تحية اجلال واحترام . . اسمحوا لي عبر صحيفتكم التي صارت الصوت الوحيد الذي تبقي لأحرار هذه البلاد التي تتزايد نكباتها مع اشراقة كل صباح . .أن (أصرخ ) عبركم . لآذان علها تسمع . . بالأمس كنت في الأبيض مع طفله لي تم تحويلها بواسطه احد العيادات الخاصه الي مستشفي حوادث الأطفال بالابيض . .لعمل نقل دم عاجل لها . . وذلك بعد مزيد من الفحوصات ( المتناقضه ) تماما في نتيجتها . . وسأترك الحديث عن التشخيص الخاطئ الذي صار وباء آخر يهدد سلامتنا لحديث آخر . . وانا ادخل عنابر الأطفال . . صدمت حقيقه لهذا الإهمال الكارثي .الذي تعامل به هذه الفئة الهامه من الأرواح . . عنابر ( مكدسه ) بالأطفال . . تجد في السرير الواحد ثلاث اطفال . وكل طفل يتشبث بأمهه التي تحاول جاهده ان تجد لها مكانا بين (اختيها ) الأخرتين . . صيدلية الطوارئ خاليه تماما حتي من الضمادات التي توقف نزف هذه الدماء البريئه ، فضلا عن النقص الحاد في المحاليل الوريديه التي عجزت حكومة الولايه عن توفيرها او ربما لغياب عامل الرغابه الذي ادي لإختفاءها . . كل الأدويه التي تمت كتابتها لنا بصفة أدوية طوارئ كنا نقوم بأخذها من السوق الأسود بعد ان عجزت صيدلية الطواريئ عن توفيرها لنا ولغيرنا من زوي المرضي . . تأسفت حقيقة لسياسه الدفع مقابل الدواء التي تمارس حتي علي الحالات الطارئه . . والمؤسف حقا ان اداره المستشفي عاجزه حتي عن توفير مبيد لجيوش البعوض الذي (فرخ ) في ارجاء هذا المرفق الصحي الهام . . وصار ينهش في هذه الاجساد التي انهكها المرض والإهمال . . طلبت مني احد الممرضات ان ادفع (حق الجوينت ) حتي تقوم بأخز عينة الدم لطفلي . . ولما تأخر الطبيب الذي زهب لإحضار الدم من البنك . . قلت أذهب وأحثه علي الحضور . . تفاجأت حقيقة . . ان أري شخصا (يتأبط ) زجاجة الدم علي يده تماما كما يحمل زجاجه مشروب غازي دون حتي ان يكلف نفسه عناء وضعها داخل حافظه مناسبه في رأيئ لمثل هذه الأشياء التي تكون عرضه للتلوث . .خاصه وان المسافه بين بنك الدم ومستشفي الأطفال مسافه بعيده جدا بينها (سوق) كامل . . وغبار السيارات واذدحام الماره و . . و . . و. . المهم . . تفاجأت بطبيب طفلتي وهو يحمل هذا السائل الذي اخذ مني قبل وقت كاف وتم وضعه في البنك لحين مطابقة التحاليل . . ورماد سجارته التي يدخنها لا شك يتساقط علي هذه (القاروره ) التي تتدلي منها ( السيور ) من كل الجهات . . انا لست خبيرا بالتلوث ولا ( افهم كثيرا في هذه الأمور الطبيه . . لكن حقيقه ان الأمر لم (يعجبني ) خاصه وانه كان بالأمكان التعامل مع مثل هذه الأشياء بصوره افضل من هذه . . وكان يمكن لهذا الطبيب علي الأقل ان يؤجل سيجارته التي يدخنها لحين فراغه من هذا الأمر . . المهم . . تحاملت في نفسي وقلت ان الأمر سيعدي علي خير . . وبالفعل أخذت طفلتي الدم المقرر لها . . وطبعا قامت الممرضه (بتنبيهنا ) الي العلامه التي ( علينا ) ان نوقف الدم عندما يصل لذاك الحجم . . ثم نزهب لإيقاظها لأن الأمر يحتاج لساعات كما قالت لنا . . وبالفعل . . قلنا مافي مشكله ( نساهر ) من أجل طفلتنا . . وبالفعل . .قمت بإيقاف الدم عند الحد المقرر له وذهبت لإيقاظ الممرضه لتقوم بإخراج السير من يد الطفله . . تفاجأت ثانية حقيقه حين قامت الممرضه ( بلف ) السيور المتدليه علي قارورة الدم . . وقامت بإدخالها داخل ( كيس ) ( تجاري ) كذلك النوع الذي تحمل فيه الخضروات ومستلزمات السوق . . وطلبت مني ان أقوم بإرجاع ما تبقي من الدم . لبنك الدم . . وأردفت انه لربما طلبه الطبيب ثانية اذا لم تتحسن المريضه . . او استفاد منه مريض آخر في حالة الشفاء . . ووسط دهشتي وحيرتي . . اخذت ( الكيس ) وذهبت لإرجاعه لبنك الدم . . وهناك وجدت الطبيبه المداومه وقد أخذت مني ( الكيس ) وهي تردف بالقول . . خلاص شكرا قول ليهم وصل ! ! . . انقذوا حوادث الاطفال بالأبيض يرحمكم الله . . الزبير كبور