أصبح التدخين عاملا من عوامل فشل مشاريع الزواج في السعودية، حيث أشار تقرير نشرته عكاظ، أن عددا من المحاكم في مختلف مناطق المملكة سجلت الكثير من حالات طلاق بسبب التدخين حيث يرفض الكثير من الزوجات الاستمرار مع زوج مدخن. وتضمن التقرير الإشارة إلى دراسة أكدت رفض الكثير من الفتيات في المدينةالمنورة الاقتران ب"الشاب المدخن" المتقدم لخطبتها، وسجلت المحكمة العامة في المدينة أكثر من 100 دعوى طلاق من قبل نساء رفضن الاستمرار مع أزواجهن المدخنين. وأضاف التقرير أن لجان الصلح سجلت الكثير من التحركات على صعيد مكافحة التدخين، وذلك بعد أن اكتشفت أن التدخين أصبح سببا رئيسيا في "انفصال الأزواج"، الظاهرة التي قادت الكثير من المختصين إلى عمل الأبحاث والدراسات حول آثار التدخين على العلاقة الزوجية. وأجرى عدد من الباحثين الكثير من الدراسات التي كشف بعضها أن نسبة الفتيات الجامعيات اللاتي يرفضن الزواج بمدخن قد بلغت 40% حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن سبب الرفض يعود لما يسببه التدخين من أضرار جانبية متعددة على صحة الزوج والأطفال داخل المنزل في حال تم الارتباط بين الشاب والفتاة. وعزت الطالبة الجامعية بجامعة طيبة قسم الدراسات الإسلامية خلود الحربي أسباب رفضها بالزواج من مدخن "لما له من أضرار صحية وأضرار نفسيه على المدخن وعلى أسرته، كما أن الزوج المدخن قد يرتكب الكثير من الأخطاء في حق أسرته أو المجتمع الذي يعيش فيه من خلال ممارسته التدخين في أوساط المجتمع الذي يعيش فيه". وتشاركها في ذلك طالبة السنة التحضيرية في كلية العلوم وداد السلطان حيث قالت إن "الشاب المدخن تختلف تصرفاته بنسب متفاوتة عن الشاب غير المدخن، كما أن قبوله في تدخين سيجارة قد يجعل بعضا منهم وليس الجميع القبول فيما هو أكثر من السيجارة"، حيث أشارت السلطان إلى أن "الكثير من مدمني المخدرات كانت بداية إدمانهم للمخدرات هي سيجارة". وفي المقابل رفضت سحر الحربي أن ترتبط بزوج مدخن مبررة رفضها بعدد من الأسباب مثل "الرائحة الكريهة" في الزوج أو حتى المنزل، بالإضافة إلى رفض المجتمع السعودي لظاهرة التدخين الأمر الذي قد يوقعها في حرج كبير مع الأقارب. وأشار الأخصائي النفسي عبد العزيز الغامدي إلى إن المدخن يكون سلبيا دائما في حياته العملية ويقل تركيزه إذا لم يدخن، وقد تظهر عليه بعض الصفات غير المرغوبة مثل "التوتر في كثير من الأحيان"، بالإضافة إلى تأثير التدخين على المظهر الخارجي لكثير من الرجال، حيث يلاحظ أن الشاب أو الزوج المدخن يكون أقل اهتماما بمظهره الخارجي من الشاب أو الزوج غير المدخن. من جانبها أكدت منسقة عيادات مكافحة التدخين في المدينةالمنورة الدكتورة أمل الحربي عن وجود إقبال كبير من قبل الشباب الراغبين في الزواج عن الإقلاع عن التدخين وذلك من خلال الانضمام للكثير من برامج مكافحة التدخين، وتأتي هذه الرغبة بسبب عدم تقبل الأهل في الدرجة الأولى للشاب المدخن، وكذلك عزوف الفتيات عن الارتباط بالزوج المدخن ونظرة المجتمع الناقد للمدخن بالإضافه إلى إحساس هؤلاء الشباب بأضرار تلك العادة مستقبلا على أسرهم وأطفالهم.