زوريخ - قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الاثنين إن القطري محمد بن همام المرشح السابق لرئاسة الاتحاد الذي واجه مزاعم بشأن الفساد، استقال من جميع مناصبه في كرة القدم وتقرر إيقافه مدى الحياة عن ممارسة أنشطتها. واضاف الفيفا في بيان "بموجب ميثاق القيم الجديد للفيفا لا يزال من حق لجنة القيم بالاتحاد الدولي اتخاذ قرار حتى لو استقال الشخص وقد قررت غرفة قضائية إيقاف محمد بن همام مدى الحياة عن جميع الأنشطة المرتبطة بكرة القدم". وتابع البيان "عقوبة الإيقاف مدى الحياة تستند إلى التقرير النهائي الذي أعده مايكل جيه. غارسيا رئيس الغرفة القضائية بلجنة القيم في الفيفا.. التقرير يظهر انتهاكات متكررة للمادة 19 (الخاصة بتضارب المصالح) من ميثاق القيم في الفيفا لعام 2012 قام بها محمد بن همام أثناء فترة رئاسته للاتحاد الاسيوي لكرة القدم وكعضو في اللجنة التنفيذية بالفيفا بين 2008 و2011 وهي تبرر عقوبة الإيقاف مدى الحياة عن جميع أنشطة كرة القدم". ولا ترتبط العقوبة الجديدة بمزاعم الرشوة التي واجهها بن همام أثناء حملته للترشح لرئاسة الفيفا بل سببها "تضارب مصالح" أثناء رئاسته للاتحاد الاسيوي. وأعلن القطري محمد بن همام الاثنين استقالته رسميا من منصبه رئيسا للاتحاد الاسيوي لكرة القدم ومن عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا). ودفع بن همام - الذي انتخب بلا منازع رئيسا للاتحاد الاسيوي لفترة ثالثة في يناير/كانون الثاني 2011 - مرارا بانه بريء واشتكى من أن معاقبته جاءت بسبب منافسته لبلاتر. وقال بن همام في بيان رسمي "بالنسبة الي، قرار المحكمة الفيدرالية "كاس"، التي تعد أعلى سلطة تحكيم رياضي، بأن عقوبة الفيفا تجاهي كانت غير مبررة، هو كاف، وهذا القرار أكدته هيئة التحقيق للجنة الأخلاق الجديدة التابعة للفيفا التي فشلت في تقديم أدلة جديدة على الرغم من تبذيرها عشرات الملايين من الدولارات من أجل هذه التحقيقات". وأضاف "لا أريد تمضية حياتي وأنا أكافح مزاعم لا أساس لها من الصحة، بل أريد التركيز على عائلتي وأعمالي، لكن في حال ظهور أي اتهامات أخرى ضدي سأدافع عن نفسي بالطريقة ذاتها التي قمت بها في السابق". وأوضح "أريد أن أشكر جميع الذين وقفوا الى جانبي وساندوني خلال الأوقات الصعبة التي عشتها، وأنا آسف لأنني قررت الاستقالة في الوقت الذي كان فيه جميع أصدقائي وأنصاري يتوقعون منى أن أواصل الكفاح حتى النهاية لاستعيد منصبي، لكنى أريد التركيز من الآن وصاعدا على المستقبل وعدم الوقوع في فخ الادعاءات التي تدور في حلقة مفرغة". وختم البيان "كرة القدم هي الأعظم في العالم وأنا فخور لأنني خدمت هذه اللعبة التي أعشقها من كل قلبي وروحي على مدى اكثر من 40 عاما، واتمنى لهذه اللعبة كل الخير في المستقبل". وخضع القطري بن همام للتحقيق بسبب مزاعم عن تقديم رشاوي خلال حملته في مواجهة السويسري سيب بلاتر رئيس الفيفا في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي العام 2011. كما اتهمت "فيفا" بن همام (63 عاما) اتهامات بسوء الإدارة المالية أثناء توليه رئاسة الاتحاد الآسيوي، وينفي بن همام ارتكاب أي مخالفة. وقال الفيفا في بيان إن أمين سر هيئة التحقيق التابعة للجنة القيم طلب من شيراكال تقديم معلومات ومستندات لكنه لم يفعل. وكان بن همام ينوي دخول انتخابات رئاسة الفيفا ضد بلاتر قبل أن يتم إيقافه بسبب مزاعم بشأن تقديم رشاوي وعوقب بعد ذلك بالإيقاف مدى الحياة عن طريق الفيفا. وكان رئيس لجنة الاخلاق في الاتحاد الدولي مايكل غارسيا قرر إغلاق ملف التهم الموجهة لبن همام في ما يتعلق بعملية الرشوة المزعومة ضده خلال اجتماع عقده مع ممثلين لقارة الكونكاكاف فى مايو/ايار 2011 في بورت أوف سباين عاصمة ترينيداد وتوباجو. وكان غارسيا الذي استلم منصبه قبل فترة وجيزة، قام بتحقيقاته بعد صدور حكم محكمة التحكيم الرياضي في 19 يوليو/تموز القاضي برفع عقوبة الايقاف عن بن همام مدى الحياة مستندة الى نقص في "الادلة المباشرة"، لكنها أضافت أن تصرفاته "لم تكن على أعلى معايير القيم" وأن "الأرجح" أنه هو مصدر الأموال التي وجدت في ترينيداد وتوباجو ووزعت عن طريق نائب الرئيس السابق للفيفا. وأضافت المحكمة "إنه موقف لم يتحقق فيه الاتهام وفيه قلق من عدم اكتمال الدور الذي قامت به لجنة التحقيق التابعة للفيفا بما يكفي". ومما جاء في التقرير الرسمي الذي رفعه غارسيا إلى الفيفا أن التحقيقات الاخيرة للفيفا تركزت على الاحداث التي رافقت انعقاد اجتماع لممثلي دول الكونكاكاف فى مايو/ايار عام 2011. واضاف "لم تؤد التحقيقات التي اجريت الى اي ادلة جديدة تضاف الى الادلة التي قدمت سابقا واستوجبت قرارا من محكمة التحكيم الرياضية برفع عقوبة الإيقاف مدى الحياة عن بن همام" فى يوليو/تموز، وبالتالي قررت هيئة التحقيق إغلاق الملف كليا". ويقول مراقبون إن بلاتر الذي لم يقبل أن ينافسه بن همام على عرش أقوى هيكل كروي دولي، بدا كأنه يصر على إدانة خصمه السابق و"تلويث" سمعته مدى الحياة، حتى بعد ان اعلن طوعا عن تجميد نشاطه.