تونس - طالب سياسيون معارضون ومنظمات حقوقية في تونس بطرد الداعية الكويتي نبيل العوضي بسبب ما وصفوه بنشر الفكر "الوهابي المتطرف". ويقوم الداعية الكويتي بعدة زيارات في انحاء محافظات تونس لمدة اربعة ايام لالقاء المحاضرات الدينية والصلاة في الجوامع والدعوة الى نشر مشروع المحجبات الصغيرات. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لفتاة على الأرجح أنها لم تتجاوز 5 أو 6 سنوات تبكي اثناء ارتدائها الحجاب بحضور الداعية السلفي. وقررت الحكومة الكويتية منع الداعية من الخطابة في مساجدها لأربعة شهور على خلفية خطبة له وجه فيها انتقادات حادة للنظام السوري وقمعه للانتفاضة الشعبية هناك. وصرحت وزراة الأوقاف الكويتية بأن إيقاف نبيل العوضي جاء بسبب ما أسمته "تجاوز ميثاق المسجد"، ونفت أن تكون خلف القرار ضغوط من دمشق. وحضر الشيخ المثير للجدل الى تونس بموكب رئاسي ضخم وحماية مشددة وسيارات يقال انهما مصفحة ضد الرصاص. من جانبه طالب زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد بمحاسبة عماد الدايمي مدير مكتب ديوان الرئيس الذي سمح بدخول العوضي، واستقبله في قاعة التشريفات بمطار قرطاج الدولي. وحذر نائب رئيس حركة النهضة الشيخ عبدالفتاح مورو من انتشار الفكر الوهابي الذي يهدد مستقبل البلاد وينشر فيها التطرف". وكان في استقبال الداعية الالاف من المنتمين للتيار السلفي رفقة فتيات صغيرات محجبات اعمارهن بين الثلاث والسبع سنوات وقد اطلق عليهن "اميرات محافظة جرجيس المجبات". وهاجمت وزارة المراة التونسية انتهاك حقوق الطفلة وحرمانها من التمتع بطفولتها وبرائتها باجبارها على ارتداء الحجاب في فترة مبكرة جدا. وزار تونس غلاة التطرف كما يلقبهم الكثيرون من الناشطين السياسيين والحقوقيين امثال محمد العريفي وعائظ القرني ووجدي غنيم واتهموا ببث الوهابية. وسبق وان أثارت زيارة الداعية محمد العريفي إلى تونس الجدل نفسه، حيث أعرب أساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان عن استنكارهم لزيارة العريفي للجامعة وإلقائه محاضرة قالوا إنها تأتي في إطار دعم "الفكر السلفي" الذي ينسف أسس الرسالة "العلمية والمعرفية للكلية ودعوا مختلف مكونات المجتمع التونسي إلى "تحصين الجامعات التونسية" من "سلفنة" المؤسسات الجامعية. وطالبت النقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي في بيان لها إلى "التصدي إلى الفكر السلفي الذي يحمله دعاة قادمين من المشرق بتشجيع من الجماعات السلفية وحركة النهضة التي تقود الإتلاف الثلاثي الحاكم في تونس". ودعت الناشطة السياسية التونسية المعروفة بتصديها للرئيس السابق ومهاجمة سياسته انذاك نزيهة رجيبة الملقبة بأم زياد بطرد العوضي قبل تنفيذ مخطط اسلمة تونس إلى جانب دعاة آخرين قائلة "العوضي يستهدف بناتنا الصغيرات ويفرض عليهن الحجاب في مخطط وهابي كبير". ونفى محمد بنّور الناطق باسم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات في تصريح لموزاييك أن يكون رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر قد استقبل الداعية الكويتي نبيل العوضي. وتسائل هل تسمح دولة الكويت لمفكّر تونسيّ أن يقدّم محاضرة عن تطوّر المرأة التونسيّة وأن يدعو الكويتيات إلى المطالبة بمجلّة أحوال شخصيّة مثل التي تحظى بها المواطنة التونسيّة. من جهته، قال الداعية الكويتي نبيل العوضي خلال استضافته في برنامج التاسعة مساء الذي تبثه قناة التونسية "جئنا لتونس دعاة ولالقاء محاضرات لا لبث السموم والفتنة بين التونسيين". واضاف "الدعوات بطردي من تونس غير مقبولة ما لم أخالف القوانين".