هل يتحمّل الفن مسؤولية ازدياد ظاهرة الطلاق في الوسط الفني؟ سؤال يؤرق فنانات أقدمن على هذه التجربة وفشلن وأخريات لم يخضنها أساساً خشية الفشل، فيما تؤكد فئة ثالثة ألا علاقة للفن بالطلاق وأن البعض يستخدمه كشماعة يعلق عليها عجزه عن تحقيق حياة عائلية سعيدة أو التفاهم مع الطرف الآخر. في الأحوال كافة يبدو أن وسائل الإعلام لن تخلو يوماً من أخبار من هذا النوع، علماً أن ظاهرة الطلاق ازدادت في السنوات الأخيرة لدى مختلف الشرائح الاج... أحمد عبد المحسن فاطمة العبدالله «الزواج دعم معنوي كبير للفنانة، يمثل الاستقرار الكامل والدافع لنجاح أي عمل لأنه مكمل لأمور إيجابيّة في حياة الزوجين، يتفقان من خلاله ويعملان معاً لتسير أمور الحياة على ما يرام»، تؤكد الإعلامية والفنانة فاطمة العبدالله، مشيرة إلى الحاجة لوجود شريك يساند الشخص في السراء والضراء ويحميه. تضيف: «يساعد الزواج الفنانة إذا اتفقت مع زوجها على طبيعة العمل الفني وجماهيريته ومشاكله العميقة، في هذه الحالة لا يمكن أن يؤثر الفن سلباً على الزواج». وعن الطلاق الذي طغى على الساحة الفنية أخيراً تقول: «الطلاق مشكلة أزلية وليست وليدة اليوم أو الأمس، وقد تواجه أي امرأة، سواء كانت فنانة أو موظفة أو ربة منزل»، لافتة إلى أن الفن ليس سبباً وحيداً للطلاق لأن الزوج يعلم منذ البداية أن زوجته فنانة، بل ثمة أسباب كثيرة أخرى. ندى فاضل «الزواج مكمّل للفنانة، لا يتزوج الشخص إلا إذا كان على علم بأن الشريك الذي سيقبل به سيسعده باستثناء حالات شاذة وغير مألوفة»، تؤكد الإعلامية ندى فاضل موضحة أن الزواج يدعم الفنانة في مسيرتها. تضيف: «في حالات معينة قد يبعد الزواج الفنانة عن مجالها كما حدث مع نانسي عجرم، لانشغالها بأمور الزواج وتربية الأولاد». مع ذلك ترى فاضل أن الجمهور الذي يعشق الفنان لا ينساه، ومن الطبيعي أن يأخذ الزواج نسبة كبيرة من وقت الفنانة خصوصاً. أما عن انتشار الطلاق في الوسط الفني فتقول: «يحدث الطلاق في كل وقت وفي كل زمن وقد يصيب أي امرأة على وجه الأرض، سواء كانت فنانة أو غير فنانة، لكن المشكلة حالياً في التسليط الإعلامي على حياة الفنانة، لذلك ثمة اعتقاد بأن الفن يتحمّل مسؤولية النسبة الكبرى من حالات الطلاق. في المقابل، قد يكون زواج الفنانة فأل خير، لأنها ستجد الداعم الرئيس الأول في حياتها ومشوارها الفني». ليلى عبدالله «يجب أن تلبي الفنانة مطالب زوجها، حتى لو أمرها بالابتعاد عن الوسط الفني، والزواج استقرار وأهم مرحلة في حياة الفتاة، سواء كانت فنانة أو غير ذلك»، تشير الفنانة الشابة ليلى عبدالله، مؤكدة أن النجمة يجب أن تطيع زوجها في الأحوال كافة. تضيف: «بالنسبة إلي إذا أبلغني زوجي عدم رغبته في استمراري كفنانة فسأطيعه على الفور، لأن الزواج أهم من الفن وتأتي تربية الأولاد والبيت في المرتبة الأولى». تؤكد أن الفن لا يؤثر على استقرار الزواج، فإذا اتفقت الزوجة مع زوجها على كل ما يتعلق بالفن، فلن يؤثر أي شيء عليهما لأنهما في حالة تفاهم تامة». عن طلاق الفنانات في الفترة الأخيرة تقول: «لا علم لي بالأسباب الحقيقية التي دفعت الفنانات إلى الطلاق، لكن بالتأكيد لا يحدث إلا في حال اختلاف تام بين الزوجين. في المقابل، ثمة فنانات متزوجات يعشن حياة سعيدة من دون مشاكل، ولا أعتقد أن الفن هو الدافع الأول لطلاق الفنانة». ثقة مفقودة بيروت- ربيع عواد نيللي مقدسي «الطلاق موجود في حياة الفنانين على غرار الأشخاص العاديين»، تؤكد نيللي مقدسي معتبرةً أن طبيعة عمل الفنانة القائم على السفر والحفلات وتلبية الدعوات قد يخيف الرجل ويجعله غير قادر على تحمّل هذه الظروف. في المقابل، تلفت إلى أن نجاح بعض الزيجات الفنية جاء بفعل التفاهم المستمرّ بين الزوجين، ولأن الفنانة حين تقرر بناء عائلة تملك لاشعورياً القوة للتوفيق بين عملها وبيتها، حسب رأيها. لا تنكر مقدسي أن إقدامها على هذه الخطوة يتطلب تفكيراً طويلا لأنها حين تقرر بناء عائلة يجب أن تكون جاهزة لهذه الخطوة تماماً، إلا أنها تؤكّد في الوقت نفسه أن الرجل الذي يريد الارتباط بها عليه أن يحبّ فنها أيضاً. وعن صفات فارس الأحلام توضح: «لا أستطيع الارتباط برجل من بيئة مختلفة عن بيئتي ومجتمعي وتقاليدي. أحبّ الرجل الذي يشبهني بأفكاري ويكون مرحاً وحنوناً وجذّاباً في حديثه في المجتمع. في المقابل، لا يلفتني الرجل الضعيف والخجول. مادلين مطر «الزواج مسؤولية وعلى من يتخذ قراراً ببناء عائلة أن يعي قدر الإمكان هذه الخطوة المصيرية»، توضح مادلين مطر مشيرة إلى أن ظاهرة الطلاق في الوسط الفني ليست جديدة وهي منتشرة في أنحاء العالم. تذكر مطر أن الرجل الذي يقرر الارتباط بفنانة وبناء عائلة سعيدة عليه أن يثق بها ويؤمن بموهبتها وحبّها لعملها لتستمر العلاقة بينهما. تضيف أن من حق الفنانة الارتباط برجل ثري بحثاً عن التوازن على الصعيد المادي، شرط ألا يأتي ذلك على حساب أمور أخرى ككرامتها وفنها. لطالما ردّدت مادلين أنها تريد رجلاً يخاف ربه أولاً وأن الأمور الأخرى تأتي لاحقاً، مؤكدة أنها عندما تنوي الزواج فستعلن ذلك على الملأ و{كل شي بوقتو حلو»! ليال عبود «ليس سهلاً على الفنانة الارتباط إلا في حال التقت رجلا منفتحاً ومتفهماً ويتمتع بثقة عمياء بزوجته»، تقول ليال عبود التي ترى أن عملها كفنانة لا يمنعها من تكوين أسرة ناجحة، ما دامت لا تقوم بأفعال سيئة وواثقة من خطواتها وقادرة على التوفيق بين عملها وعائلتها، لافتة إلى أن فنانات كثيرات نجحن في تكوين أسرة ناجحة، فيما فشلت أخريات لأسباب معينة، فالزواج «قسمة ونصيب» حسب رأيها. أمل بو شوشة «الزواج مسؤولية كبيرة وعلى المرأة أن تدرك أهميتها، فنانة كانت أو فتاة عادية»، تؤكد أمل بوشوشة التي تلاحظ أن الطلاق موجود في الوسط الفني أكثر من غيره لأن الفنان عموماً لا يعيش حياة مستقرة، ولعشقه لفنه يفضله على حياته الشخصية فيقع الانفصال. تضيف: «أحياناً لا يتقبل الرجل حياة زوجته الفنانة رغم أنه يكون معجباً بها قبل الارتباط، فيضع شروطاً عليها تؤدي إلى توتر العلاقة بينهما. في المقابل، ثمة أزواج ينفصلون عن رضى وتوافق تام كأي شخصين عاديين». تؤكد أمل أن الزواج خطوة بعيدة عنها راهناً، وفي حال تزوجت فيكون هدفها بناء عائلة سعيدة واستمرار زواجها إلى آخر يوم من عمرها. قسمة ونصيب القاهرة – فايزة هنداوي «لا علاقة للفن بحالات الطلاق بين الفنانين»، تؤكد غادة عبد الرازق مشيرةً إلى أن بعض العلاقات الزوجية من خارج الوسط الفني استمرت أكثر من 30 عاماً وانتهت بالانفصال أيضاً، «ما يعني أن الفشل لا يقترن بأهل الفن فحسب، والدليل على ذلك الدراسات التي أجريت في هذا الشأن وبينت أن حالات الطلاق زادت في مصر بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة، إلا أن التركيز الإعلامي ينصبّ على الفنانين والفنانات». تنفي غادة ما يتردد عن أن زواج الفنانات برجال الأعمال يقوم على أسس مادية فحسب، مشيرة إلى أن زواجها من الإعلامي محمد فودة قائم على حب وتوافق بينهما على بناء أسرة متماسكة، «ولا تحتاج الفنانة إلى التنازل عن سعادتها لأجل المال لأن فنها يؤمن لها هذا الجانب»، حسب تعبيرها. نصف زوجة توضح رانيا يوسف أن زواج الفنانة يفشل لأن مهنتها تمنعها من التفرغ لزوجها، ولا يقبل الزوج المصري «نصف زوجة» وهذا حقه بالتأكيد. من هنا، لا بد من أن تفكر ألف مرة قبل الإقدام على خطوة الزواج كي لا تصطدم بالفشل، نظراً إلى طبيعة عملها وخصوصيته واضطرارها إلى الغياب ساعات طويلة خارج منزلها. كذلك عليها دراسة إمكان التوفيق بين طموحها الشخصي وطموحها كزوجة وأم لتتمكن من النجاح، ما يجعلها تركز على قدرة زوج المستقبل على تفهم طبيعة مهنتها واستعداده للتعاون معها. أما رانيا فريد شوقي فترى أن تفكير المرأة واحد سواء كانت نجمة أو امرأة عادية، وأن الرغبة في تحقيق النجاح هدفها الذي تسعى إليه، مشيرة إلى أن الحب هو القيمة الأسمى في الحياة وسر السعادة والعلاقات الإنسانية الراقية، وليس كلمة السر في حياة زوجية هادئة ومستقرة فحسب، بصرف النظر عن مهنة الزوج أو الزوجة. توضح لقاء الخميسي بدورها أن الفشل أو النجاح في الزواج قسمة ونصيب، وفشل إحدى الحالات الزوجية ليس القاعدة في هذا المجال، ففي المقابل نجحت فنانات كثيرات في تكوين أسرة هادئة ولم يؤثر ذلك على مسيرتهن الفنية، ما يؤكد أن لكل حالة ظروفها الخاصة التي تكتب لها النجاح أو الفشل، كذلك الزواج من خارج الوسط الفني يقترن بظروف تساعد على نجاحه أو فشله. لا تخفي دينا عبد الله خشيتها من الفشل لذلك تؤجل قرار الزواج، ولن تقدم على هذه الخطوة قبل دراستها بشكل جيد. كذلك تؤكد حنان مطاوع أن كل حالة مختلفة عن الأخرى، ويعود نجاح الزواج أو فشله إلى الدقة في الاختيار وتحقيق التوافق والتفاهم وإلى القسمة والنصيب. رجل متفهم تنظر منة فضالي بقلق إلى طلاق الفنانات فتتردد في الإقدام على هذه الخطوة، ذلك أن حياتهن صعبة ومختلفة وتحتاج إلى رجل متفهم لطبيعة عملهن. في المقابل، لا تقلق ميس حمدان من هذه الخطوة، لأنها لن تقدم عليها إلا بعد دراستها بشكل جيد، وتحقيق شروط النجاح المتمثلة بالتفاهم والحب والثقة، وهذه شروط لا ترتبط بزواج الفنانات فحسب بل بأي زواج يسعى طرفاه إلى أن يكون ناجحاً. تؤكد زينة من جهتها أن لكل حالة خصوصيتها، ويفترض بالفنانات، مثل غيرهن من النساء، الاختيار الجيد وعدم التسرع، على غرار حالات الزواج عموماً ثمة نسبة من الفشل مرتبطة بدرجة التوافق والتفاهم. أما لقاء سويدان فتلاحظ أن نسبة الفشل في زيجات الفنانات لا تزيد على نسبة الفشل في المهن الأخرى، لافتة إلى أن الحب وحده لا يكفي لنجاح أي زواج، ولا بد من وجود تفاهم وانسجام بين الزوجين، وأن يؤمن كل طرف بما يؤمن به الطرف الآخر، موضحة أن التوافق الفكري والنفسي بين الأزواج أحد أبرز عوامل النجاح وشرط استمرار الحياة بينهما. أخيراً تؤكد داليا البحيري أن أخبار طلاق الفنانات التي تتردد كل فترة، لا تعني أن زيجات الفنانات فاشلة، مشيرة إلى أن نجاح الزواج لا يرتبط بمهنة المرأة سواء كانت فنانة أو لديها مهنة أخرى أو حتى لا تعمل أصلا، بل يرتبط بعوامل أهمها الرغبة بحياة زوجية قائمة على الحب والتفاهم.
