هاجم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي دعاة حل المجلس التأسيسي لإنهاء العملية السياسية في البلاد بأكملها، وأعرب في الوقت نفسه عن أمله في تشكيل حكومة موسعة قبل نهاية الأسبوع الحالي. وقال في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته امس: «الذين يعبئون ضد النهضة نسوا أن «النهضة» هي العمود الفقري الذي يمسك بالبلاد». وأضاف: «عندما عمل الرئيس السابق زين العابدين بن علي على استئصال النهضة انهار المجتمع والقوى الوطنية وامتدت اليد للجميع، عندها قالوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض». وأضاف: «كسر النهضة هو كسر العمود الفقري للبلاد، فهي (النهضة) الشقيق الأكبر للقوى الوطنية». وهاجم الغنوشي دعاة حل المجلس التأسيسي لإنهاء العملية كلها، قائلا: «ربما كان ذلك أحد أهداف اغتيال (المعارض شكري بلعيد) ضمن هذه المؤامرات، ونعتبر اغتيال بلعيد جزءا من مسار التآمر على الثورة، وضد الحكومة الائتلافية التي تقودها النهضة، ونعتبر الرصاصات موجهة لصدر النهضة والثورة ولكل مناضل من أجل الثورة». وحول الموقف من مبادرة رئيس الوزراء حمادي الجبالي، رد الغنوشي: «رئيس حكومتنا يقود مشروعا لإصلاح الحكومة من خلال الدعوة لحكومة كفاءات وطنية.. نجدد الثقة في حكومة القائد حمادي الجبالي لتجاوز المحنة وجمع الصف. وندعم كل مبادرة لإنقاذ الوطن ولكن نرى أن الحكومة القادرة على النهوض بالبلاد هي حكومة ائتلاف وطني وإنقاذ وطني شامل.. مبادرة الجبالي ستلتقي مع ما نتحاور معه مع جملة من القوى الوطنية من بينها التكتل (التكتل من أجل العمل والحريات) والمؤتمر (المؤتمر من أجل الجمهورية) والتحالف الديموقراطي وحركة وفاء، وأبوابنا مفتوحة على الجميع لإقامة حكومة كفاءات وطنية مع التمثيل الوطني الواسع، وتمثيل داخل البرلمان والحكومة». في هذا الوقت، أعلن الأمين العام لحزب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات التونسي، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، عن مساندة حزبه لمقترح رئيس الحكومة حمادي الجبالي، بتشكيل حكومة كفاءات وطنية. وأوضح بن جعفر في تصريح خاص لقناة «العربية» الاخبارية بثته امس أن مساندة حزبه للمقترح الذي تقدم به رئيس الحكومة من أجل تعاقد سياسي جديد، وتعديل وزاري، يمثل امتدادا لطرح التكتل في إبعاد الوزارات السيادة عن كل التجاذبات الحزبية. ومن ناحية اخرى، قال محمد بنور المتحدث الرسمي لحزب التكتل الديموقراطي: إنه بعد مشاورات مكثفة داخل قيادات وهياكل الحزب، تم بالإجماع إقرار مساندة رئيس الحكومة في دعوته لحكومة كفاءات وطنية. وأضاف بنور في تصريح لقناة «العربية» الإخبارية اليوم «لقد فشلت حكومة الترويكا التي كنا طرفا فيها في إدارة الانتقال الديموقراطي، وفي أن تكون حكومة «مصلحة وطنية». وشدد على أن «الوضع الدقيق الذي تمر به تونس، وخاصة بعد اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد، يحتم دعم الوحدة والوفاق الوطني، وإبعاد الحكومة عن الصراعات الحزبية حتى تتفرغ لإدارة البلاد».