أكد المحامي غازي سليمان أن ما فعله (الحواتة) عشية وفاة الفنان محمود عبد العزيز بالمطار والمقابر وحي المزاد بالخرطوم بحري كان تعبيراً عن موقف سياسي أكثر منه ثقافي وفني أظهر رفض هؤلاء الشباب للواقع القائم الآن، وعزا ذلك لكيفية تعامل الراحل مع المحتاجين والمشردين، مضيفاً بالقول: ( بالرغم من أن محمود عبد العزيز لم يكن في قامة وردي الفنية والموسيقية إلا أن جنازته كانت أكثر حضوراً من جنازة وردي، باعتبار أن محمود لم يكن فناناً للمثقفين فقط، بل كان فناناً لكل الناس)، وأشار الأستاذ غازي سليمان إلى عدم وجود قيادة تستطيع تحويل مناسبة وفاة محمود إلى ثورة ربيع عربي في السودان، ووصفها بالعاطفة و(فورة اللبن) التي سرعان ما تلاشت وانتهت، داعياً الجهات التي تهتم بمستقبل السودان إلى دراستها، معتبراً نجاح هذه الجهات في التكييف السياسي لظاهرة (الحواتة) وإيجاد قيادة لها خطراً جديداً على النظام. وكشف الأستاذ غازي عن أول عهده بالفنان محمود عبد العزيز، حيث كان عبر رجل الأعمال المهتم بالثقافة والفكر صلاح إدريس عندما جاءه قبل سنوات بمنزله بالخرطوم، وقال له: (إن هناك فناناً شاباً لديه مشكلة وهو الآن بالحبس حيث تكللت مساعينا بإطلاق سراحه، وكان هذا الشاب هو الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي كان في بداياته الأولى ولم التق به مرة أخرى ولم استمع لأغنياته إلا بالصدفة، أو (تضرب أغنياته أضاني براها) فنون