لأكثر من خمسين عاماً كانت مسألة العقم والإخصاب تعتبر محسومة على النحو التالي: تربي المرأة كل ما ستحصل عليه من البويضات حتى قبل أن تولد، لكن دراسة نُشِرت هذا العام ثم نوقشت نقاشاً مستفيضاً أشارت إلى أن هذه الحقيقة، التي ظلت مقبولة زمناً طويلاً، قد لا تكون صحيحة. وتعوض الخلايا الجذعية في المبيض لدى النساء والفئران النقص في إمدادات البويضات خلال سن البلوغ، وفقاً لقول فريق بقيادة جوناثان تيلي، وهو عالم بيولوجي في ميدان التوالد في مستشفى ماساشوستس العام. ويقول تيلي إن "قدرة الخلايا الجذعية على صنع بويضات تتقلص مع التقدم في السن وتُفضي في نهاية المطاف إلى سن اليأس". وقد رحب الكثير من الناس بهذه الأنباء، لأنها تعزز إمكانية تربية البويضات في المختبرات لأغراض علاج قضية الإخصاب. واقتربت تلك الإمكانية، بقدر قليل، من الحقيقة عندما أعلن علماء يابانيون تمكنَهم من تربية خلايا بويضات فئران قابلة للحياة في المختبر عن طريق خلايا جذعية جنينية وأخرى أعيدت برمجتها. وأضاف تيلي أن استخدام الخلايا الجذعية، التي توصل هو وفريقه إليها، قد لا تمثل نعمةً بالنسبة إلى المعاناة من مشاكل الإخصاب فحسب، بل إنها قد تساعد أيضاً على تأخير سن اليأس. غير أن دراسة متابعة تدعى "تيلي" أسهمت في هذه المسألة - فقد أبلغ كوي ليو من جامعة غوثنبرغ في السويد ورفاقه أنهم عثروا على خلايا مبيض، ربما اعتبرت خطأ أنها خلايا جذعية، ولكنها لا تنتج بويضات. وقال علماء آخرون، على اطلاع على عمل تيلي، إن تلك المجموعة السويدية عزلت نوعاً مختلفاً من الخلية، وفشلت في العثور على الخلايا الجذعية. ويشك بعض العلماء في قدرة الخلايا الجذعية - مع أنها قد تكون حقيقة - على إنتاج نشيط لخلايا بويضات في جسم الإنسان، وقالت ايفلين تلفر من جامعة ادنبره، التي عملت في مجال خلايا تيلي الجذعية، إنها تظن أن الخلايا قد تنطلق إلى العمل إذا تعرض المبيض لضرر وإلا فإنها ستظل ساكنة. وبينما يستمر الجدال العلمي أنشأ تيلي شركة جديدة تدعى "أوفاساينس" تستخدم عمله في ميدان الخلايا بغية تطوير علاج للإخصاب.