ينبغي أن يكون ضغط الدم الشرياني قوياً كفاية ليصل الدمّ إلى مختلف أنحاء الجسم. إلا أن قوته يجب ألا تزيد على حدها كي لا تضر بالجسم على المدى الطويل. ما الخطوات التي لا بدّ من اتباعها حين لا يكون الضغط طبيعياً؟ ما هي الحالات التي تستدعي القلق؟ يحب أن يكون كلّ شخصٍ على دراية بضغط دمه، لذلك اطلب من طبيبك في زيارتك التالية لعيادته أن يتأكد منه. يقلّ الضغط الطبيعي في الحالات الطبيعية عن 14/9 في وقت الراحة. تعكس هذه القيمة ضغط الدم على غشاء الشرايين لذلك تضمّ رقمين: قيمته حين ينقبض القلب (ضغط انقباضي) أو قيمته بين نبضين قلبين (ضغط انبساطي). يختلف الضغط وفقاً للنشاط الذي تقوم به والمشاعر التي تنتابك والوقت. يقول د. جان – جاك مراد: «لا بد من قياس الضغط مرات عدة قبل التشخيص. وغالباً ما يكون التشخيص في المنزل أدق من ذلك العرضي الذي يُقام في العيادة». ضغط دم أعلى من 14/9: مرتفع يدل بعض العوارض كآلام الرأس وطنين الأذن والرؤيا المشوشة على ارتفاع ضغط الدم الشرياني، علماً أن الأخير يبقى صامتاً لذلك لا بدّ من المواظبة على قياس ضغط الدمّ مرة كلّ عام منذ بلوغ الأربعين من العمر. ما هي المخاطر التي يطرحها ارتفاع ضغط الدم؟ يؤثر ارتفاع ضغط الدمّ حين يبقى من دون علاج سلباً على شرايين الدماغ، إذ قد يعرضك لخطر الإصابة بالجلطة. كذلك يضر بشرايين القلب، إذ يزيد احتمال الإصابة بالجلطة أو السكتة القلبية، وعلى شرايين الكلى إذ يقضي تدريجاً على الأنسجة إلى أن تُصاب بفشلٍ كلوي. فضلاً عن أنه يُعتبر سبب بعض أنواع التهاب الشرايين في الأعضاء السفلى والإصابات التي تلحق بشبكية العين. ما هي أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟ مع مرور الوقت، تفقد الشرايين مرونتها، الأمر الذي يرفع الضغط. إلا أن ضغط بعضها يرتفع أسرع من غيرها بسبب عوامل الوراثة أو بسبب ضعفها. كذلك تزيد عوامل أخرى من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدمّ مع التقدّم في السنّ ومن بينها زيادة الوزن وقلة النشاط البدني والملح الزائد والسكري والكولسترول والتدخين. هل تُعتبر حبوب منع الحمل سبباً لارتفاع ضغط الدم؟ قد يصاب بعض النساء التي تتناول حبوب منع حمل تعتمد على الأوستروجين بارتفاع ضغط الدم. في حالات مشابهة، يعود الجسم إلى طبيعته في غضون بضعة أسابيع حين يتوقفن عن تناولها. يمكن للنساء اللواتي يتناولن دواءً خاصاً لمعالجة ارتفاع ضغط الدمّ تناول أنواع خاصة من حبوب منع الحمل، لا سيما تلك التي لا تحتوي على البروجستين. هل يؤدي القلق إلى ارتفاع ضغط الدم؟ لا يسبب التوتر العصبي أو القلق ارتفاع ضغط الدم الذي يُعزى إلى خلل في وظائف الشرايين. إلا أن القلق يزيد موقتاً من ضغط الدم الشرياني الذي سرعان ما يعود إلى طبيعته عند زوال القلق. أعلم طبيبك قبل قياس ضغطك أنك تشعر ببعض القلق أو التوتر ليأخذ الأمر بعين الاعتبار وليقيسه حين تكون هادئاً. لماذا تتعين على الحامل مراقبة ضغط دمها؟ يُعتبر تسمم الدمّ الحملي أحد مضاعفات الحمل التي تجمع بين ارتفاع ضغط الدمّ ووجود الألبومين في البول. يؤدي ارتفاع ضغط الدم حين تهمل الحامل معالجته إلى تشنجات واضطرابات خطيرة تؤثر عليها وعلى طفلها. هل يمكن خفض ارتفاع ضغط الدمّ من دون دواء؟ حين يكون ارتفاع ضغط الدمّ خفيفاً (15/9.5)، يمكن الاعتماد على نمط حياة صحي لعلاجه: تغذية متوازنة، كميات أقل من الملح، نشاط بدني منتظم، الإقلاع عن التدخين... فخسارة 4 أو 5 كيلوغرامات من الوزن والحفاظ على وزن ثابت بعد فقدانها والمشي لمدة نصف ساعة يومياً يساعد على استعادة معدلّ ضغط دم طبيعي. هل يتعين اعتماد نظام غذائي خالٍ من الملح؟ لا يبدو الأمر ضرورياً، لا سيما في ظلّ غياب الفشل القلبي، لا بل قد يلحق ذلك الضرر بك (جفاف...) في فترات الحرّ الشديد لدى المسنين. رغم ذلك، يُستحسن تخفيف استهلاك الملح فاحرص على إخفاء المملحة والحدّ من تناول الأطعمة الغنية بالملح الخفي كالجبنة (لا تأكل أكثر من قطعة يومياً)، النقانق (لا تأكلها أكثر من مرتين في الأسبوع كحدّ أقصى)، والوجبات الجاهزة. لماذا تختلف أنواع العلاج؟ تتعدد أسباب ارتفاع ضغط الدمّ وتختلف معها أساليب المعالجة. نظراً إلى تنوع الآليات المسببة لارتفاع ضغط الدم، لا بدّ من جمع عددٍ من الأدوية لمعالجته. لذلك قد يتطلب العثور على علاجٍ عدة أشهر إن لم يساعد تغيير نمط الحياة على خفض ضغط الدمّ في غضون ثلاثة أشهر. هل تثير الآثار الجانبية القلق؟ لكلّ دواءٌ آثار جانبية فمحفزات الكالسيوم تسبب الوذمات أو السعال ومحفزات أنزيمات التحويل تسبب السعال على سبيل المثال. إلا أن هذه الآثار الجانبية تختفي عند توقف العلاج وتتطلب مراجعة الطبيب إذا كانت مزعجة ولا بدّ أن تتذكر دائماً أن الضيق الذي يسببه أحد الأدوية لا يشكل سبباً مقنعاً للامتناع عن تناول صنفٍ آخر من الأدوية. يحوّلك الطبيب في حال فشل علاج ارتفاع ضغط الدم أو في حال عجز عن السيطرة عليه إلى اختصاصي في أمراض الكلى أو أمراض القلب أو إلى مركز معالجة ارتفاع ضغط الدم الشرياني. هل يرافق العلاج المصاب بارتفاع ضغط الدم مدى الحياة؟ نعم، وبشكلٍ دائم. يمنح العلاج المصابين بارتفاع ضغط الدم فرصة زيادة سنين حياتهم من خلال تقليص عوامل الخطر التي قد تعرّضهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يعيش المصاب بارتفاع ضغط الدم الذي يهمل علاج مرضه سبع أو ثماني سنوات أقل من المصاب الذي يولي مرضه الاهتمام اللازم ويواظب على علاجه. ضغط دم أقل من 9: غير مرتفع يدلّ التعب الشديد والدوار والشعور بالضيق على انخفاض ضغط الدم وهو أمرٌ **** غالباً. إلا أن إصابة المسنين بانخفاض ضغط الدمّ قد تعكس إصابتهم بمرضٍ عصبي. ما هو انخفاض ضغط الدمّ الانتصابي؟ نعني به انخفاض ضغط الدمّ الذي يصيب المرء عند النهوض سريعاً بعد فترة جلوس أو استلقاء وينتج من سببين: انخفاض في محتوى الشرايين، بمعنى أن يكون المريض مصاباً بفقر الدم فلا تجري كميات كافية من الدمّ في الجسم وهي حالة شائعة بين النساء اللواتي تعانين دورةً شهرية غزيرة؛ أو مشكلةً في المحتوى كوجود دوال، فحين يكون المرء واقفاً، يركد الدمّ في أوعية القدمين ينخفض الضغط في الشرايين. هل يعُتبر انخفاض ضغط الدمّ حالةً خطيرة؟ لا يشير ضغط الدمّ الذي لا يترافق مع أي أعراض إلى خلل معين ويشكل حالة تصيب النساء المرهفات أو الرياضيات اللاواتي يبلغ ضغط دمهن 9 واللواتي يتمتعن بصحة جيدة. أما انخفاض ضغط الدم الانتصابي فلا يشكل بدوره أي مشلكة إلا إذا أدى إلى وقوع المصاب أرضاً وهو أمرٌ شائع الحصول بين المسنين. هل من الضروري معالجة انخفاض ضغط الدم؟ نعم، لا سيما حين يسبب أعراضاً مزعجة. يتوقف العلاج على سبب انخفاض ضغط الدم: تناول جرعات من الحديد إذا كان المريض مصاباً بفقر دم، استعمال لفافات وريدية أو إجراء جراحة للدوالي... يكفي تغيير العلاج لتعود حالة شخص يتبع علاجاً لضبط ارتفاع ضغط الدمّ إلى مجراها. لمحة عن أدوات قياس ضغط الدم... أيها أفضل؟ من ضمن النماذج المختلفة المتاحة في السوق، يُستحسن اختيار أجهزة كهربائية لقياس ضغط الدم مزودة بشريط خاص يُثبت على الذارع إذ تتمتع بموثوقية عالية ويسهل استخدامها. يختلف ضغط الدمّ الذي يُؤخذ عند الرسغ وفقاً لوضعية شريط الذارع واليد. أما الأجهزة التي تقيس ضغط الدمّ من الأصابع فلا يمكن الاعتماد عليها لأنها تعطي نتائج غير دقيقة. ولا بدّ من الانتباه فوجود علامة CE لا يضمن جودة الجهاز ودقة نتائجه. لذلك تعمد الجهات الصحية بانتظام إلى تحديث قائمة الأجهزة الموثوق فيها. 3 قواعد ضرورية لأفضل النتائج اجلس وضع يدك على الطاولة ثم قس ضغطك ثلاث مرات متتالية على أن تفصل بين المرة والأخرى دقيقة: - عند الصباح بين الاستيقاظ والفطور وقبل تناول الدواء. - عند المساء قبل النوم. - بعد ثلاثة أيام، فالتأكد من ضغط الدم يومياً لا يجدي نفعاً لذلك يُفضل قياسه مرات عدة على مدى الأسبوع قبل أن يحين موعد زيارتك للطبيب.
