مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجليد ... قصة قصيرة
نشر في سودانيل يوم 05 - 03 - 2009

ميدان الفاسلاف هو اشهر واكبر ميدان في مدينة براغ. وهو اقرب الي الشارع العريض منه الي الميدان. وفي نهايته العليا يجسم المتحف القومي ببنائه المميز. وامام المتحف القومي هنالك تمثال ضخم للملك فاسلاف علي حصان ضخم وهو بكامل عدته الحربية. وليس بعيدا من ميدان فاسلاف الذي يعرف بالفاسلافاك هنالك ميدان آخر ليس بعيدا من الفاسلاف له شكل ميدان وتتخلله مسطحات خضراء, عرف بالكارلاك ينسب للملك كارل. وبالقرب من هذا الميدان كان هنالك مبني لا يذكر إسمه إلا أتبعه الناس بالضحك او السخرية او بعض التعليق الغير جميل. هذا المبني لا يذهب المرء اليه الا نادرا ولا يدخله البشر طوعا . وفي اغلب الأوقات بصحبة رجال الشرطة. وعرف المبني شعبيا ب(زاختكا). وتأتي من الفعل يقبض.
اغلب زوار هذا المبني كانوا من السكارى. يأتي بهم البوليس بالليل بعد ان يشبعهم ضربا ولطما. وفي الصباح يطلب منهم نظافة الزنزانات. ويذهبون الي اهلم بعد دفع غرامة عبارة مائة وخمسة كرونات تشيكوسلفاكية وهذا اعلي من ثمن ايجار غرفة في ارقي الهوتيلات مثل الكرون , يالطا او سبلانادا. ومن لم يتوفر عنده المال يخصم هذا من مرتبه.
الطابق العلوي من المبني خصص( للبنات السيئات) او الرجال الذين يعانون من امراض جنسية. والشرطة عادة ما تجوب المدينة. خاصة محطات السكة حديد مثل محطة مساريك او المحطة الرئيسية. وعند مشاهدة اي فتاة متسكعة يحققون معها. واذا لم تكن لها مسكن او عمل. يقومون بإرسالها في الاول الي زاختكا للكشف عليها. ومن العادة تبقي هنالك لمدة اسبوع للمراقبة. اما من تقصد الاطباء بنفسها ولها سكن وعمل فإنها تجد العلاج المجاني والرعاية. خاصة اذا كان الامر لا يتعدي مرض الالتهابات او السيلان ويعرف في تشيكوسلفاكيا ب(كبافكا) وتعني التنقيط. اما الزهري فلم يكن منتشرا ولكنه لم يكن معدوما.
الطابق العلوي الذي كان مخصصا للرجال. كان يبدأ بغرفة تحوي اربعة اسرة. وتفتح هذه
االغرفة علي عنبر ضخم يحوي ثمانية اسرة. واربعة نوافذ ضخمة تطل علي الشارع. ولكن يبدو ان ذلك العنبر يمكن فتحه عند الضرورة في حالة ازدياد الرواد الي غرفة اخري. والباب بين الغرف موصد بالمفتاح. وهنالك نافذة زجاجية طويلة في الجزء الاعلي من الجدار الذي يفصل بين الغرفتين. ومع السلم هنالك غرفة تشمل ثلاثة مراحيض منفصلة كتب علي باب احدها عدوى. وهذا المرحاض خصص للمتهمين او المصابين بالزهري.
فجأة يقف امام باب العنبر افريقي ببدلة زرقاء جميلة وربطة عنق حمراء ومنديل في جيب البدلة الخارجي في أعلي الصدر وكأنما صاحبها ذاهب الي حفلة زفاف.
وعندما اشارت الممرضة علي الضيف الجديد بأن يضع اغراضه علي السرير. سأل قائلا (هل يمكن اضعها علي السرير بالقرب من النافذة).ونظر الجميع الي بعض بإستغراب فلقد خرجت كلمة نافذة وهي (اوكنو) بلهجة براغ الشعبية وصارت (فوكنو). مما اراح من كان يبحث عن الكلمات الانجليزية اللتي يعرفها.
لحيرة الجميع بدأ القادم الجديد وكأنه يعلم الكثير عن خبايا مجتمع براغ. ولم يكن هنالك ملهي او مطعم لم يعرف بعض رواده. ودهش الجميع عندما عرفوا انه يعرغف المغني والممثل السينمائي ماتوشكا والذي كان اكبر نجم في سماء تشيكوسلفاكيا. وانه حضر ميلاد اغنيته (ترزا). اللتي كانت اجمل اغنية في الموسم وان له صديق مشترك مع كارل قوت. الممثل المغني والمنافس الاول لماتوشكا., وهو المغني وعازف الجيتار المالي قيشيك. واقترب من كان حذرا او متأففا من وجود زنجي معهم في نفس العنبر. وسعد البعض عندما عرفوا انه ان الافريقي يحب فريق اسبارتا. وملم بإنتصاراته علي الفريق المنافس اسلافيا. ولدهشة الجميع عرفوا ان لكفشناكا اللاعب التشيكي معجبين في افريقيا وخاصة السودان بلد القادم الجديد.
في الصباح اتي قادم جديد. هذه المرة لم يكن انيق الثياب. بل كان احد الغجر وان لم يخلو من وسامة واعتداد بالنفس. ولم يكن يتكلم التشيكية بل يتكلم الاسلوفاكية. وقدم نفسه ك( بيقلو) الا انه في نفس المساء كان اسمه قد تغير الي لوباتكا. وتعني المجرفة. وهذا الاسم اطلقه عليه المخنث شارا. فعندما نظر الي راحة يده الضخمة اللتي يحركها عندما يتكلم حتي اطلق عليه ذلك اللقب.
شارا كان في الغرفة الاولي. ولكن بعد زيارة الطبيب في الصباح , اتي الي العنبر الكبير وجلس علي النافذة المطلة علي الشارع, وصار يتحدث مع الجميع وكأنما عرفهم لسنين عديدة. وعندما اتت الممرضة العجوز, مع الفتيات الذين احضرن الطعام. حتي طلبت من شارا الي ان يعود الي غرفته محذرة له. لانه ليس مسموحا له ان يختلط بالآخرين. الا انه قال لهه وهو يقطر عذوبة ويتثني. (ولكن يا سيدتي العزيزة لقد سمح لي كبير الدكاترة بالاختلاط بالاخرين. انا يا سيدتي لست مصابا بداء الزهري ولكن لي دم يثير اهتمام ودهشة الاطباء لهذا انا هنا لمساعدة الدراسة الطبية. اينما اذهب اخذ البهجة والإمتاع للاخرين. ما الذي يجعلني اتواجد مع ثلاثة من الرجال الذين فاتوا مرحلة الشباب. ويشكون ويلعنون حظهم بسبب اصابتهم بالزهري. وكان من الواجب ان يفكروا عدة مرات قبل ان يضاجعوا بعض العاهرات الرخيصات. انني هنا في المكان الصحيح. انظري الي صديقي هذا المورافي الوسيم. ان الاستماع الي لهجة مورافيا يذكرني ببعض عشاقي السابقين في مورافيا. هذا السيد الاسود من المؤكد لا يعرفني. ولكن عندما حضرت احدي البنات (السريعات) لزيارتي البارحة . وبعد ان طوحت لي ببعض السجائر عبر النافذة. وصفت لها هذا السيد الاسود. وقالت انه شخص لطيف. وان بعض صديقاتها يعرفنه معرفة جيدة. وانه كان يسكن في شقة خاصة في وسط البلد. وانه يكثر التردد علي الملاهي الفاخرة مثل ملهي الفانوس والمنوعات. ويمكن ان نصير من الاصدقاء. دعيني يا سيدتي ان هنا في بيئتي الطبيعية.).
في المساء حضرت صديقة المورافي . وطوحت له ببعض السجائر. وكان سجائر كيلوباترا اللتي كان يستوردها المعسكر الاشتراكي من مصر عن طريق اتفاقيات التبادل التجاري. واخطأ احد صناديق السجائر النافذة اكثر من مرة. وتوقف احد الثقلاء. وامسك بصندوق السجائر وبدا في استجواب الفتاة عن سبب قذف السجائر عن طريق النافذة. وبالرغم من مناشدة الفتاة وصديقها الا ان المتطفل لم يذهب الي حاله. وعندما ارتفعت الاصوات. هرع الجميع الي النافذة. فقا ل شارا (اذا لم تترك الفتاة لحالها فسننزل جميعا وسنمسك بك. وسيقوم هذا الرجل الاسود بإغتصابك خمسة مرات.) واطلق المتطفل صندوق السجائر ويد البنت. وركض بعيدا في الاتجاه البعيد من الميدان. وضحك الجميع وقال شارا. ان ما يخيف البعض يحلم به الآخرون.
وبعد ان هدأت الامور, وعلي صوت فتيات كان يصدر من الغرفة المجاورة, قفز شارا علي النافذة العالية اللتي تفصل الغرفتين واستلقي علي حافة النافذة. بعد ان نقر علي الزجاج كان ينادي الفتيات. (هل تسمعنني ايتها العاهرات والساقطات والبراطيش؟). وكان يناديهن ب اشلابكي. وتعني مداس او برطوش. والفتيات يضحكن ويبادلنه الشتائم. وهو يقول (هل انتم الصيد الجديد الذي اتت به الشرطة وخصص لكم هذا الجناح.؟ ماذا تحسبن انفسكن. هل تردن ترك القرية . والتوقف عن حلب الابقارواطعام الخنازير. والسكن في شقق مريحة والحصول علي وظائف مريحة. ايتها الحمقاوات ان الامر ليس بهذه السهولة. والا لما بقي امثالكم في الريف لكي ينتجوا لنا الطعام الذي نأكله. هيا اقفن في صف حتي اشاهدكم واعطيكم فكرة عن المستقبل الذي ينتظركم. اما انت ايتها العمشاء صاحبة النظارات. فبهذه الاسنان الملتوية, ستكونين سعيدة اذا تحصلت علي وظيفة مساعدة لمنظفة مراحيض. اما هذه الطويلة في وسط الصف. هنالك احتمال لأن تصير عاهرة من الدرجة الثالثة. والألمان عادة يحبون البنات الطويلات. اما الشقراء ذات الاكتاف العريضة. فيمكن ان تعمل كفتوة في مرقص. انكن علي كل حال اسوأ تمثيل للعاهرات شاهدته. وليس عندكم فرصة. وبعد ان يطلق سراحكم وتزودن بشهادات انكم خاليات من الأمراض. فيمكنكم ان ترجعوا الي الريف وان تحكوا لهم عن هذا الهوتيل الرائع. والحكومة الكريمة اللتي زودتكم بالطعام المجاني. هيا غنوا معي اغنية لقد التقطت مرض الزهري في الحديقة. آ تعرفونها.) وبدأ شارا في تحريك يديه وكأنه مايسترو يقود فرقة موسيقية. واصوات الفتيات ترتفع بالضحك. وهن يتابعن اغنيته المرتجلة.
الاغنية كانت تبدأ بلحن قد نضج الكرز . إلا انه كان يغير الكلمات بكلمات بذيئة. ثم غير الي لحن هنالك في تل استراهوف تنمو ثلاثة من الورود هنالك وردة بيضاء ووردة حمراء والثالثة وردية اللون. اما كلمات شارا فقد كانت هنا في مبني( زاختا) عندنا مجموعة من الرجال لن تتمكنوا ايها العاهرات من التمتع بهم منهم زنجي يترككن وانتن تتلوين من المتعة. وغجري بأيادي كالمجارف انتن تعرفن ايتها العاهرات ماذا يعني كبر راحة الرجل . اما الثالث فهو مورافي بعيون حالمة . والبقية رجال لا عيب بهم إلا انهم لا يحفلون ب شارا. هيا لكي نغني وانتقل شارا إلي اغنية شعبية يرددها السكارى وتقول رجال استراخان ابناء العاهرات شربوا منا سطلا من الفودكا ولم يتأثروا. وطبعا تغيرت الكلمات إلى كلمات بذيئة. والفتيات صرن يضحكن ويصفقن وبدأ واضحا انهن كن يرقصن.
وذهب شارا لكي يستلقي في غرفته. وبعد اقل من نصف ساعة بدأ الفتيات يطرقن على الباب وينادينه. فتقدم احد النزلاء متجهم الوجه من الباب الذي يفصل بين العنبرين وطلب منهم الصمت وعدم ازعاج الآخرين. إلا انهن سخرن منه ولم يتوقف صراخهم الي ان اتي شارا متبخترا وكأنما هو مغني اوبرا يظهر للجمهور للمرة الخامسة بعد إسدال الستار. واتخذ مكانه عند النافذة العالية وواصل مداعباته ناشرا التسلية في العنبرين . والرجل المتجهم يزيد تجهما. وانتهي العرض بأن وعدهم شارا بأن يجد حلا لمشكلة الباب المغلق. ولا بد وسط الرجال من يعمل في صناعة الأقفال. و ان الفتيات يمكنهن ان يقضين ليلة جميلة ينمن فيها مثل الثعلب. وليس مثل الأرنب , كما سيفعلن طيلة وجودهم في المبني. فسألت احدي الفتيات عن ماذا يعني . وقال شارا ضاحكا . يا لكي من عاهرة ريفية غبية. ان الثعلب ينام والذيل بين فخذيه. اما الأرنب فلا يحتاج ان اشرح لفتاة غبية مثلك كيف ينام الارنب.
ولأول مرة وبعد عرض شارا الفكاهي , صار الجو حميميا وحتي الرجل المتجهم تحدث عن مشاكله وكيف انه اصيب بمرض السيلان من زوجته. وان له إثنين من الأولاد. وانه لا يمكن ان يتركها حتي اذا انفصل عنها سيجبر ان يشاركها الشقة. لأن الشقة مسجلة بإسم الإثنثن وليس هنالك شقق خالية. والشقق الحديثة اللتي تشيد خارج براغ هنالك مئات الالاف ينتظرونها.
قبل غروب الشمس حضرت مارتا وهي فتاة جميلة طويلة القامة. واحضرت بعض السجائر الألمانية لشارا. ووقفت في الطريق وقوامها وملابسها الغربية تثير اهتمام المارة. وبعد ان ذهبت قال شارا للرجل الاسود مارتا تبلغك تحيات صديقتك مارسيلا ذات الشعر الاحمر. وتقول لك انها تتواجد كثيرا في مطعم البيت الاسلوفاكي او في المقهي في نفس المجموعة. وانها قد تحصلت علي عمل. ولن تذهب للعمل يوميا. ولكن رئيسها سيأخذ مرتبها . وهذا سيجعلها تتجنب مسائلة البوليس او الذهاب للسجن بتهمة العطالة.
وبعد التاسعة مساء عندما حضرت احدي الممرضات تدفع عربة مليئة بشرائح الخبز الاسود الذي ولا شك قد تبقي في المطبخ من وجبات النهار. وسارع البعض بإختطاف قبضة يد كاملة لأنه ليس هنالك ما يؤكل الى الساعة الثامنة صباحا . ولكن الرجل الأسود كان يبدو انه يتعاطف مع الخبز الاسود ولم يقترب منه. وحتي شارا كان يحمل في يده شريحتين من الخبز الاسود ويقول. ان العاهرات قد نصحوني بأن آكل اي شيء يقدم هنا. فمن اسوأ الاشياء في هذه الاماكن ان تنام وبطنك فارغة وهن الذين كن ينتقين اغلي الاطعمة في اغلي المطاعم يأكلن هذا الخبز وكأنه اشهي طعام.
وبدأ الطرق علي الباب واستلقي شارا علي عرشه. وصار يلهو بالفتيات ويزعم انه قد سرق المفتاح الذي يفتح بين العنبرين ولكن سيسمح فقط للذين لهم اقدام راسخة في عالم الدعارة. او من حكت له بقصص غير طبيعية عن مغامراتها او من اثبتت له انها قد مارست الجنس مع حصان. والضحك يرتفع من الجانب الآخر. وشارا يحكي ما تحكيه الفتيات. وبدأ الجو يأخذ طابعا حميميا وانتشر المرح. قبل ان تأتي الممرضة وتعلن عن موعد اطفاء النور. وشارا لم يخرج المفتاح. وبدأ الفتيات في الصياح. والاحتجاج فاقترح عليهم شارا الاندفاع بقوة موحدة حتي ينكسر الباب. وبدأ في العد من موقعه. واحد.. اثنين ..ثلاثة. وتعرض الباب لهزة قوية. احس بها كل من كان في المبني. وكان هنالك اصوات ارتماء اجساد علي الارض وصراخ ثم ضحك. وبعدها بقليل اتي صوت اقدام ثقيلة وهي تركض في الدرج.و صوت شتائم وصفع وصراخ من الالم. عقبهم صمت مطبق تبعته بعد قليل ضحكات مكتومة.
في الصابح اصر الرجل الاسود علي مقابلة الدكتور. وبعد جهد قبلت الممرضة. وبعد فترة رجع الرجل الاسود. وقال انه ذاهب الي منزله. وبالسؤال قال انه قد قابل البروفسور المساعد. وإن سبب تبوله دما هو ولا بد انه مصاب بالبلهارسيا. وهذا شيء عادي لانسان يسكن عند النيل. وليس لانه مصاب بأي مرض جنسي.
ويبدو ان الطبيب الذي كشف عليه اعتبر الامرنوع من الامراض الجنسية المستعصية خاصة عندما اخبره الرجل الاسود انه قد قضي اجازة في اسكندنافيا. وحسب فهم الطبيب . فالغرب يعني الشر والمرض وكل ما هو قبيح. خاصة بعد ما اكد له الرجل الاسود ان قد مارس الجنس في الغرب.
بمان الرجل الاسود كان يحتاج لموافقة كتابية من المستشفي فلقد اجبر لقضاء ليلة في الزاختكا.
ووعد بان يحضر بعض السجائر لرفاقه بعد خروجه . الا ان الرجل المتجهم وجدها فرصة لان يطلب من الرجل الاسود ان يحضر بعض الفحم في الصباح قبل ذهابه ووضعه في المدفأة لان الجميع قد قاموا بهذه المهمة في ما عدا هو.
في الصباح استيقظ الجميع لان العنبر والغرفة المجاورة كانت مليئة بالدخان. فالافريقي قد اكتفي بأن سكب الفحم في المدفأة من السطل مباشرة فأخترقت النار. والرجل المتجهم كان يقول لقد فعلها الاسود لقد كان يريد إغاظتي انها غلطتي ماذا يعرف رجل اسود عن المدافيء. افتحوا النافذة..افتحوا النافذة.
عندما فتحت النافذة صرخ الجميع بصوت واحد الجليد. وجلس الغجري محبطا علي سريره وقال وهو يبكي (انني ادوس علي الارض. ان بطن حذائي قد ذهب ولم تبقي الا فتحات كبيرة. هل شاهدتم حذاء الرجل الافريقي انه احد الاحذية اللتي تصنع باليد عند الطلب. لقد كنت علي وشك ان اطلب من ان يأتني بأحد احذيته القديمة ماذا سافعل الآن كيف سأخرج من هنا). وبدأ كثير من التفهم علي وجوه الآخرين الا انهم اندفعوا مرة اخري للنافذة للتحديق في الجليد .. مشاهدة الجليد اه من مشكلة غجري بنصف حذاء..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.