وقع وزير الاعلام والناطق الرسمى باسم الحكومة احمد بلال فى مغالطة مع نفسه عندما أنكر حرمان المعارضة من ابداء وجهة نظرها عبر وسائل الاعلام القومية فى حديثه الاذاعى صباح الجمعة ثم ما لبث ان ( وجه) الاذاعة والتلفزيون باتاحة الفرصة للاحزاب المعارضة عملا بمبدأ الرأى والرأى الاخر (واشترط ان لاتؤدى الخطوة لخدش الثوابت الوطنية ) . الوزير اصبح بعد ان انتقل من خانة المعارضة لخانة الحزب الحاكم ينطق بلسانه واستبطن اسلوبه المتعالى مع ممارسة الوصاية على المعارضة ومحاولة تغبيش الوعى بأن كل من يهاجم المؤتمر الوطنى انما يهاجم الوطن .... والوزير يعلم قبل غيره ان الاذاعة والتلفزيون رغم ان تمويلهما من الخزينة العامة ظلا محتكرين للمؤتمر الوطنى وتنظيماته الشبابية والطلابية والنسائية , وفى الامس القريب كرست جل ساعات البث الاذاعى والتلفزيونى لمؤتمر الحركة الاسلامية بينما تحجب اخبار الاحزاب السياسية المسجلة والتى تعمل وفق القانون , وليس ذلك فحسب تجد اراء قادة النظام وهجومهم على المعارضة طريقها للنشر الواسع دون ان يتاح لها حق ابداء الرأى او حتى نفى الاتهامات التى تسيئ لمواقفها . الوزير عندما ( يوجه ) الاذاعة والتلفزيون باتاحة الفرصة لقوى المعارضة لابداء رأيها فى قضايا الوطن لايعطى منحة او هبة ذلك حق اصيل , وهو حق سيتم تعزيزه حينما يستعيد الوطن عافيته ويستعيد شعب السودان الديمقراطية وحقه فى رقابه الاجهزة الاعلامية ومدى احتكامها للمهنية ومدى التزامها بمبادئ حرية الاعلام وحرية التعبير , اضافة الى ان المؤتمر الوطنى لايمثل الوطن حتى لو حاول ان يتماهى معه ويكفى هنا ان نقول ان المعارضة عازمة على اسقاط هذا النظام فهل يا ترى تريد ان تهدم الوطن حسب ظن الوزير ... ان شعب السودان يدرك رسالة المعارضة جيدا وهذا هو المهم وليس ظنون وتأويلات النظام ووزرائه .