الصورة الشهيرة للرئيس الايراني الممسوك مسك اليد وهو يحتضن امرأة غريبة قد تكون زوجة هوغو تشافيز، أو صديقته أو والدته ليس مهما، هذه الصورة شكلت سابقة من نوعها في شكل ونوعية الاحتضان الايراني، للسياسات والقضايا والمواقف التي من المفترض أنها تنسجم مع سياساتها وفكرها الديني المحافظ . وكلمة الاحتضان تلك لعب عليها مذيعو النشرات الإخباية والتوك الشو اللبنانيون، خاصة في قناة المستقبل الخاضعة سياسيا وماليا لتحالف الرابع عشر من آذار . وطبعا الصورة ليست بحاجة لقنوات وإذاعات وصفحات على مواقع الفيس بوك وتويتر، مناوئة للفكر الايراني لكي تثير ضجة وردود أفعال واسعة . لأنه مجرد ظهور رئيس عربي أوإسلامي في تلك الحالة من التعاطف، كفيل لأن يكون خصما ضد صاحبه، مقدم على طبق من فضة لمناهضيه، أو مناهضي سياساته. رئيس ضد تحرر المرأة وعلى سيرة سياساته، ولنكن محصورين في تلك الزاوية الضيقة، فمن المعروف بأن سياسات نجاد المحافظة جدا، تلاحق دائما، أي شكل من أشكال التحرر والانفتاح على العالم، سواء على النطاق الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي، ما دفع النائب الايراني محمد مهدي بورفاطمي، إلى مهاجمة الرئيس وانتقاده بلغة لاذعة على موقع البرلمان الإلكتروني، متهما اياه بازدواجية الأفكار والمبادئ، لأنه وعلى لسان النائب، لو أن أحدا غيره قام بما قام به، لاتهمه فورا بالخيانة، وكانت فضيحته بجلاجل في الشارع الإيراني ! فالضابط السابق في ' حراس الثورة ' معروف عنه تزمته الشديد في القضايا المتعلقة بالنساء، وهو الذي فصلهن في مطاعم خاصة وسيارات نقل خاصة، وممرات إلى البلديات خاصة بالنساء، كما علقت إحدى الناشطات الايرانيات، تعليقا على خبر الصورة المشهورة، في تقرير أعدته بخبث قناة FOX NEWS الإخبارية، بعد انتهاء مراسم جنازة شافيز بساعات. تبا للفوتوشوب وفي عهده أيضا حرمت النساء من 77 تخصصا في الدراسة الجامعية، حفاظا على كينونتها الأنثوية على حد قوله. وقد أثار ولا يزال الكثير من ردود الفعل الغاضبة بين صفوف المتعلمين والتكنوقراط والمثقفين الايرانيين خاصة، أولئك العاملين في مجال السينما. السينما الإيرانية التي أثبتت وجودها وتفوقها رغم كل المحظورات الواقعة عليها. ولكن كما هي العادة، أعتقد أن بيانا مقتضبا من مكتب الرئاسة، يوضح فيه أن الصورة تم مونتاجها بشكل خاطئ، سيلملم الموضوع ويعيده إلى الأدراج متقهقرا، أمام صورة القائد الإسلامي المحافظ، على كل شيئ، بما فيها صورته هو شخصيا. وعلى رأي شباب الفيس بوك: تبا للفوتوشوب! ياسين بقوش وليس بعيدا عن الأجواء الايرانية والاحتضان الرسمي وغير الرسمي، خاصة فيما يتعلق بالثقافة، تابعت بألم شديد، وغضب أشد الخبر الذي طنطنت له الفضائية السورية كثيرا، وبسعادة وابتهاج لا يوصفان الأحد الماضي، والخاص بمنح الرئيس السوري بشار الأسد، الممثل الراحل ياسين بقوش، والذي توفي جراء قصف لقوات النظام، لأحد الأحياء الدمشقية، منحه أخيرا وسام 'الاستحقاق' من الدرجة الممتازة، تقديرا 'حسب بيان الرئاسة السورية'، لمنجزات الفقيد وأعماله الفنية! يا حرام! فالنظام لم يكتف بقتل القتيل واللطم في جنازته، بل مارس أعتى صنوف الظلم، حين قرر أن يمنح الميت على يديه، وساما للاستحقاق، وكأن الاستحقاق البديهي في حياة كريمة، أو على الأقل في الحياة وحسب، لم يكن ليكفي بقوش الذي مثل ولسنوات طويلة دور المواطن الساذج طيب القلب، الذي تضحك عليه فطوم حيص بيص، بكلمتين ويمشي. فصدق النظام الدور الذي أداه الممثل، وقرر أن يضحك عليه بجائزة، تسكت روحه الحزينة وهو تحت التراب! آراب أيدول والسوريون وبمناسبة الحديث عما يحدث في سورية، وانعكاساته الطبيعية على كل مجالات الحياة، بما فيها جانب الثقافة والفن، الذي انقسم بدوره على نفسه، مع وضد، بطريقة أحيانا تكون مستفزة ومثيرة للمشاعر الغاضبة. فإن ما رأيته في الحلقة الأولى من آراب أيدل الأسبوع الفائت، زرع غصة موجعة في القلب، حين كان المتسابقون القادمون من سورية، يبررون بأسلوب طفولي مشاركتهم في برنامج مسابقات فني، وهم الذين من المفترض 'حسب الاعتقادات والأعراف العربية '، جالسون يبكون على وطنهم الذي تهشم إلى عشرات القطع. واحدة من المتسابقات، بكت بشكل أعتقد أنه كان مرسوما بدقة، على حال بلدها وأهلها في الوطن، وقد حرصت إدارة البرنامج أن تعد لها تقريرا مسبقا، يبرر للقناة حتى وجود بعض السوريين، الذين لم تنتقل منهم أعداد كبيرة للمرحلة الثانية. وكأن الحياة عليها أن تتوقف تماما، حين يحيط الموت بالمكان، فلا فرح ولا مشاركات ولا أمل في الاستمرار. الغصة التي شعرت بها كان سببها أن سوريين آخرين، خرجوا أو هربوا من بلادهم، ليس مطلوبا منهم أن يبرروا شيئا، حين يتعلق الأمر بعملهم بائعين أو بنائين أو طباخين أو مساعدي حلاقين، على اعتبار أن هذه الأعمال، عادية ولا تثير التساؤل في رغبة هذا الشعب بالحياة! هواء دبي وشعر أحلام وعودة إلى البرنامج الذي حظى بدعاية لم يسبق لها نظير على قناة MBC ، والدعاية هنا ليست للبرنامج بقدر ما ترتكز على أبطال أرب آيدل، المراد أن يظلوا أبطالا، بحجم وعظمة المواقع التصويرية التي أعدت للاعلان، والطائرات وسطح برج خليفة والهواء الذي نكش شعر أحلام! أحلام وراغب اللذان تنعقد عليهما آمال كبيرة من قبل القناة، لترويج البرنامج، وليس أصوات أو أحلام الصغار، فلا مكان للصغار بين هؤلاء الكبار الذين لعبوها صح، وعرفوا كيف أن وجود كتلتين متنافستين على أي شيئ، كفيلة في عالمنا العربي لصنع نسبة مشاهدة وتتبع كبيرتين. لذا ومن طرفي المتواضع، أبشر متابعي البرنامج بخناقات طويلة عريضة بين نقيضين، أو كتلتين 'بمناسبة عدوى الكتل هذه الأيام'، واحدة تتمثل براغب ونانسي التي ظهرت بشخصية ضعيفة في الحلقة الأولى، أكثر من كونها طيبة القلب كما توقع منها . والثانية تضم أحلام والشافعي، الذي قرر فجأة أن يكون جلفا وشريرا! أقول إنها لعبة الأضداد التي ننساق إليها طواعية بحسنا المعتاد على مؤازرة فريق ضد آخر، والتي سيؤديها بكل تفنن أعضاء الفريقين الخصمين، ولكن هذه المرة .. باتفاق مسبق! كاتبة من الأردن القدس العربي