شهدت الأيام الماضية هجوماً ضارياً من السلطة على قوى الإجماع الوطني المعارض، واتهمتها بالخيانة العظمى والتفريط في وحدة البلاد والتآمر مع قوى أجنبية وغيرها من النعوت التي تستهدف تغطية وقصور وعجز السلطة وفشلها في الحكم. وتوعدت المعارضة بإتخاذ الإجراءات الحاسمة ضدها. السلطة الحاكمة بقيادة حزب المؤتمر هي التي تستحق الدفع بكل النعوت التي وصمت بها قوى المعارضة. وهي التي تفرط في أمن البلاد وتعرض استقلالها ووحدتها لخطر مستدام هي عاجزة كل العجز عن مواجهته. فقد نشرت صحف الأمس ( الأثنين 21 يناير 2013) اختراق اسرائيل للمجال الجوي السوداني. وهذه هي المرة الخامسة التي ينشر فيها مثل هذا الاختراق – غير ما لم ينشر صراحة وربما يكون أضعاف ذلك. أفادت الصحف أن سرباً من الطائرات الاسرائيلية اخترق المجال الجوي السوداني جيئةً وذهاباً دون أن تلتقط الرادارات السودانية طائراته. عندما ضربت قافلة السيارات المتجهة إلى الحدود الشرقية قرب البحر الأحمر، قيل أن تعزيزات وإجراءات قوية قد اتخذت لمنع تكرار ذلك، ولكن انكشف كذبهم عندما ضربت سيارة أحد المواطنين وتكررالحادث مرة أخرى ثم كانت فاجعة مصنع السلاح(اليرموك) في اكتوبر 2012 الذي ضربته الطائرات الاسرائيلية محدثة فزعاً هائلاً بين المواطنين وكافة الأسر القاطنة قربه وحوله، ثم قيل أن إجراءات تحوطية مهولة قد اتخذت ولن يتكرر ذلك مرة أخرى. وهاهي أعداد كبيرة من أسراب الطائرات الاسرائيلية اخترقت الأجواء السودانية في غدوها ورواحها ونجحت في مهمتها بنسبة 100%، فأين الرادارات السودانية وأي التحوطات المعلن عنها. فمن الذي يستحق العقاب بالخيانة العظمي . هل ذلك الذي يوقع مشروع وثيقة لوحدة المعارضة أم الذي يفرط في أمن البلد ويفتحها عن قصد أو بإهمال أو لأمر مسكوت عنه.