قال قائد الحرس الجمهوري المصري، الجمعة، إن محتجين ألقوا زجاجات مولوتوف حارقة وحجارة على قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة، وحاولوا اقتحامه، في خضم احتجاجات ضد سياسات الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، تخللها اشتباكات مع الأمن في مدن عدة. واستنكر اللواء محمد زكي في تصريح خاص ل"سكاي نيوز عربية" محاولات "بعض المتظاهرين اقتحام بوابة قصر الاتحادية، ومحاولة إحراقه من خلال استخدام زجاجات المولوتوف وقذفه بالحجارة". وقال إن "هذا القصر ملك للشعب وليس للأفراد"، مؤكدا "عدم وجود أي من عناصر الحرس الجمهورى في المحيط الخارجي لقصر الاتحادية، وأن كافة قوات الحرس بداخل القصر في إطار الحرص على عدم وجود مواجهة مباشرة مع المتظاهرين، وتجنبا لحدوث أية احتكاكات أو استفزازات من جانب بعض المتظاهرين"، على حد تعبيره. وقال مراسلنا إن "محتجين ألقوا زجاجات حارقة من فوق سور القصر، وقذفوا الحجارة داخله، لكن مجموعات من المتظاهرين الآخرين قاموا بإبعادهم عن أسوار القصر". وردد نحو ألفي محتج هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسي قائلين "إرحل". وردت الشرطة بالغاز بالمسيل للدموع لتفريق المحتجين. ولم يشهد محيط الاتحادية حشودا ضخمة من المتظاهرين مثلما كان في الجمعة الماضية والتي سبقتها. تنديد ب"حكم المرشد" ونظم نشطاء عددا من المسيرات في القاهرة توجه بعضها إلى الاتحادية، ووضع بعضهم شارات على أذرعهم حملت عبارة "يسقط حكم المرشد". ويسمي نشطاء مظاهرات اليوم "جمعة الكرامة" أو "جمعة حق الدم" أو "جمعة الرحيل"، في إشارة إلى المطالبة بإسقاط مرسي. وقال بلال عمر (23 عاما) الأمين العام لحزب الدستور -الذي يتزعمه السياسي الليبرالي البارز محمد البرادعي- في مدينة الزقازيق شمالي القاهرة: "جئت لإسقاط نظام مرسي. وحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان) مثل الحزب الوطني (الذي كان يحكم مصر) ولا فرق بين مرسي ومبارك". لكن جبهة الإنقاذ التي تضم حزب الدستور ترفع مطالب أقل من مطالب معظم المحتجين، بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور الذي أقر في استفتاء في ديسمبر بعد أن صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون. ويقول المتظاهرون الذين نزل آلاف منهم إلى الشوارع في القاهرة وعدد من المدن، إن مرسي الذي انتخب في يونيو الماضي يساعد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها على الاستئثار بالسلطة، وإنه لم يحقق أهداف الثورة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك قبل عامين. وفي محافظة الإسكندرية، قال مراسل "سكاي نيوز عربية" إن متظاهرين أشعلوا النيران في نقطة مرور سيدي جابر، في حين شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين. وأضاف أن الشرطة من جانبها رشقت المتظاهرين بالحجارة، وأن عددا من السيارات الخاصة أصيب بأضرار وسط التراشق. محاولات اقتحام هيئات حكومية وفي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، قال شاهد عيان إن متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى ديوان عام المحافظة، ومبنى مديرية الأمن المجاور، لكن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وأضاف أن قنايل حارقة ألقيت على مبنى مديرية الأمن، وأن رجال شرطة اعتلوا المبنى وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة العشرات. كما اندلعت اشتباكات حول منزل الرئيس مرسي في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، أصيب فيها العشرات أيضا. ونشرت أمس الخميس قوات حراسة أمام منزل المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي، ومنزل العضو القيادي في الجبهة حمدين صباحي، بعد ان قال عنهما داعية سلفي في برنامج تلفزيوني "إن الشريعة الإسلامية تقضي بقتلهما" لأنهما بحسب قوله "يدعوان لمظاهرات يتحول بعضها للعنف". وقال شهود عيان إن متظاهرين حاولوا اقتحام مقر مجلس مدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج. وفي مدينة كفر الزيات القريبة حاول متظاهرون اقتحام مجلس المدينة ورشقه بعضهم بالحجارة وردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز. وخلال الأسبوعين الماضيين قتل 59 مصريا خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين معظمهم في مدينة بورسعيد بعد قرار محكمة يمهد لإعدام 21 شخصا أغلبهم من سكان المدينة أدينوا في قضية قتل أكثر من 70 مشجعا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري خلال مباراة في المدينة قبل عام. وقال سكان إن الحكم سياسي بعد أن هدد مشجعو الأهلى بنشر الفوضى في البلاد، إذا لم تصدر أحكام مشددة ضد المتهمين وعددهم 73 بينهم 12 من رجال الشرطة والموظفين. وشارك ألوف من سكان بورسعيد في مسيرة مناوئة لمرسي في المدينة.