تونس - شاركت مجموعة كبيرة من الفنانين في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في العاصمة التونسية حيث عبر المبدعون عن قلقهم على مستقبل حرية الإبداع في بلاد الربيع العربي وخصوصا مصر وتونس. وشاركت الفنانتان التونسية هند صبري والمصرية ليلى علوي في مؤتمر صحفي خلال أيام المهرجان تحدثتا فيه عن رسالة الفن وعلاقة الإبداع بالثورة. وذكرت هند صبري أن الفنانين الآن في حالة ترقب انتظارا لرؤية أوضح بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر. وقالت "بالنسبة للظروف اللي قاعدين نتعداو فيها سواءا كان في مصر ولا في تونس مانيش شايفة اختلاف حتى دائنا نقل لهم معناها كوبيه كوليه (نسخ ولصق). الموضوع ماهوش بعيد عن بعضه حتى طرف. بالطبيعة الفن تأثر. نكذب على أارواحنا معناها كان نقول إن الفن ما تأثرش. وبالطبيعة الفنانين اليوم في حالة من حالات الترقب والانتظار حتى توضح الرؤية شوية. يظهر لي الرؤية ما زالت ضبابية شوية بالنسبة للفن وبالنسبة للإبداع". أما ليلى علوي فقد شددت على أن رسالة الإبداع لن تتغير بعد الثورة. وقالت "ناس كثير بتقول لي... طيب وبعد الثورة الفن ح يقدم إيه.. ح يقدم زي قبل الثورة. هو الفن كان بيقدم إيه طول الثلاثين سنة اللي فاتوت.. أعمال بتنقد الفساد.. أعمال بتقول المجتمع عايز إيه.. المجتمع محتاج لإيه.. وما زلنا وح نفضل كده. لأنه مش مجرد أنه الثورة قامت يعني الدنيا اتحلت.. لأ.. الثورة لسة مستمرة. احنا لسه ما حققناش أهداف الثورة. أعتقد.. لو تسمحوا لي أتكلم.. أعتقد مش بس في مصر ولكن في كل البلدان العربية.. احنا لسه لم نحقق بعد الربيع العربي. ولكن نتمنى ان احنا نحققه". وانطلقت الشرارة الأولى لانتفاضات الربيع العربي من تونس في آخر عام 2010 وأطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ثم استلهم محتجون مصريون الثورة التونسية فانطلقت انتفاضة شعبية في في 2011 لتطيح بحكم الرئيس السابق حسني مبارك. وتولى السلطة في البلدين بعد ذلك نظامان منتخبان يهيمن عليهما الإسلاميون. وأثار وصول الإسلاميين إلى السلطة بواعث قلق لدى كثيرين في العامين المنصرمين بخصوص العديد من الأمور من الصناعة والتجارة والمصارف وحتى حرية الفكر والإبداع والتعبير. وتحدث فنان المسرح والتلفزيون التونسي فخري هنداوي في مؤتمر صحفي آخر خلال المهرجان ذكر فيه أن الانتفاضات الشعبية "ليست ضمانا للفن". وقال هنداوي "الثورة ليست ضمانا للفن والدليل على ذلك أنه أهم الأعمال الفنية الكبرى طلعت من ديموقراطيات كبرى ومن دكتاتوريات كبرى. وأكاد أجزم أنه الدكتاتوريات هي اللي تشحن الفنان. بش يتوجع ويأكل الستاكة وتكون عنده إرهاصات تفضي إلى إبداع". وتعرض فنانون ومبدعون في مصر في الشهور التي تلت انتخاب الرئيس الإسلامي محمد مرسي لحملة هجوم من بعض الشخصيات الإسلامية على شبكات التلفزيون الفضائية. ودعا مرسي الفنانين إلى اجتماع في سبتمبر/أيلول 2012 لكن كثيرا منهم رفض الحضور. والمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون حدث دوري ينظمّه تحاد إذاعات الدول العربية مرة كل عامين في تونس. وذكر الاتحاد بموقعه على الإنترنت أن "من أهداف المهرجان المساهمة في تطوير الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي ورفع مستواه على النحو الذي يلبي تطلعات الهيئات الأعضاء والمباديء التي تعمل من أجلها إلى جانب رصد الاتجاهات المبتكرة والجادة في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي وتشجيعها في سبيل تنمية الطاقات الإبداعية العربية في هذا الميدان".