وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الامارات .. الشينة منكورة    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرؤساء والزعماء يؤمنون بالسحر والشعوذة والخزعبلات...
نشر في الراكوبة يوم 12 - 05 - 2011

الإنسان بغض النظر عن جنسه وعرقه وأصله وفصله ومكانه على الأرض يؤمن بما وراء الطبيعة ( الميتافزيقا ) من قوى خارقة غيبية لها انعكاسات ومؤشرات على حياته ، ويتفاوت هذا الإيمان بها من شعب لشعب ومن إنسان لإنسان ، وذلك لأنها من الموروثات الفكرية لأجيال سابقة ، تناقلتها جيلاً بعد جيل ، ولا يستطيع أي جيل إنكارها والعمل على إلغاءها ، ذلك لأنه ملزم أدبياً وأخلاقياً ليكرر ما قاله بني قومه وأجداده الأوائل عنها حتى لو لم يعترف بها ... الخرافات تحتل الرأس العربي بكباره وشبابه ونسائه اذ لا يوجد عربي الا وبعض الخرافات مختزنة في عقله ورثها كما يرث المال والعقار، ولا يستطيع احد ان ينزعها من عقله فقد عششت في دماغه وباتت عقيدة ومبدأ من الصعوبة بمكان أن تغادره، وكل ايديولوجية لها أوراقها الخرافية التي يلعب بها الكبار للحفاظ علي الرعية من الانفلات ومن ثم الاستقلال.... وكل قطيع لهم راع يحافظ علي التماسك الداخلي عبر مخدرات الأوهام، ومورفين النصر للحفاظ علي الكيان المأخود نحو الوهم والضياع والخراب.
سر ولع الناس بالخرافات و أسرار ما وراء الطبيعة هو رغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة وممن يأخذونها ؟ من الجهلة وسقطة الناس وطلاب الشهرة والجاه والمال أصحاب الحيل والشطارة في الضحك على ذقون الناس وابتزاز أموالهم فهم لا ضمائر لهم ولا أخلاق ، وهم أبعد عن الناس عن معرفة الله والخوف منه .هؤلأ الذين يتسمون بالشيوخ وبتشحون السواد في أفكارهم وخزعبلاتهم وملابسهم ، وتارة الملابس الخضراء والعصابات المشدودة على جباههم التي لا تعرف السجود لله ، وانما لشياطينهم من الإنس والجان .... ليس أدل على ذلك و كما ورد في أحد التقارير أن العالم العربي ينفق من 5—7 مليار دولار سنوياً ، وذلك لفك السحر وجلب المحبة وايقاع الضرر بين الناس ، ولعمل الحظوة ولدفع الأذى ، وحب السيطرة ونزعة الشر ، وجلب المال والجاه ، والنجاح في العمل والحياة .... مثلما يشهد هذا العصر طفرة في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي فإنه يشهد في الوقت ذاته عودة للخرافات والخزعبلات والشعوذة والسحر والدجل وأسرار ما وراء الطبيعة....
هل كان الرئيس السابق مبارك يؤمن بالسحر؟ سؤال يتردد كثيرا في الفترة الأخيرة بعد زيارة العرافة أم ماجد له بالمستشفي الذي يرقد فيه بشرم الشيخ لقراءة الطالع له ولتخبره بالمستقبل الغامض الذي ينتظره وعلي رغم نفي أم ماجد أنها عرافة إلا أن نفيها في حد ذاته والأسباب التي ذكرتها تؤكد أنها عرافة الرئاسة فما الذي يجعل امرأة مثلها ليس لها علاقة بالرئيس تقوم بزيارته وكيف يسمح لها بذلك دون أن يكون لها سابق معرفة بمؤسسة الرئاسة وهل أي شخص يستطيع الآن مجرد الدخول إلي المستشفي الموجود به الرئيس وليس زيارته شخصيا؟.. العديد من المصادر أكدت أن البدوية أم ماجد هي عرافة الرئاسة منذ سنوات وأن زوجة الرئيس المخلوع كثيرا ما كانت تستمع إليها وتستشيرها في العديد من الأمور وأن هذه العرافة قام مبارك بزيارتها هو وزوجته منذ سنوات وقالت له بإنه سيستمر في حكم مصر هو وعائلته وأقنعته بتوريث نجله جمال الحكم.. وأن مبارك قام قبل ذلك بزيارة إحدي العرافات التي أكدت له أنه وعائلته سيحكمون مصر، وما حدث أن سوزان مبارك فهمت القصة أن العائلة ستحكم مصر علي التوالي وهذا ما جعلها تتشبث بالفكرة ولذلك قامت بعدها بزيارة العرافة أم ماجد التي أقنعتها بتوريث الابن الحكم..
الرئيس جمال عبد الناصر كان يحب أن يستمع إلي المشتغلين بالأرواح والعفاريت، من بينهم الشيخ محمد لبيب، وكان يستدعيه لتسلية الضيوف بألعابه الغريبة، وليست فيها خدعة واحدة، فكلها عيني عينك، يضع الكوب في جيبك ويستخرجها من جيب أي واحد من الحاضرين، ويلقي بالكوتشينة إلي السقف فتستقر هناك ويستدعيها ورقة ورقة، وقد طلب ذات مرة من السيدة أم كلثوم في حضور عبدالناصر خاتمها، فرفضت، فأخذه من زوجها الدكتور حسن الحفناوي ووضعه في كوب من الماء وألقاه من النافذة وطلب منها أن تبحث عنه في حقيبة يدها، فرفضت دخول العفاريت في شنطتها، وأشارت ناحية أنيس منصور الذي كان موجودا بين الحضور وقالت: عندك أنيس وكلكم عفاريت زي بعض! واخرج الخاتم من جيبه؟.. اما أغرب قصة سحر مرتبطة باسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد أن أعلن حاخامات مسئوليتهم عن قتل الرئيس المصري باستخدام السحر الأسود، حيث اعترف الحاخام بنياهو شموئيلي بمسئولية 3 حاخامات عن تصفية عبدالناصر عام 1970، والحاخامات الثلاثة هم إسحق كَدُّوري، وشاؤول داود حي معلم، ويوسف زاروق ، وقال إن الثلاثة ينتمون لحركة القبالاة «التصوف اليهودي»، المشهورة بإتقان أعمال السحر الأسود والشعوذة، والتي تتمتع بتأثير واسع في إسرائيل، من خلال المداومة علي صنع الأحجبة والأعمال السحرية، وتوزيع «البركات» علي الجنود، ورجال الأعمال حتي كبار السياسيين قبل كل معركة انتخابية وأن الثلاثة اجتمعوا وقرروا إيذاء عبدالناصر وقتله بالسحر....وأحضروا كبد بهيمة وقلبها ورئتها، واتفقوا علي استخدام أسماء الجلاله اليهودية الواردة في مخطوط ديني قديم، وكتابة تعويذة منها علي الكبد، لاستخدامه في قتل عبدالناصر، ولكن فجأة هبطت عليهم ملائكة من السماء، وسمع هاتف في أذن الحاخام شاؤول داود حي معلم، وقال له: لا تفعل هذا الأمر، إياك واستخدام أسماء رب العزة، فقال الحاخام: حسنا، لن أستخدم الأسماء المقدسة، لكن عليكم أن تقوموا بهذه المهمة، فليمت عبدالناصر، ويختفي اسمه من سجل الأحياء، وأخذ الحاخام شاؤول دافيد والحاخام إسحق كدوري 100 مسمار صلب، وشرعوا يغرسونها في قلب البهيمة، وكانوا يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار يغرسونه في القلب، وفي النهاية وضعوا القلب علي موقد طبخ لمدة 3 أيام حتي تفحم تماما، وصار أسود اللون ولا يمكن التعرف عليه، بعد ذلك دفنوه، وأعلنوا لتلاميذهم أن عبدالناصر مات..
علي النقيض تماما كان الرئيس السادات لا يؤمن بالعرافين فقد كان ينفر من هذه الممارسات، وذات مرة طلبت منه حرم الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتسوج أن تقرأ له الكف، فاعتذر، وقال: أنا لا أحب هذه الممارسات، لكن جيهان تحب ذلك وبالفعل فقد روي أنها كانت تستعين ببعض العرافين من داخل الكنيسة للحفاظ علي حبها مع الرئيس السادات فضلا عن تنبؤ عرافة لها بأنها ستصبح سيدة مصر الأولي وقالت لها العرافة وقتها: إنها ستصبح ملكة مصر في الوقت الذي كانت هي وزوجها الضابط الصغير «أنور السادات» المفصول من الجيش يبحثان عن أجرة البيت فاستغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة وقد تنبأت إحدي العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام وقد نشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها.... علاقة مبارك بالعرافين والدجالين قديمة بدأت في نهاية الخمسينات عندما كان مبارك ضابطا في السودان والتقي بعراف سوداني تنبأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، في الوقت الذي كان لا يتعدي طموحه السياسي أكثر من محافظ أو سفير وهو ما جعله لا يأخذ الأمر بجدية إلي أن وجد نفسه رئيسا وهذا ما بني جسرا من الثقة بينه وبين العرافين بعد ذلك خصوصا عندما تم تعيينه نائبا للرئيس السادات، قام أثناء هذه الفترة بالتردد علي سيدة في مصر الجديدة اتضح بعد مراقبة أمن الرئاسة لبيت هذه السيدة أنها سيدة تدعي أنها تعرف الطالع وتعرف المستقبل ويتردد عليها الكثير من الأمراء العرب أو ترسل لها طائرات خاصة لتذهب لقراءة الطالع لبعض الحكام العرب وعندما سأل أمن الرئاسة عما يفعله نائب الرئيس لديها ذكرت أن مبارك حضر عدة مرات ليسألها عن مستقبله السياسي فقالت له إن نجمه في صعود وأنها تري دماء كثيرة وقتلي وجرحي فقال لها وأنا ماذا سيحدث معي قالت سيصعد نجمك إلي مرتبة عالية ففرح وانصرف فتحدث أمن الرئاسة مع السادات فقال: إن نائبه رجل مجنون أن يصدق الدجالين والمشعوذين.. نفس الكلام الذي قالته له عرافة مصر الجديدة هو ما قالته له منجمة فرنسية بعدها بأنه سيحكم مصر بالدم وهذا ما حدث بالفعل في حادث المنصة الذي راح ضحيته السادات وتولي بدلا منه مبارك رئاسة البلاد.. إيمان مبارك بالعرافين لم يقتصر علي من هم بداخل البلاد ففي العام 1982 كان مبارك في باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالي منجمة فرنسية كانت شهيرة في أوساط الدبلوماسيين وقالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخري كثيرة ستموت في السنة التي تعين فيها نائبا لك ويبدو أن هذا هو السبب الرئيس الذي جعل مبارك يرفض طيلة حكمه تعيين نائبا له.....
كما يبدو أن العام الحالي سيشهد نهاية مبارك طبقا للتقارير الصحية الواردة من مستشفي شرم الشيخ، والغريب في الأمر أن هذا العام شهد تعيين نائب له وهو عمر سليمان وهذا ما يفسره البعض بالسر وراء زيارة العرافة البدوية أم ماجد المستشفي عندما تذكر مبارك نبوءة العرافة الفرنسية منذ ما يقرب من ثلاثين عاما بوفاته في نفس العام الذي يعين فيه نائبا له... كما ترددت بعض الأقاويل أيضا أن مبارك قام بزيارة مفاجئة إلي السنغال خلال السنوات الماضية لمقابلة عراف شهير يذهب إليه البعض من رؤساء الدول.. جمال مبارك قام بنفسه خلال السنوات الماضية بزيارة العرافة اللبنانية الذائعة الصيت ليلي عبداللطيف التي أخبرته بأنه سيصبح رئيسا لمصر والغريب في الأمر أن بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير خرجت علينا عرافة تدعي بسنت يوسف عضو الجمعية البريطانية لعلم "التاروو" تتنبأ بأن مبارك وزوجته سيختفيان من الحياة السياسية إلي الأبد وأن جمال مبارك سيعود مجددا إلي الساحة السياسية وأنه سيترشح لرئاسة الجمهورية بعد 8 سنوات من الآن.... الإيمان بالسحر لم يقتصر علي رؤساء مصر فقط فهناك العديد من رؤساء الدول الأجنبية الذين اعتقدوا بالسحر علي رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر فعندما زار مصر في منتصف السبعينات كان أول ما طلبه كارتر وسأل عنه سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم واندهش الحاضرون حتي كشف كارتر عن السر وقال إنه زار مصر في الستينات وقبل أن يفكر في الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التي تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا....
هذا ما ينطبق أيضا علي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والروسي السابق بوتين والفرنسي الحالي ساركوزي، ورئيس دولة بورما «تان شوي»، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة يانجون 6 إلي قرية نيبيداو التي تفتقر إلي المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة ... فضلا عن ذلك فهناك العديد من الرؤساء والزعماء العرب طالتهم شائعات اللجوء إلي العرافات والمنجمات.....جعفر نميري رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفي وعندما تولي جعفر نميري الحكم في السودان فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك عصا ثم يختفي وظل نميري محافظاً علي تلك العصا لا يتركها من يده حتي كان اليوم الذي انكسرت فيه فحزن ولم يخرج من بيته إلي مبني الاتحاد الاشتراكي حيث الاجتماع السياسي الهام ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله.... سر ولع بعض الرؤساء والزعماء بالخرافات و أسرار ما وراء الطبيعة هو رغبتهم في معرفة أقدارهم سواء كانت جيدة أو سيئة ...فسوق الخرافة مكتظ بالزبائن في هذه الايام .. والبضاعة المعروضة هي بضاعة فاسدة في طرد خادع.. "عندما يمر الناس بأوقات صعبة يلجأون عادة إلى كل ما هو روحاني ...
لذلك تستشري في المجتمعات العربية ظاهرة السحر والشعوذة والدجل وقراءة الفنجان والكف وغيرها من وسائل كثيرة يحتال بها البعض على الكثيرين من البسطاء الذين يتربصون باي بارقة امل تنير لهم الدرب وتزيل عنهم الكرب ووتريحهم من الهم والغم وخاصة المرأة التي تلجأ في كثير من امورها الحياتية الى الدجل والسحر بحثا عن حلول لمشكلات راسخة في العقول او مرض استعصى عن الطب رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد... اغلب من يلجأ لهؤلاء المشعوذين هم أولئك الذين يعجزون عن إيجاد تفسير علمي لحالاتهم النفسية أو الاجتماعية أو الصحية ويقف الطب أمامها حائرا في العلاج فهم يعتبرون أن الدجل هو الطريق الأسهل والأكثر نجاعة لحل هذه المشكلات ولعل من المظاهر التي عايشتها شخصيا ما ادعته أسرة أن النار تندلع فجأة في غرفة الملابس و المسكن واستنجدت بالسلطات المحلية ثم طلبة الرقية وتبين بعد التحقيق أن غرض هذه العائلة هو الحصول على سكن من الدولة لان منزلهم ريفى متهالك ... ومع ذلك اتصلت بالعديد من علماء الاجتماع الذين يرون إن الدجل والشعوذة موجودة منذ القدم ومنتشرة في كثير من الدول والمجتمعات لكنها ترتكز في المجتمعات التي تتفاقم بها المشكلات دون وجود حلول جذرية ومنطقية و لافرق بين الرجل والمرأة في حالات الاستنجاد بالدجالين ولكن المرأة اسبق دائما وهي صاحبة الخطوة الاولى لان كثير من المشكلات تخصها أكثر وإنها أكثر حساسية من الرجل كمشكلة الإنجاب والعنوسة ومعاملة الزوج والحماة وغيرها وتوفيق بناتها مع رأي الدين واضح في هذه المسائل ولا يحتاج إلى اجتهاد فالأمر محرم بنص من الحديث الشريف كون السحرة والمشعوذين يستعملون الغيبيات وهي من اختصاص الله سبحانه وتعالى....
بعض وسائل الإعلام لعبت دورا سلبيا في هذا الموضوع فساعدت عن انتشار هذه المظاهر التي تعكس درجة التخلف في المجتمع على غرار نشر بعض الصحف لحادثة وجود شعرة في مصحف إبان حرب الخليج الأولى وهي دلالة حسب الصحيفة على انتصار صدام على الأمريكان فالعديد ركض لفتح المصاحف ووجد بعضهم الشعرة التي سقطت بالتأكيد من رأسه أثناء فتح المصحف فاقتنع أن شعرة في مصحف ستنصر صدام ولم ييأس إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام في الرجل فاقتنع أن الشعرة مجرد وهم ....أكدت دراسة المركز القومي للبحوث أن المصريين ينفقون سنويا 10مليار جنيه على الدجل والشعوذة والأدوية الشعبية ، وأشارت دراسة أخرى أن العرب ينفقون سنويا ما يعادل عشرة مليار دولار على طلب الفضائيات مع أن الدراسات العلمية أثبتت خطورة الأدوية العشبية التي تعلن عنها وسائل الإعلام ويربطها المعلنون بالرسول( ص) او بالدين الإسلامي تلاعبا بمشاعر المرضى الباحثين عن الشفاء .... ويعد التليفزيون من الأجهزة الإعلامية الثقيلة التي لها تأثير كبير في المجتمعات وهو ما يبدو أن هؤلاء تفطنوا له وراحوا يطلقون القنوات التي تدعوا للشعوذة والسحر على غرار قناة "كنوز" و"شهرزاد" و"الحقيقة "التي تقدم كل شيء إلا الحقيقة التي تحملها شعارا فكثير من الناس رفعوا دعاوى قضائية ضد هذه المحطة التي تتلاعب بصحتهم فالدكتور( سليم العو ) يقول :إن انتشار وسائل العلاج البدائية التي تعتمد على الخرافة يعني أن الأمة العربية والإسلامية مهددة بالعودة إلى الوراء إلى العصور المظلمة حيث كانت الشعوذة والخرافة هي الطابع الغالب في البحث عن العلاج والدواء فمثلما دفعت الأمة في تلك العصور ثمنا غاليا فالأمة الإسلامية مهددة اليوم بدفع الثمن نفسه...
والدين الإسلامي اظهر قيم العلم والعلماء ونجح في فتح صفحة جديدة وناصعة البياض في أفاق الطب وعالج الإسلام مفهوم الصحة على أنها تكامل بين الصحة النفسية والاجتماعية والجسمية وليست مجرد الخلو من المرض ولهذا حرص الإسلام على ضرورة التماس الدواء وليس التعلق بالخرافة مثل العلاج بالعسل او الحبة السوداء او حبة البركة وغيرها حتى وان جاءت فيها أحاديث شريفة إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد أنها مواد لها دورها الوقائي وليس العلاجي أي تعاطيها قبل الإصابة وليس بعد أن يصاب الإنسان بالايدز ويهرول خلف من يخدعونه بان هناك نوع من العسل يشفي منه او السرطان فهذا تدمير للنفس وقد استغل النصابون الأحاديث الشريفة للترويج لبضاعتهم على وتر حاجة الناس للعلاج.... إن السر في انجذاب الناس إلى الخرافات هي كونها أفكار تتجاوز نطاق العلم الذي أصبح المكون الرئيسي للحياة اليومية...وأقوى دليل على ذلك هو المساحة التي يخصصها التلفزيون والمحطات الفضائية لقارئي الفنجان وغيرهم من العرافين إلى جانب شعبية الابراج في الصحف المحلية والشعوذة والسحر. ...والذين يبحثون عن المال والجاه والشهرة، من بعض المرتزقة باسم الدين ومعدومي الضمير، ما الذي يمنعهم من ادعائهم تسليط الخوف من الجن على رقاب البسطاء من الناس؟! فالبسطاء يهرعون إليهم ويستنجدون بهم ليعصموهم من ذلك العدو الغامض، فيجودون عليهم حينئذ ببعض التمائم والأكاذيب، ويسلبونهم أموالهم تحت خطط مبرمجة معدة سلفاً ....
مما لاشك فيه أن الخيال لعب دورا مهما في رسم صور الجن والشياطين والأشكال المختلفة التي رأيناها لهذه المخلوقات في الكتب واللوحات الفنية وحتى في الأفلام السينمائية نجد العديد من الأفلام تعرضت لهذا العالم الغامض ، أجل وبحق للسحر وللشعوذة و للخرافة حضور طاغٍ في آليات تفكيرنا، وكانت الأسطورة أحد مداخلنا إلى فهم العالم من حولنا، وكان غياب الخرافات والأساطير من حياة أبناء الريف حينذاك يعني دمار رؤيتهم الوجودية، وتركهم معلّقين في الفراغ.... اما الان فنحن بحاجة إلى مزيد من الوقت، وإلى كثير من الصراع مع المناخ الثقافي السائد من ناحية، والصراع مع الذات من ناحية أخرى، للخروج من دائرة الفكر الأسطوري، والأخذ بناصية العلم والمعرفة والتكنولوجيا وامتلاك رؤية ممتنعة على الخوف من الكائنات الخرافية التي لا أساس لوجودها البتة، والتعامل مع مكوّنات هذا العالم بقدر أكبر من العلم و الثقة والأمان والواقعية لننشئ أجيالا وشعوبا لا تستمرئ الذل والهوان...طبقا لدراسة شهيرة لمركز البحوث والدراسات الجنائية فإن مصر بها دجال لكل 120مواطنا، و300 ألف ساحر يدّعون تحضير الأرواح، ومثلهم يدّعون علاج الناس من الأمراض والمس الجني بالقرآن والإنجيل، وأن 50 % من نساء مصر يؤمن بالسحر وأعمال الدجل والشعوذة، ودائمات الزيارة للمشايخ والسحرة، وأن 40% من المثقفين علي علاقة بالسحرة والدجالين.
صيد اونلاين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.