعة لحكومة امارة ابوظبي عن الجداول الزمنية الجديدة لانجاز مشاريع المتاحف الكبرى على جزيرة السعديات بعد تأجيلها ومراجعتها من قبل الحكومة، اذ سيفتتح فرع متحف اللوفر في 2015 ومتحف غوغنهايم في 2017. وياتي ذلك غداة اعلان المجلس التنفيذي لإمارة ابوظبي انه أعطى الضوء الأخضر للمضي قدما في المشاريع الثقافية الضخمة على جزيرة السعديات قبالة شواطئ الامارة، وذلك بعد اجراء مراجعة شاملة لها ووسط تقارير عن مساع للحد من الانفاق. واكدت "تي دي اي سي" في بيان رسمي ان المواعيد الجديدة لافتتاح المتاحف هي "متحف اللوفر في 2015، متحف الشيخ زايد الوطني في 2016، ومتحف غوغنهايم في 2017". وتمثل هذه المواعيد الجديدة تاجيلا بحوالى ثلاث سنوات عن الجداول الاساسية للمشاريع التي لم يتم الكشف عن كلفتها وانما يتوقع ان تكون بمليارت الدولارات. وذكر البيان ان البرنامج الجديد لافتتاح المشاريع وضع "بالتنسيق الوثيق مع شركاء الحكومة فيها، وهي وكالة المتاحف الفرنسية والمتحف البريطاني ومؤسسة سولومون غوغنهايم" للفن المعاصر. وشددت الشركة على ان المتاحف الثلاثة هي "عناصر استراتيجية ضمن رؤية حكومة ابوظبي للامارة". وقال المجلس التنفذي لابوظبي، وهو بمثابة حكومة الامارة، في بيان نشر على موقعه انه قد "تمت الموافقة على الميزانيات ومواعيد افتتاح المشاريع على جزيرة السعديات". واشار البيان خصوصا الى فرع متحف اللوفر الباريسي ومتحف غوغنهايم للفن المعاصر، إضافة الى متحف الشيخ زايد الوطني. وكانت حكومة الامارة الغنية بالنفط والتي تسعى لتكون عاصمة ثقافية للمنطقة، قررت اجراء عملية مراجعة لمشاريع ضخمة كانت اطلقتها من بينها مشاريع جزيرة السعديات، على ضوء الظروف الناجمة عن الازمة المالية العالمية وتغير الظروف الاقتصادية للعالم جذريا منذ اطلقت هذه المشاريع في 2006. وقدرت قيمة المشاريع التي تمت مراجعتها بثلاثين مليار دولار بحسب تقارير صحافية. وسبق ان اعلنت "تي دي اي سي" المسؤولة عن مشاريع جزيرة السعديات، انه سيتم تأجيل البرامج الزمنية لانجاز مشاريع متاحف جزيرة السعديات. وانما اكدت ان عمليات الاستحواذ على القطع الفنية مستمرة. كما الغت الشركة قبل اشهر عملية استدراج عروض متعلقة بمتحف غوغنهايم الذي صممه المعماري الاميركي الشهير فرانك غيري، وهو الذي صمم متحف غوغنهايم في مدينة بيلباو الاسبانية. اما متحف اللوفر فصممه المعماري الفرنسي جان نوفيل، فيما صمم نورمان فوستر متحف الشيخ زايد الوطني. ومتحف اللوفر الذي سيعرض قطعا مستعارة من المتحف الباريسي الأم إضافة إلى أعمال أخرى، تهيمن عليه قبة ضخمة قطرها 180 مترا وتدخل اشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الاوراق المسننة لسعف اشجار النخيل. اما متحف الشيخ زايد الوطني فيمثل خمس ريشات من جناح الصقر، فيما يحمل متحف غوغنهايم بصمات فرانك غيري المعهودة اذ سيكون بمثابة مزيج متداخل من الاشكال الهندسية المربعة والمخروطية.)