استبعد رئيس دولة مالي، ديونكوندا تراوري، إجراء مفاوضات مع أي من الجماعات الإسلامية التي تجرى ملاحقتها في شمال البلاد بمساعدة القوات الفرنسية. وفي مقابلة مع إذاعة «راديو فرانس انترناسيونال»، قال تراوري «فكرت في البداية أننا يمكن أن نتفاوض مع جماعات تتكون في الأساس من ماليين». ولكن «تقريبا جميع هذه الجماعات جعلت نفسها غير مؤهلة، ربما فيما عدا (إن.إن.إل.إيه)» في إشارة ل «الحركة الوطنية لتحرير أزاواد» وهي حركة علمانية قومية من الطوارق وحدت قواها في البداية مع المتشددين ولكنها انفصلت عنهم لاحقا. أما عن الجماعات «غير المؤهلة» فتشمل «أنصار الدين»، وهي جماعة إسلامية مالية يقودها المقاتل المستقل إياد أغا غالي والذي كان ينتمي للطوارق في السابق، ثم تحالف مع جماعتين ترتبطان بتنظيم القاعدة. وسيطرت الجماعات الثلاث على شمال مالي العام الماضي وتلاحقها الآن القوات الفرنسية وقوات مالي. إلى ذلك، أعلنت فرنسا أمس ان رهائنها السبع الذين خطفهم إسلاميون في النيجر ومالي في 2011 و2012، موجودون على الارجح في جبال منطقة كيدال بأقصى شمال شرق مالي، وذلك غداة انتشار جنود فرنسيين في هذه المدينة. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان أمس لإذاعة فرانس انتر «من الأرجح» بأن يكون الرهائن «في منطقة جبال ايفوقاس شمال كيدال مؤكدا «لا يغيب أبدا عن أنظارنا ولا عن ذهننا ولا عن إحساسنا ان هناك رهائن فرنسيين في تلك المنطقة». وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خطف أربعة فرنسيين في ارليت بالنيجر في سبتمبر 2011 واثنين آخرين في همبوري شمال مالي في نوفمبر 2011 والاخير خطفته مجموعة إسلامية أخرى تدعى حركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا قرب نيورو غرب مالي في نوفمبر 2012. وتموقع الجيش الفرنسي ليل الثلاثاء الاربعاء في مطار كيدال، اخر كبرى مدن شمال البلاد التي كانت تسيطر عليها حركات إسلامية مسلحة منذ نحو عشرة أشهر، مع غاو وتمبكتو اللتين استعادتهما القوات الفرنسية في 26 و29 يناير. وقال الوزير الفرنسي ان القوات الفرنسية «منتشرة في كيدال وتسيطر على المطار» في انتظار إرساء «الامن» في شمال شرق مالي مع «قوات افريقية أخرى» مؤكدا ان نحو الفي جندي افريقي منتشرون حاليا في مالي الى جانب الجنود الفرنسيين ال 3500. وكانت كيدال معقل حركة انصار الدين الإسلامية المسلحة بزعامة اياد اغ غالي المتمرد الطرقي السابق وسيطرت عليها مؤخرا مجموعة منشقة عن انصار الدين تدعى حركة ازواد الإسلامية مع المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد عندما وصل الفرنسيون. وأعلنت حركة ازواد الإسلامية انها ترفض انتشار جنود ماليين ومن دول غرب افريقيا في كيدال. ويرى خبراء ومصادر أمنية ان مقاتلي وقياديي الحركات الإسلامية الموالية لتنظيم القاعدة انكفأوا الى مناطق ادرار ايفوقاس الجبلية بمنطقة كيدال، مهد الطوارق قرب الحدود الجزائرية، بعدما فروا من القصف الجوي الفرنسي على غاو وتمبكتو. وردا على سؤال حول تقدم القوات الفرنسية «الى ما وراء كيدال» لدحر المقاتلين الإسلاميين رفض لو دريان تقديم اي ايضاحات. وقال ان «مهمة القوات الفرنسية لم تتغير: وهي المساهمة في استعادة وحدة أراضي مالي وسيادتها أي على مجمل أراضيها، لكن ليس وحدها بل بالمشاركة مع القوات المالية والافريقية».