كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية في ظل توجه معظم علاجات تساقط الشعر نحو الرجال.. إلى أين يمكن أن تلجأ المرأة من أجل المساعدة؟ لقد اعتدنا أن نرى شعر الرجال وهو يتساقط مع التقدم في العمر، وفي هذه الأيام لم يعد الصلع مقبولا اجتماعيا فحسب بالنسبة للرجل، بل أصبح أمرا جذابا من ناحية المظهر أيضا، إذ إن مشاهير من أمثال شين كونري، وبروس ويليس، وفين ديزل، جعلوا من الصلع مظهرا مثيرا للإعجاب. ولكن ماذا عن تساقط الشعر لدى المرأة؟ من النادر أن نرى المشاهير من الإناث وهن مصابات بالصلع، فالمرأة لا تتباهى بالمناطق الصلعاء بل تخفيها. وتقول د. سانجي تساو، وهي طبيبة أمراض جلدية لدى «مستشفى ماساتشوستس العام» ومدرسة بقسم الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة هارفارد، إنه على الرغم من أن ما يصل إلى 40 في المائة من المصابين بالصلع هن من النساء، فإن هناك كيلا بمكيالين في طريقة النظر إلى الصلع الأنثوي، مضيفة: «من الناحية الثقافية، فإن هذا لم يتحول إلى أمر مقبول اجتماعيا بالقدر نفسه لدى النساء». كذلك فإن علاجات تساقط الشعر تميل إلى التحيز إلى الرجل، إذ تؤكد د. تساو: «إن الأدوية وخيارات العلاج المتوافرة بالنسبة للرجل لا تكون في الغالب متوافرة أو فعالة بالنسبة للمرأة. لذا فنحن نتعامل بقدر أكبر بكثير مع الاضطرار إلى التمويه على تساقط الشعر». مقارنة الرجل والمرأة * عندما يتساقط شعر الرجل، عادة ما تسقط أولى جدائل الشعر من مقدم الرأس بالقرب من الصدغين، يليها الشعر الموجود في مؤخرة الرأس، وفي النهاية تلتقي المنطقتان اللتان أصيبتا بالصلع لتتركا حلقة من الشعر تشبه حدوة الحصان حول محيط فروة الرأس. وعلى النقيض من ذلك، تقول د. تساو: «إن شعر المرأة يتساقط في جميع أنحاء فروة الرأس»، وبدلا من تكوين مواضع صلعاء كبيرة، فإن شعر المرأة عادة ما يصبح أخف على نطاق واسع. ما الذي يسبب الصلع لدى المرأة؟ غالبا ما تكون الجينات الوراثية هي العامل الرئيسي في تساقط الشعر، فهي تؤثر على طريقة استجابة الجسم لهرمونات الذكورة «الأندروجينات» (androgens)، التي توجد لدى كل من الرجل والمرأة، وكثير جدا من هذه الهرمونات الموجودة في جريبات الشعر يمكن أن تبطئ من نمو الشعر الجديد، كما تجعل الشعر الذي ينمو بالفعل أقصر مما كان عليه في السابق. كما أن تساقط الشعر لدى المرأة يمكن أن ينتج عن عدد من الحالات، مثل: * ضعف كفاءة عمل الغدة الدرقية * الأنيميا * الحمل * الإصابة بمرض خطير * التعرض لموقف يتضمن ضغطا عصبيا (سواء كان إيجابيا أم سلبيا) مثل حدوث حالة مرض أو وفاة داخل الأسرة أو تغيير المسكن أو الطلاق * استعمال علاجات معينة مثل العلاج الكيميائي للسرطان وعند سقوط الشعر، فلا بد من علاجه مثل أي عرض طبي آخر والذهاب إلى الطبيب، وكثيرا ما يتمكن تحليل الدم من الكشف عن وجود مشكلة في الغدة الدرقية لم يتم تشخيصها أو أي سبب صحي آخر لتساقط الشعر. وتوضح د. تساو: «إذا لم نتمكن من التعرف على السبب، فإن استئصال عينة من فروة الرأس يمكن في الغالب أن يعطي تشخيصا أكثر حسما». استعادة الشعر المتساقط * إذا تسببت مشكلة في الغدة الدرقية أو أي مشكلة طبية أخرى في تساقط شعر الرأس لديك، فإن علاج الحالة ينبغي أن يوقف تساقط الشعر، وفي النهاية ينبغي أن يعود شعرك مجددا إلى النمو. أما علاج تساقط الشعر الذي ليس له سبب طبي واضح فهو يكون أصعب بالنسبة للمرأة، إذ توضح د. تساو: «هناك القليل جدا من العلاجات المتوافرة التي أثبتت فعاليتها حقا مع المرأة»، فعقار «فيناسترايد» (finasteride)، «بروبيشيا» (Propecia)، الذي يعتبر علامة من علامات علاج تساقط الشعر لدى الرجال لا يحقق النتائج نفسها مع النساء. وأفضل علاج لتساقط الشعر بالنسبة للمرأة هو كريم «مينوكسديل» (minoxidil)، «روجين» (Rogaine)، الذي يتوافر في محلولين بتركيز 2 في المائة و5 في المائة. وعندما تضعين هذا الكريم الموضعي مرتين يوميا، فإنه من الممكن أن يساعد في المحافظة على ما لديك من الشعر، بل ومن الممكن أن يعيد الشعر إلى النمو من جديد، والعيب الوحيد فيه هو أنه يتعين عليك المواظبة على استعماله إلى ما لا نهاية، كما أنه من الممكن أن يسبب الحكة والجفاف وتهيج فروة الرأس، وهو ما يمكنك التغلب عليه عن طريق استعمال البلسم في كل مرة تستعملين فيها الشامبو لغسل شعرك. زراعة الشعر * وهناك خيار آخر وهو تجربة زراعة الشعر، وهو أسلوب يعتمد على نقل جريبات الشعر من جزء أكثر كثافة في فروة الرأس إلى البقعة التي خف فيها الشعر. ولكن بسبب انتشار تساقط الشعر لدى النساء، فإن د. تساو تقول إن عمليات زراعة الشعر قد لا تكون فعالة في استعادة الشعر بصورة دائمة بقدر فعاليتها لدى الرجال، إضافة إلى أن هذه العملية قد تكون باهظة الثمن، حيث تتكلف عدة آلاف من الدولارات، على حسب مقدار الشعر الذي تتم زراعته. وإذا كنت تفكرين في هذا الخيار، فاستمعي إلى نصيحة د. تساو التي تقول فيها: «اذهبي إلى اختصاصي في زراعة الشعر يعالج كثيرا من السيدات. تحدثي إلى سيدات جربن هذا العلاج». ويتم حاليا تطوير أساليب أحدث لعلاج تساقط الشعر، من بينها مشط الشعر الليزري، وهو جهاز محمول يطلق شعاع ليزر منخفض القوة، وهو ما يفترض أن يحفز الشعر الجديد على النمو. وتصف د. تساو هذا الأسلوب بأنه «وسيلة مقنعة وممكنة للغاية لإعادة الشعر إلى النمو»، إلا أن أمشاط الليزر لم تتم دراستها بعد بصورة كافية لتحديد ما إذا كانت فعالة أم لا، وإلى أن يتم نشر نتائج المزيد من التجارب الإكلينيكية، توصي د. تساو: «وفري نقودك، ولكن أبقِ الأمر في ذهنك». التمويه على الصلع * هناك عدد من الأساليب التي يمكنها التمويه على تساقط الشعر، وأحد هذه الأساليب هو ارتداء شعر مستعار يتماشى مع لون وطريقة تصفيف شعرك، ومن الأساليب الأخرى أن تجعلي مصفف الشعر الذي تتعاملين معه يقص شعرك ويصففه بطريقة تخفي البقع الصلعاء. ومن أجل إخفاء تساقط الشعر والمحافظة على الشعر الذي ما زال لديك، يمكن أيضا تجربة هذه النصائح: * ترفقي بشعرك: لا تقومي بعمل كعكة شعر ضيقة أو ذيل حصان أو غير ذلك من التصفيفات التي تشد شعرك وتجعله يتساقط بمعدل أسرع، والشيء ذاته ينطبق على الإفراط في معالجة الشعر. وتقترح د. تساو: «حاولي التقليل من العمليات التي تزيد شعرك ضعفا وهشاشة، مثل فرد الشعر والتمويج الدائم للشعر». * أكملي الشعر المتساقط: اسألي طبيبك عن تناول «البيوتين» (biotin)، وهو أحد الفيتامينات التي تقوي الشعر، وينبغي عدم تجاوز الجرعة الموصى بها، وهي 30 ميكروغراما يوميا. * جربي أحد منتجات رش الشعر: قد يبدو هذا سخيفا (وخاصة إذا كنت قد شاهدت أحد إعلانات التسوق عبر التلفزيون التي تتحدث عن هذه المنتجات)، غير أن رش ظلال مناسبة على فروة الرأس قد يخفي سريعا البقع الصلعاء. وتقول د. تساو: «إنه يمنح على الفور صورة خادعة بأن الشعر أكثر كثافة». تجاوز الوصمة الاجتماعية * نادرا ما نتحدث صراحة عن تساقط الشعر لدى المرأة أو نسمع حديثا عن السيدات في الإعلانات الخاصة بشركات زراعة الشعر وعلاجات تساقط الشعر، حيث إن التحيز المرتبط بالجنس الذي يحيط بهذه الحالة قد يجعلنا نتردد في طلب المساعدة عندما يبدأ شعرنا في التساقط. لا تدعي الأفكار المسبقة تمنعك من الحصول على العلاج الذي يمكنه إيقاف تساقط الشعر لديك أو حتى عكسه، وعلى الرغم من أنك قد لا ترين سيدات أخريات يتعاملن صراحة مع تساقط الشعر، فإنك بالتأكيد لست وحدك، حيث تبين د. تساو: «تساقط الشعر يمثل مصدر قلق شائعا للغاية بين أغلبية السيدات. لا تخشي من معالجته. على الرغم من أن الخيارات قد لا تكون واسعة بقدر ما هي عليه بالنسبة للرجال، فإن تساقط الشعر لدى السيدات يمكن علاجه. ومن المهم أيضا التأكد من أنه لا يوجد سبب طبي وراء هذه الحالة». * رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»،
