مرشحو الحركة الاسلامية لرئاسة الحكومة هم: علي العريض ومحمد بن سالم ونورالدين البحيري وعبدالطيف المكي. ميدل ايست أونلاين تونس - من طارق عمارة قال مسؤول في حزب حركة النهضة الإسلامي في تونس وهو أكبر حزب في البرلمان اليوم الخميس إن الحزب سيختار سياسيا متشددا ليخلف رئيس الوزراء المعتدل المستقيل حمادي الجبالي بعدما رفض إعادة تكليفه بالمنصب. واستقال الجبالي الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب حركة النهضة يوم الثلاثاء بعد فشل خطته لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية للاستعداد للانتخابات فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى اعتراض حزبه وزعيمه راشد الغنوشي. وقال بيان لحركة النهضة "الجبالي اعتذر عن قبول الترشيح...ستعرض الحركة المرشح الجديد على رئيس الجمهورية هذا الأسبوع." وتسبب اغتيال المعارض شكري بلعيد في السادس من فبراير شباط في دخول تونس في أسوأ أزمة سياسية منذ الثورة التي أطاحت قبل نحو عامين بالرئيس زين العابدين بن علي. وأدى اغتيال السياسي اليساري العلماني إلى احتجاجات في الشوارع ليكشف عن فجوة عميقة بين حكام تونس الإسلاميين وبين معارضيهم الليبراليين والعلمانيين. وكان الجبالي اقترح تشكيل حكومة كفاءات لتحل محل حكومته الائتلافية التي تقودها حركة النهضة وتضم حزبين علمانيين لتجنيب البلاد واقتصادها الذي يعتمد على السياحة المزيد من الصراع. لكن الغنوشي عرقل خطة رئيس الوزراء وقال مسؤول رفيع في حزبه لرويترز إن رئيس الوزراء المقبل سيكون من الجناح المتشدد في الحزب الذي يعارض أي دور للسياسيين المرتبطين بعهد بن علي. وذكر المسؤول أن المرشحين المحتملين لخلافة الجبالي هم وزير العدل في الحكومة المستقيلة نور الدين البحيري ووزير الصحة عبد اللطيف المكي ووزير الفلاحة محمد بن سالم ووزير الداخلية علي العريض ووزير النقل عبد الكريم الهاروني. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "مجلس الشورى في النهضة سيعقد اجتماعا طارئا الليلة لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء.. الاسم سيكون من بين هذه القائمة." وفازت حركة النهضة في أول انتخابات حرة أجريت في أكتوبر تشرين الأول 2011. وتسيطر على 89 مقعدا من مقاعد المجلس التأسيسي المكلف بإعداد دستور جديد للبلاد والبالغ عددها 217 مقعدا. وسيكلف رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وهو علماني رئيس الوزراء الجديد بتشكيل حكومة في مدة لا تتجاوز أسبوعين. وقال الغنوشي في وقت سابق إن من الضروري أن تتشارك الأحزاب الإسلامية والعلمانية السلطة الآن وفي المستقبل وإن حزبه مستعد للتوصل إلى حلول وسط فيما يتعلق بشغل وزارات مهمة مثل الخارجية والعدل والداخلية. وقالب حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" العلماني الذي يتزعمه المرزوقي اليوم إنه مستعد للمشاركة في الحكومة الجديدة. ويسيطر الحزب على 29 مقعدا في المجلس التأسيسي وكان طرفا في حكومة الجبالي الائتلافية. وقال الناطق باسم الحزب الهادي بن عباس بعد اجتماع مع المرزوقي "حزبنا سيشارك في الحكومة الجديدة وسيكون له دوري حيوي يلعبه". وتسيطر حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية معا على 118 مقعدا مما يمنحهما أغلبية في المجلس التأسيسي. ومن غير الواضح ما إذا كان أي من الأحزاب العلمانية الأخرى سيشارك في الحكومة الائتلافية الجديدة لاسيما في ظل الأجواء السياسية المشحونة عقب اغتيال بلعيد. وقد تتعرض الوحدة داخل حركة النهضة لضغوط عقب الخلافات العلنية بين الغنوشي والجبالي الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 14 شهرا. وبدأت تونس بعد الإطاحة بالرئيس بن علي في يناير/كانون الثاني 2011 التحول الديمقراطي وانتخبت المجلس التأسيسي ثم اتفق حزب النهضة مع منافسيه العلمانيين على اقتسام السلطة. لكن الخلافات عطلت وضع الدستور وأدت الشكاوى بشأن البطالة والفقر في البلاد التي تعتمد على السياحة إلى اضطرابات متكررة. وأعلنت السلطات التونسية الخميس ان الشرطة ضبطت كمية ضخمة من الاسلحة في تونس العاصمة. وقالت وزارة الداخلية في بيان انه تم الليلة الماضية ضبط عشرات من بنادق الكلاشنيكوف الهجومية والقذائف الصاروخية والمتفجرات في منزل في منطقة المنيهلة. وقالت وداد بوشماوي رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة أمس الأربعاء "اليوم لا يمكنني إرسال رسالة طمأنة إلى المستثمرين في الخارج لأن المستثمرين التونسيين غير مطمئنين.. الرؤية غير واضحة تماما." ولا يمكن الانتهاء من التفاوض على قرض قيمته 1.78 مليار دولار من صندوق النقد الدولي وسط حالة الغموض القائمة. وقالت مؤسسة ستاندرد اند بورز يوم الثلاثاء إنها خفضت تصنيف تونس الائتماني السيادي طويل الأجل بالعملتين الأجنبية والمحلية وعزت ذلك إلى "احتمال تدهور الوضع السياسي في ظل آفاق مالية وخارجية واقتصادية تزداد سوءا".