ترتبط الازياء عموماً بالمناخ كما ان التأنق والهندام ارتبط بالتحضر ومنذ القدم فان الرجل السوداني تميز بالزي البلدي الذي يكسبه الوقار والهيبة حيث الجلباب الناصع البياض والعمة المنقوشة "المطرزة" والشال والطاقية واحياناً الملفحة او الفرجية عند اعيان البلد، وكلها دلالات تدل على طبيعة الذوق، كما اشتهر الكثير من الترزية الذين يحسنون تفصيل الجلاليب الواسعة المريحة. بداية ظهور: الزي الافرنجي بدأ في السودان مع دخول الانجليز ونشوء طبقة المتعلمين خريجي كلية غردون فهؤلاء اهتموا بلبس مايعرف بالبدلة الكامله وهي البنطال والجكت والبدلة والكرفته فهذا اللبس يعطي صاحبه السمة الحضارية ويجعله ينتمي الي طبقة المثقفين، والبدلة اصبحت رمزاً للجدية والانضباط الوظيفي حيث نجدها سائدة عند المحامين وموظفي المصارف والشركات واساتذة الجامعات، وكذلك فإن لبس البدلة الكاملة ارتبط بالعرسان فيحرص العريس على لباسها يوم زفافه استكمالا ليوم الزفاف ولاعطاء العريس القاً وسحراً خاصاً يجعله متكافئا مع ثوب زفاف عروسته. زول فرحان: وارتبط لباس البدلة في السودان بمناسبات الزواج لذلك نجد ان الرجل السوداني يرتدي البدلة وفي كامل اناقته ودون ذلك اذا لم تحكمه وظيفة معينة لايهتم بارتدائها , وبالمقابل اذا وجد شخص يرتدي البدلة وهو سائر امام المارة او راكباً المواصلات العامة نجد البعض من الناس يبدون تعجبهم او يعلقون عليه ويطلقون بعض العبارات التي تدل علي استيائهم، اقلها عبارة: (دا شنو الزول الفرحان دا)..؟ فئات محدودة: (السوداني) اجرت استطلاعاً وسط مجموعة من الموظفين والمواطنين حول ارتداء البدلة، وهل هو ضرورة وظيفية ام اناقة في غير موضعها..؟؟ وفي البداية قال الموظف اسعد عباس موظف ان ارتداء البدلة يدل على الهيبة والاحترام، ولكنها ارتبط ارتداؤها في السودان عند فئات محددة وعند المناسبات السعيدة، واضاف: (عن شخصي ارتديها ولكن عند المناسبات او عند زيارة بعض الوفود الاجنبية لكي اعكس هيبة المؤسسة التي اعمل بها ولكن في الاوقات العادية ارتدي لبس مختلفاً)... وقال ضاحكاً: (مجتمعنا غير مريح اذا رأي احدهم يرتدي بدلة ويستقل المواصلات العامة او يسير على قدميه دائماً ماتصدر منه تعليقات غير مريحة ربما يتضايق منها الشخص او تخجله). ظروف وكدا: اما العم احمد عثمان موظف بالمعاش فقال: (في زمننا كنا نرتدي البدلة للعمل وغير العمل، وكان الرجل السوداني يتميز بالاناقة)... واضاف :(الظروف الاقتصادية تدخلت حتي في مظهر الانسان وجعلته يجتهد في مأكله ويترك مظهره). فصل معين: ويقول الموظف يوسف خضر ان طبيعة العمل ربما تحتم على اشخاص ارتداء البدلة مثل مهنة المحامي او في المناسبات الاخرى، واضاف: (في معظم البلاد نجد ان لبس البدلة لا يعني ان مرتديها ليس من الضرورة ان يكون زول (مرطب)، والاناقة في نظري ليست مرتبطة بالمال، وقال يوسف ان اجواء السودان الساخنة لاتساعد على ارتداء البدلة الا في فصل الشتاء فقط. السوداني