يتلهى بعض القائمين على الصحافة القطرية في الكتابة عن شؤون الكويت والكويتيين دون أن يلتفتوا إلى نكبات اقتصادية بالمليارات تحدث في بلادهم. بقلم: غنيم الزعبي خمس ثوان كانت هي الوقت المستغرق ليوقع ممثل دولة قطر عقد بناء ناقلات غاز عملاقة مع إحدى الشركات الهندسية العملاقة المختصة بذلك. لكنها قد تكون أغلى خمس ثوان في تاريخ صناعة الطاقة في العالم. فقد كلفت هذه الثواني الجانب القطري مليار دولار وهي التكلفة اللازمة لتحويل تلك الناقلات العملاقة من مستهلكة للديزل الى مستهلكة للغاز المسال الذي تحمله والذي لن يكلف قطر أي مصاريف إضافية كونه غاز موجود أصلا في تلك الحمولة الغازية علي عكس الوقود البترولي الذي وصلت أسعاره للسقف واصبح تشغيل تلك الناقلات بتلك الطريقة مكلف جدا وقد تنعدم عندها الفائدة من نقل ذلك الغاز المسال الى زبائن قطر في شتى أنحاء العالم. هذا الخبر (الفضيحة) تناقلته وكالات الانباء الغربية بشيء من السخرية. كيف قامت شركة اكسون موبيل كمستشار للدولة في هذه الصفقة بإعطاء قطر هذه النصيحة الكارثية؟ على مدى اكثر من أسبوع كانت قطر مثار سخرية الصحف العالمية. كيف تكون ناقلة غاز تسير على ديزل؟ هذا الخبر لم يجد طريقه للصحيفة القطرية التي يدير تحريرها الاستاذ عبدالله العذبة. ربما كان مشغولا بكتابة كل تفاصيل المظاهرات والحراك السياسي في الكويت. بل وصل الأمر به في التورط بالشأن الكويتي الى مرحلة تقترب من التحريض والتشجيع لطرف على آخر وهو أمر يخالف كل الأعراف والتقاليد الخليجية التي تحض على عدم تدخل أي دولة خليجية في شئون دولة خليجية أخرى. وهي كذلك سياسة إلتزمت بها كافة وسائل الإعلام الخليجية والتي من ضمنها الصحافة الكويتية القوية والتي لو أرادت الرد أو سمحت لها الحكومة الكويتية بالتوجه للبحث أو الكلام في الشأن القطري لوجدت مادة خصبة تكفي للنشر لأسابيع عديدة. لكنها إحتراما لقطر، أسرة حاكمة كريمة وشعب شقيق، لم تقترب لا من بعيد ولا من قريب من الشأن القطري. هذا الأمر لن يطول طويلا إذا إستمرت وسائل الإعلام القطرية مثل الجزيرة او تلك الصحيفة التي يرأسها السيد العذبة في التدخل سلبا في الشأن الكويتي. فللصبر حدود. وإن كانت الحكومة الكويتية تستطيع إجبار الصحف الكويتية علي ممارسة ضبط النفس تجاه تطاول وسائل الإعلام القطرية الرسمية، فإن الفضاء الالكتروني مفتوح للنشر من كافة دول العالم. الجرائد الخليجية والعربية أيضا أبوابها مشرعة للكتاب الكويتيين لرد الصاع صاعين. هل وصلت الرسالة؟ غنيم الزعبي كاتب كويتي