تجار الموت والسلاح... نعلم انهما الرابح الاكبر في الحروب...وفي سوريا التي طالت فيها قائمة القتلى...مع طول امد الازمة...برز فيها رابح اخر يلجا اليه السوريون وكأنهم يبحثون عن مأوى يقيهم من ما هو ات... العرافون..والمتنبئون...دخلوا على خط المنافسة ايضا..واصبحوا القشة التي يتعلق فيها الغارقون في ويلات الحرب..بعد اقتراب الثورة من عامها الثاني.. سوق التنجيم بأنواعها تنهض في سوريا من تحت ركام الدمار...يبحث فيها السوريون عن بصيص امل لانفراجة او نهاية بعد ان انكهتهم تحليلات السياسين وارهقتهم مبادرات المبعوثين... منهم من يعقد امالا على نبوءات العرافين وينتظر حدوثها..ومنهم من ينفق امواله على شراء كتب المنجمين ويغرق في عالم الروحانيات عله يجد ضالته فيها ... ويبدو ان الاهتمام في الغيبيات لا يقتصر على اصحاب العقول الساذجة فحتى النخبة باتت تعكف على سماع كلام المنجمين بشغف وتنتظر اطلالتهم على شاشات التلفزيون... ولكن يبدو ان هؤلاء المنجمين اصبحوا بدورهم مسيسين ايضا...يعلنون عن نبواءتهم في محطات تنسجم مع التوجهات السياسية للمحطة المضيفة....هكذا هي قوانين اللعبة...نبوءة حسب الطلب... حتى اولئك اللاجئين الموزعين على دول الجوار..انتقلت اليهم عدوى الفضول بعلم الغيب..ربما يجدون جوابا شافيا لسؤالهم الوحيد عن العودة الى الديار والوطن...فترافقت رحلة النزوح مع رحلة البحث عن عراف في الوطن المؤقت.. ولم يعد الحديث عن تسليح المعارضة,,ولا اسقاط النظام هم سكان الداخل ولا ولاجئو الخارج فكلامها الان يصوبون انظارهم نحو عصى سحرية تبدل احوالهم وان كانت هذه العصى وهمية..