ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصيان المدني، كل شيء عنه وعن عصيان مدينة بورسعيد
نشر في الراكوبة يوم 24 - 02 - 2013

أظهرت بورسعيد عدم انطلاء مناورة إعادة نظام المنطقة الحرة إلى ما كان عليه، ولا المبلغ الزهيد الذي ستدعم به هيئة قناة السويس محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس. أهالي القناة لا يقبلون الرشوة بديلا عن اذن من طين وأخرى من عجين من الرئاسة والحكومة.
بقلم: قاسم مسعد عليوة
1
العصيان هو الخروج من الطاعة، ومخالفة الأمر، والامتناع عن الانقياد، هذا ما تذكره قواميس اللغة؛ وهو كذلك في دنيا السياسة، فإذا أضيفت إليه صفة المدنية فهو إذن عصيان أهل المدن، أو من يعيشون عيش أهل المدن، أو هو عصيان أهل التحضر والأمصار الجامعة؛ وهو أسلوب سياسي، سلمي هادف وغير عنيف، ابتكرته الشعوب في ثوراتها على الأوضاع والقوانين غير العادلة، لإجبار السلطات الحاكمة على تلبية مطالبها وتحقيق حقوقها؛ وبتعبير بسيط مختصر هو "المقاومة السلبية للسلطة الحاكمة الظالمة".
قد يلتبس الأمر على البعض فلا يفرق بين العصيان المدني والإضراب العام، إذ كلاهما متصف بالعمومية ويستهدف رفع الظلم عن كواهل المظلومين، غير أن الإضراب متعلق بحقوق العمال في مواجهة أصحاب الأعمال، ومظاهره موزعة ببين التوقف التام عن العمل أو التباطؤ في أدائه، وهو عام لأنه يمارس على نطاق واسع؛ أما العصيان المدني فأعم من الإضراب العام وأشمل، لأنه يشمل ما هو داخل منظمات العمل وما هو خارجها، بما فيها المنشآت المملوكة للأفراد الآحاد، مثلما يشمل الأنشطة الأخرى الحافة بالنشاط الإنتاجي كالنشاط الإداري والتعليمي والرياضي.. الخ.
وتمارس العصيان المدني شعوب الدول التي صادرت إراداتها الحكومات الديكتاتورية وأحكمت قبضاتها على مقدراتها، مثلما تمارسه شعوب الدول الديموقراطية ضد الحكومات التي انتخبتها، وصوره متعددة ما بين عصيان كامل وعصيان متدرج، عصيان جزئي وعصيان كلي؛ وتتنوع دوافعه ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية، وقد تتجمع هذه الدوافع كلها أو بعضها في عصيان واحد.
ظهر العصيان المدني كمصطلح سياسي في منتصف القرن التاسع عشر في مقالة تحمله عنواناً لها كتبها إبان الحرب التي كانت ناشبة وقتذاك بين الولايات المتحدة والمكسيك، وبالتحديد في العام 1849م. كاتب أميركي صوفي الاتجاه متعدد الاهتمامات من دعاة إنهاء العبودية هو هنري ديفيد ثورو (ولد 12 يوليو 1817 – 6 مايو 1862م.)؛ ومعروف عن هذا الكاتب أنه قاد حملة للامتناع عن دفع ضرائب الحرب، احتجاجاً على سياسات فرض العبودية والقمع والاضطهاد، وقد أثرت أفكاره في التطورات التي سبقت الحرب الأهلية الأميركية التي اندلعت قبل وفاته بعام (1861م.)، مثلما أثرت في حركة الاحتجاج ضد الحرب الأميركية الفيتنامية في العقدين الستيني والسبعيني من القرن العشرين.
من أبرز صور العصيان المدني ما شهدته الهند ضد الاستعمار البريطاني بقيادة المهاتما غاندي، ذلك العصيان الذي احتذى فيه المهاتما العصيان المدني المصري إبان ثورة 1919م. فالشعب المصري، كما جاء في موسوعة ويكيبديا، هو صاحب أحد أبكر تطبيقات العصيان المدني وأوسعها نطاقاً في العالم الحديث، وكان موجهاً ضد الاستعمار البريطاني ذاته، وهناك كذلك العصيان المدني السلمي الذي انطلق من كيب تاون وأنهى مظاهر الفصل العنصري بدولة جنوب أفريقيا، وشهدت الولايات المتحدة صوراً لا تنسى من هذا العصيان منها ما قاده مارتن لوثر كنغ من أجل حصول الزنوج على حقوقهم المدنية، ومنها ما اتصل بمناهضة حرب فيتنام، أو بمطالب اجتماعية مثل رفض تقنين الإجهاض؛ ولم تشذ الدول التي عرفت نظم الحكم الشمولية عن غيرها من الدول، فشهدت دول في المعسكر الشيوعي داخل أوروبا وأسيا صوراً متنوعة من هذا العصيان. دول مثل: سلوفاكيا، بلغاريا، كرواتيا، صربيا، جورجيا، ولا ننسى أن اليمن نفسها شهدت عصياناً مدنياً قامت به مدينة عدن وبعض مدن اليمن الجنوبي في العام 2007م.
وفي زمن الطاغية مبارك ارتفعت في الصيحات الداعية إلى العصيان المدني غير مرة، لعل أبرزها كان في أوائل العام 2005م. وصحب الدعوة إلى العصيان تأكيد بأن نجاحه لا يكتمل بغير حل مجلس الشعب والدخول في مرحلة انتقالية لا تزيد عن ثلاثة أشهر وتشكيل مجلس انتقالي ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية. حدث هذا في عهد الطاغية، لكن يد البطش وأيدي القوى الممالئة سارعت بكتمها فور انطلاقها.
إذن فالعصيان المدني الذي دعت إليه أعداد من الأحزاب والقوى السياسية والتجمعات الشبابية المصرية وحددت له يوم السبت الموافق 11 فبراير 2012م. (في ذكرى مرور عام على إجبار مبارك على ترك الحكم) ليس بالأمر البدعة ولا المختلق، كما انه ليس بالأمر الغريب على مصر التي عرفته وطبقته إبان ثورة عام 1919م. وسجل التاريخ هذا التطبيق بحروف من نور.
~*~
وللعصيان المدني شروط واجبة التحقق وإلا ساءت نتائجه، من هذه الشروط:
شموليته: أي اشتراك قطاعات عريضة من الشعب في تطبيقه، كي تتحقق الأهداف المرجوة منه، ومع هذا فإنه من الممكن أن يقتصر على عدد محدود من هذه القطاعات شريطة أن أنشطتها ضاغطة على مؤسسة الحكم وأن يكون هذا الضغط مؤثراً.
سلميته: بمعنى الامتناع أثناءه عن اللجوء إلى العنف أو أي عمل مسلح أو التهديد بهما، ويدخل في دائرة أعمال العنف تعطيل المرافق الحيوية كمحطات توليد الطاقة ومحطات ترشيح مياه الشرب والاتصالات وشبكاتها.
زمنيته: فهو ليس عصياناً دائماً، وإنما هو مؤقت، وتوقيته مرهون بتحقيق أهدافه.
مشروعيته: فما لم تكن أهداف ومطالب العصيان المدني أهدافاً ومطالب يقرها المجتمع ومستنده إلى أسانيد يقبلها الشعب فلن يتحقق له النجاح.
عظم شأن أهدافه: فلا يُدْعى له إلا لتحقيق الجليل منها كتغيير نظام الحكم، تسليم السلطة، فرض سياسات جديدة، تغيير الدستور أو تعديله، إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، إجلاء محتل،...وهكذا.
انضباطه: فهو ليس بالإجراء العشوائي أو الفوضوي، فعلاوة على وضوح الأهداف والمطالب لابد أن يكون منظماً ومسيطراً عليه، ولابد أن يكون للقائمين به ممثلوهم الذين يتحدثون باسمهم ويتفاوضون من أجلهم.
وله مجموعة من الأخلاقيات على القائمين بالعصيان التحلي بها، من هذه الأخلاقيات: التمسك بفضيلتي كظم الغيظ والحلم؛ توقع غضب السلطات وتحمل هذا الغضب؛ التخلي عن فكرة مقاومة السلطات وإن لجأت إلى اعتقال المشاركين في العصيان، ولا حتى بالشتم والسباب؛ عدم إيذاء غير المشاركين في العصيان؛ الوقوف إلى جوار الأسر التي قامت السلطات باعتقال أفراد منها، أو تعرضت بسبب العصيان للإيذاء من أي فرد أو جهة؛ ونبذ أي حض على الاستقواء بالقوى الأجنبية.
فإن توفرت هذه الشروط وتلك الأخلاقيات نجح العصيان المدني، وإن استخدمت السلطات كل ما لدى أجهزتها من إمكانات، وفي مقدمتها إمكانات الأجهزة السياسية والإعلامية والدينية، وعادة ما لا تكتفي السلطات المستهدفة بالعصيان المدني بهذه الإمكانات وحدها، وتضيف إليها إمكانات أخرى بتوظيف طاقات الأفراد الموالين لها، من غير المنضوين في هذه الأجهزة، لتعطيل العصيان أو تشفية أغراضه وتشويه منظميه والداعين له، وهؤلاء منتشرون في الأحزاب والمؤسسات الثقافية ومنظمات الأعمال والنقابات.. الخ، ومنهم الأجير ومنهم المتطوع.
~*~
جُوُبهت دعوة القوى الثورية المصرية الشابة وعدد من الأحزاب السياسية للبدء في عصيان مدني، في الحادي عشر من فبراير 2012م، يستهدف إجبار المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تسليم السلطة، والإسراع بإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وعدم وضع الدستور أو كتابته تحت حكم العسكري، بهجوم شديد اضطلعت بالجانب الأكبر منه المؤسستان الدينيتان الكبيرتان في مصر: الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية ومعهما، وإلي صفيهما، في هذه المسألة تحديداً، وقفت الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية، ولم يكن هذا الهجوم بالغريب أو المستبعد، فالظرف السياسي وطبيعة العلاقات التي تحكم المشهد السياسي برمته، ونوعية العلاقات القائمة بين هذه المؤسسات والمجلس العسكري الحاكم، كانت تُرهص بهذا الهجوم؛ مع إن العصيان المعلن عنه عصيان مدني، وليس عصياناً حاشا لله دينياً، فلم ترد مطلقاً، ولا يمكن أن ترد، ومن المستحيل أن ترد، في مطالب المصريين الداعين إلى هذا العصيان الدعوة إلى عدم ارتياد دور العبادة أو ممارسة الشعائر الدينية أثناء العصيان، وإنما هي دعوة مرتبطة بالشأن الدنيوي، اكتسبت شرعيتها من الشعب الثائر، ومنهم نبتت الأهداف والمطالب؛ وممن صاغ هذه الأهداف والمطالب وأيدها ودافع عنها رجال دين منهم أزهريون ومسيحيون.
أدان بابا الكنيسة المرقسية العصيان استناداً إلى الآيات الإنجيلية التي توصي بإطاعة الرؤساء؛ ومع هذا خرجت على هذه الإدانة كيانات مسيحية، منها على سبيل المثال: “اتحاد شباب ماسبيرو"، "هيئة الصداقة القبطية الأميركية"، "أقباط بلا قيود"، و"أقباط من أجل مصر"؛ كما خرج عليها قساوسة من نوعية: القس فيلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء مريم ومارمرقس بالطوابق.
ومع إدانة شيخ الأزهر، وتأثيم دار الافتاء للعصيان، وتجاوز جماعة الأخوان المسلمين والتيار السلفي لموقف رفض المشاركة فيه إلى الحض على مناهضة الداعين له واستخدام المساجد لهذا الغرض لاسيما في خطبة الجمعة 10 فبراير 2012م. فإن مسلمين عديدين أعلنوا مشاركتهم في العصيان. هؤلاء يستندون إلى قول الله عز وجل في كتابه الكريم "إن الله يأمر بالعدل والإحسان.." ومادام الحكام لم يعدلوا ولم يحسنوا، فكيف نطيعهم؟.. ولماذا لا نعصيهم؟.. وردوا على موجبي إطاعة الحكام بأن موقفهم الآن يشبه ذات الموقف الذي وقفوه قبيل إجبار مبارك على ترك سدة الحكم، واستشهدوا بآيات من القرآن الكريم مثل: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"، وبحديث الرسول صلى الله الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، وبقولة أبي بكر الصديق الشهيرة "أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم"، وقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من رأى منكم اعوجاجاً مني فليقومني."
وغير هذه الاتكاءات والاستشهادات النصية، تبرز سابقة المباركة المجتمعية المستندة إلى مرجعيتي الأزهر والمطرانية المرقسية لعصيان ثورة 1919م. فكيف تبارك هاتان المرجعيتان ذلك العصيان وتؤثمان هذا.. الدين هو الدين.. لكن الأشخاص تبدلوا.
ممن نشر أنهم أيدوا الدعوة إلى عصيان فبراير 2012م مرشحون محتملون لرئاسة الجمهورية مرجعياتهم إسلامية، فبعد مراوحات ومراوغات وإعلانات عن قبول وأخري عن رفض، نشرت الصحف ربما بشكل غير يقيني أن "حازم صلاح أبو إسماعيل قد أيد العصيان المدني باعتباره آخر وسيلة سلمية لتسليم السلطة (صدى البلد 8 فبراير 2012م.)، ووافق عليه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح (البشاير 8 فبراير 2012م.)، ومعروف موقف محمد سليم العوا من تأييده للعصيان والدعوة له قبل أن يبدل موقفه تبديلاً جذرياً، فقد هدد في مليونية الجمعة 18 نوفمبر 2011م. المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالعصيان المدني ما لم يستجب لمطالب الشعب بنقل السلطة للمدنيين وعدد من المطالب الأخرى (اليوم السابع 18 نوفمبر 2011م.).
~*~
عني ومثقفين وأدباء كثر نؤيد فكرة العصيان المدني، باعتباره أرقى وأمضى أشكال الاحتجاج السلمي، وأن فزاعة انهيار الدولة والدمار الاقتصادي الذي هَدَّدَ المعترضون بها الشعب المصري بعمومه، وجندت لها كل وسائل الإعلام الجماهيري وإمكانات الكنائس والمساجد، هي فزاعة من كلمات لا أكثر، فجميع الدول التي طبق فيها العصيان المدني بنجاح لم يظهر عليها أي عرض من أعراض الانهيار ولم يكسد اقتصادها، على النقيض قامت هذه الدول بعد العصيان المدني ونهضت وراج اقتصادها ونما. فالذي ينهار في العصيان المدني هو الباطش من الحكومات، والعقيم من السياسات.
لكن يبدو أن الدعاية المضادة لعصيان فبراير 2012م، تلك التي قادها المجلس الأعلى للقوات المسلح، ووظف لها الميكروفون والكاميرا، والجبة والجلباب القصير والبطرشانة، قد أتت أكلها فاتسعت دوائر الرفض للعصيان المدني في مصر ما بعد ثورة 25 يناير، وبلغت هذه الدوائر من الاتساع حداً استوعب تأكيدات كثيرة توالت لإثبات عدم الاستجابة للدعوة، منها الإعلان عن زيادات طوعية لساعات العمل يقوم بها عمال الكيانات الكبرى كهيئة قناة السويس وشركات الحاويات ومصانع الغزل والنسيج بالمحلة بلا أجر.
وعلى الرغم من إيماني بنبل أهداف العصيان المدني وتأييدي له كفكرة ممكنة التطبيق، فإنني توقعت الأحداث المضادة، وقلت هذا في أكثر من تصريح سابق على الميعاد المعلن لبدء العصيان، فالدعوة لم يتم توصيلها إلى عموم الشعب، وإنما تداولها الشباب وعدد من القوى والكيانات السياسية فيما بينها. لقد كان الداعون يدعون إلى العصيان المدني وأعينهم متجهة صوب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الإنقاذ بدلاً من أن تتوجه لعموم الشعب القلق على قوت يومه المطالب بالحرية والعدالة لاجتماعية والكرامة الإنسانية، فضلاً عن اختلاط مفهومي الإضراب العام والعصيان المدني بين من تداولوا الدعوة، وبدت الدعوة للعصيان المدني كما لو كانت دعوة للخروج على الشرعية القانونية مع أنها دعوة لممارسة حق كفلته الدساتير والقوانين الدولية، وهذا خطأ كبير ارتكبه الداعون، سبب آخر متمثل في ضيق الفترة الزمنية التي تمت خلالها الدعوة للعصيان، وقد مثل هذا عائقاً لا يستهان به، فالإعداد للعصيان يستلزم وقتاً طويلاً قد يمتد إلى عدة سنوات.
ومن ثم حدث ما حدث، وتحول العصيان العام إلى إضراب للطلبة وبعض أعضاء هيئات التدريس في عدد من المدارس والجامعات لا أكثر.
2
عصيان بورسعيد المدني
أما العصيان المدني الذي ابتدأته بورسعيد يوم الأحد 17 فبراير 2013م. فالأمر معه مختلف أسباباً وإجراءات.
من الأسباب أن المدينة عانت من نظام مبارك وأوذيت من نظام العسكر، وأضيرت من نظام د. مرسي. أي أنها عانت وتحملت نير الظلم طويلاً فيما وصفها إعلاميو الضلال، زورا وبهتانا، بالمدينة المدللة. عوملت بسياسة العصا والجزرة، ثم اختفت الجزرة وبقيت العصا.
عوقبت المدينة كلها في عهد مبارك تنمويا وتمويليا واجتماعيا وثقافيا لواقعة هي من صنع نظامه.. "حكم ولم يعدل فلم يأمن"، ومن فرط خوفه توهم أن المدينة أرادت قتله فأوكلت عنها "أبو العربي" للقيام بالمهمة، فضحي به وشهر في وجه المدينة الأنياب والمخالب.
الشعور بالضيم تضاعف بعد ثورة يناير فقد تجافي عنها الإعلام، وزيف أخبارها محافظها السابق اللواء مصطفي عبد اللطيف. أجج من هذا الشعور اختيار المدينة في عهد المجلس العسكري لتكون ميداناً لتنفيذ مخطط السوء المعروف بمجزرة ستاد بورسعيد (فبراير 2012م.)، ليعقبها انهمار الإهانات الجزافية فوق المدينة الموسومة عن حق وعلى الدوام بأنها مدينة البسالة والنضال؛ الزعماء السياسيون سكبوا هم أيضاً البنزين على النيران المشتعلة في المدينة حينما جاءوها يعلنون تضامنهم مع أبنائها ثم ما لبث أغلبهم أن اتجه إلى ألتراس أهلاوي يكسبون وده ويوسعون الهوة وليس لردمها. كل هذا على حساب المدينة الضحية؛ ثم جاء القرار القضائي الجائر، في عهد د. محمد مرسي وسلطة الأخوان المسلمين، بإحالة 21 متهما في هذه المجزرة إلى المفتي، مما يعني إعدامهم ضمنا، فأحرقت أعصاب سكانها، وبدا واضحا لديهم أن التآمر على المدينة مستمر، ورسخ هذا اليقين باستحداث مجزرة أخرى هي مجزرة سجن بورسعيد في يوم السبت 26 يناير 2013م (السبت الدامي) ثم قتل الشرطة لمشيعي الجنازة في يوم الأحد 27 يناير.
لم يكتف أهالي بورسعيد وقت وقوع المجزرة بإعلان براءتهم منها، وإنما سارعوا بإنقاذ من أمكنهم إنقاذه من أفراد ألتراس أهلاوي، وحملوا المصابين والمتوفين إلى المستشفيات وتبرعوا بدمائهم لهم، وأحضروا لهم الأدوية والبطاطين، وصلوا صلاة الغائب عليهم، وقبضوا على بعض البلطجية بأنفسهم، وطالبوا بالقصاص العادل من المخططين والممولين والمنفذين، ومع هذا قوبلوا بالنكران، فبان أن المخطط استهدف فيما استهدف أمرين أولهما: ضرب الثورة، وثانيهما: تشويه التاريخ الوطني لمصر بالحط من مدينها الرمز بورسعيد..
هذه أهم أسباب دخول بورسعيد العصيان المدني، فماذا عن الإجراءات؟
هو عصيان متدرج، وعلي وجه التقريب يمكن وصف إجراءاته قبل وبعد تنفيذه بالجيدة، فقد أعلن عنه قبل موعده بمدة كافية، وخوطب بشأنه أهالي المدينة المكمودين، وتوفرت فيه أغلب الشروط الأساسية والشروط الأخلاقية، لذا كان حريا أن ينجح عبر خمسة أيام (أكتب هذه المقالة صباح الخميس 21 فبراير 2013م. والعصيان بدأ يوم الأحد 17 فبراير 2013م.) في جذب الاستجابات الأولية له، وأبرزها تمثل في موظفي وعمال: ديوان عام المحافظة، ديوان مديرية التعليم، المحكمة، مكاتب البريد، مديرية الشئون الصحية، مديرية الضرائب، الضرائب العقارية، مديرية الإسكان والمرافق، مديرية التنظيم والإدارة، مديرية القوى العاملة والهجرة، هيئة ميناء بورسعيد؛ المدنيين بمديرية الأمن ذاتها، وفي المصانع والشركات التابعة لهيئة قناة السويس وفي مقدمتها مصنع الحبال، وفي شركات ومصانع منطقة الاستثمار وما أكثرها، ومعهم المعلمون وطلبة مدارس التعليم الثانوي، والجامعيون؛ وأعطى التجار الذين بارت تجارتهم والحرفيون الذين ما عادوا يعملون دفعة قوية للعصيان، لكن الدفعة الأقوى جاءت من نساء المدينة بتعدد مستوياتهن الاجتماعية والثقافية ومراحلهن العمرية فقد أيدن العصيان وتصدرن ومازلن المظاهرات المصاحبة له.
ومع تصاعد الأحداث أغلق الطريق المؤدي إلى ميناء شرق بورسعيد، ومنعت السيارات من الدخول إلى الميناء أو الخروج منه باستثناء السيارات المحملة بالمواد الغذائية.
وشهد اليوم (الخامس) خروج بورفؤاد عن بكرة أبيها لدعم العصيان بمشاركة من عمال شركة قناة السويس للحاويات والمقاولين المتعاملين معها بتفريعة شرق بورسعيد، وعمال شركة بورسعيد لتداول الحاويات والبضائع بالميناء الغربي، والعاملين بتحركات هيئة قناة السويس والتوكيلات الملاحية ومديرية التموين، والشئون الاجتماعية، والشباب، والرياضة، والغرفة التجارية، وهيئة قضايا الدولة، وهيئة محكمة بورسعيد، شركة توزيع الكهرباء والغاز، والنيابة الإدارية، بالضرائب على المبيعات والمحامون وتجار قطع غيار السيارات، وجاء المدينة سويسيون، كما جاءوا من قبل هم وشباب من الإسماعيلية والمحلة الكبرى وعواصم كثيرة، لدعم بورسعيد في عصيانها، وفي بادرة لها مدلولها الواضح بثت القوات المسلحة بأجواء التظاهر والاعتصام الأغاني الوطنية الممجدة لانتصارات بورسعيد، وأثناء مرور مسيرة العاملين بمنطقة الاستثمار بسجن بورسعيد هتف ضابط قوة الجيش المكلفة بتأمينه "الجيش والشعب إيد واحدة" وباتجاه التصعيد أعلن البورسعيديون أن يوم الغد (الجمعة) سيشهد أول محاكمة شعبية لنظام الأخوان المسلمين، في إشارة واضحة إلى إمكانية التصعيد غير المحدود.
~*~
تقودني خطوة قطع الطريق المؤدي إلى ميناء شرق التفريعة إلى تناول بعض المآخذ على هذا العصيان، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الأحداث الكبيرة. من هذه المآخذ الاستمرار في رفع شعار الانفصال "المستحيل"، واستبدال علم المدينة المرتبط بجذر المدينة النضالي بعلم مغاير. لقد خضنا من أجل هذا العلم حرباً عنيفة حينما تجرأ محافظ المدينة السابق اللواء مصطفى عبداللطيف وعبث به وبدَّله ونجحنا في استعادة علم المدينة ورمزها النضالي. بالطبع أتفهم الدوافع التي أدت بفريق من أهالي المدينة إلى هذا التصرف، وأري أنه من الممكن إضافة رمز يدل على الفاجعة التي وقعت إلى العلم الأصلي الذي أراه ويراه كثيرون آية في الجمال الشكلي والاكتمال المضموني.
من المآخذ الأخرى تلك البالونات التي نفخت ورصت فوق الممشى السياحي الموازي لقناة السويس وقد ثبت عليها اصطلاح (S.O.S.) بما يعني (انقذونا)، فهي بهذا الوضع أتاحت للبعض الزعم بأنها رسالة موجهة للأجانب الذين يعبرون قناة السويس مطالبة بتدخل دولهم لحماية المدينة، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فالبورسعيديون وطنيون يعون تماما أن الخلاف خلاف داخلي، والأزمة أزمة داخلية، وأن القصد من رفع هذا الاصطلاح هو الإعلام عما يدور داخل بورسعيد، وتسليط الضوء على قضيتها، ومزيد من الضغط على السلطة المصرية المعاندة مادامت لا تخشي غير الإعلام العالمي، لكنني مع هذا أرى أن الصواب قد جانب رجل الأعمال الذي أقدم على هذه الفعلة، إذ كان حريا به استخدام أية عبارة أخرى أو إضافة عبارة أو جملة موجزة تبطل أي تأويل مغرض.
والصمت في العصيان المدني يفوق الصخب في النتيجة والأثر، بل هو فعل مرغوب فيه ويتماشى مع طبيعته، لكن الأوضاع مع العناد السلطوي الذي لا يسمع ولا يستجيب تطلب تنظيم المظاهرات وترديد الهتافات بلا توقف، لعل بعضاً منها يقنع رجال السلطة بخطورة الوضع الملتهب داخل المدينة.
المدهش أنه بالرغم من سخونة الأجواء المصاحبة للعصيان الذي نفذته المدينة، وبالرغم من الغياب الشرطي لم يُسرق محل واحد من المحال المغلقة، ولم يقتل أو يصاب أي شخص على مدى هذه الأيام الخمس.
~*~
المطالب ليست فقط مشروعة، لكنها أيضاً واضحة، جادة، عادلة، وممكنة، وأهمها: معاملة شهداء وضحايا يومي 26 و27 يناير 2013م. وما تلاهما معاملة شهداء وضحايا الثورة؛ التحقيق القضائي الحقيقي، أكرر.. الحقيقي، في الجرائم التي ارتكبت بحق بورسعيد بحيث يخضع لها المخططون والمحرضين ومصدرو الأوامر قبل ومع المنفذين؛ مراجعة الأحكام الضمنية التي كشف عنها في القرار القضائي الذي تلي في يوم 26 يناير 2013م بإحالة أوراق 21 متهماً إلى المفتي؛ اتخاذ الإجراءات الاحترازية توقيا لما عساه أن يحدث يوم النطق بالحكم في مجزرة ستاد بورسعيد الرياضي الذي حدد له يوم 9 مارس 2013م بحيث لا يقتصر دور الجيش على حماية الملاحة في قناة السويس وبعض المنشآت الهامة، وإنما يمتد كذلك إلى حماية المدنيين؛ معالجة الأضرار الاقتصادية التي حاقت بالمدينة على كل الأصعدة، فالأمر لا يقتصر على أعمال التجارة والمنطقة الحرة فقط، كما يعتقد البعض، وإنما له امتداداته المتشعبة إلى المطاعم والفنادق وحركة النقل الداخلي والخارجي ومحال البقالة، حتى أصحاب الحرف لدرجة أن نجاراً قال لي متحسراً "أنا مدقتش مسمار من أول الأزمة لغاية دلوقت".
ومع تباطؤ استجابة مؤسسة الرئاسة لهذه المطالب، وانصراف الحكومة عنها، فإن سقفها آخذ في الارتفاع، ومطالب أخرى أخذت في الظهور كمطلب إعادة علاوة القناة التي كانت تصرف للعاملين في محافظات القناة الثلاث، والإعفاء من سداد فاتورة الغاز الطبيعي أو منح علاوة غاز طبيعي للعاملين بالمدينة، باعتبارهم أولى من الإسرائيليين الذين يحصلون على غاز مدينتهم بأسعار بخسة دعما لاقتصادهم وآلة حربهم ضدنا نحن المصريين والعرب.
~*~
لمن يثبط الهمم بقوله إن أول المتضررين بهذا الاعتصام هم أهالي بورسعيد وفقراؤها، ولأعضاء مجلس الشورى، الذين يريدون معاقبة مدن منطقة قناة السويس، أقول إن من دعا وشارك وأيد ودعم هذا العصيان هم أهالي المدينة وفقراؤها؟.. فالأضرار التي حاقت بهم سبقت العصيان، ومن ثم فهم لن يخسروا أكثر مما خسروا، ويطمحون بعصيانهم تحسين شروط حياتهم وتعزيز كرامتهم وكرامة مدينتهم، بعدما نفد صبرهم، فالكساد طال كل متجر ومحل وورشة، والظلم نال كل أسرة، والحزن عشش في كل بيت وشارع وحارة.
وأحسب أن من أسباب استمرار هذا العصيان لخمسة أيام حتى الآن، واحتمال استمراره لأيام أخر، أن خطواته وإجراءاته تمت بمعزل عن القيادات السياسية والنخب المركزية، أي القاهرية، كذلك مشاركة القوى السياسية المعارضة داخل المدينة في هذا العصيان دون أن ترفع راياتها، هي والنقابات العمالية والمهنية المستقلة وغير المستقلة والنوادي والجمعيات الثقافية والأدبية والروابط والألتراسات البورسعيدية متصدرة المشهد، وأراها خطوة حكيمة من القوى السياسية عدم رفعها لراياتها، لأنه لو حدث ورفع كل فصيل سياسي رايته فلربما شهد العصيان صراع الديكة وفشل كما حدث مع عصيان 2012م.
~*~
لقد حذرتُ من قبل في أكثر من مقالة وحوار صحفي وتسجيل تليفزيوني بأن الأمر جد خطير، لكن أحداً من المسئولين لم يلتفت لا لتحذيراتي ولا لتحذيرات غيري، وقد لمستُ في المدينة اتجاها نحو التصعيد إذا ما ظلت آذان السلطة من طين وعجين. وبكل وضوح أظهرت بورسعيد عدم انطلاء مناورة إعادة نظام المنطقة الحرة إلى ما كان عليه، ولا المبلغ الزهيد الذي ستدعم به هيئة قناة السويس محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، عليها؛ بل إن أهل المدينة كلهم اعتبروها رشوة وإهانة جديدة لكرامتهم.
لهذا أقول إن فك العصيان أو تصعيده، وحل الأزمة أو تعقيدها، أمور مرهونة بمؤسسة الرئاسة والحكومة، فهما المسئولتان عن تداعي المواقف والأحداث، وهما اللتان أوصلتا الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، ومسئوليتهما توجب عليهما التخلي عن العناد، فالتسويف والمماطلة واللجوء إلى العنف كلها أساليب سلبية النتائج، ولا منجاة لهما إلا بالاستجابة الفورية لمطالب المدينة المشروعة وإلا وحسبما تشير كل الدلائل فالقادم أصعب وأخطر.
وقى الله مصر مما يحاك لها.
قاسم مسعد عليوة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.