القضاء الإداري بالقاهرة يستند في قراره برفض تسليم ابن عم القذافي الى الدستور الجديد والاتفاقيات الدولية. القاهرة - قضت محكمة مصرية الأربعاء بإبطال إجراءات تتخذها السلطات المصرية لتسليم أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد الراحل معمر القذافي لليبيا لمحاكمته هناك بتهم فساد مالي. وقال المستشار عبد المجيد المقنن رئيس المكتب الفني لمحاكم القضاء الإداري إن محكمة القضاء الإداري بالقاهرة قالت في أسباب الحكم إن الدستور الجديد لمصر يوفر الحماية لمن يعيش على أرض البلاد ما لم يرتكب ما يعكر صفو السلم والأمن. وأضاف أن المحكمة استندت أيضا إلى الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر والتي تحمي الأجانب وأنها استندت لآية في القرآن تجير المستجير حتى وإن لم يكن مسلما "فما الحال والمدعي من المسلمين". والقت السلطات المصرية في وقت سابق القبض على احمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، اضافة الى السفير الليبي السابق في القاهرة ومسؤول سابق ثالث وذلك استجابة لطلب الحكومة الليبية تسليمها رموز نظام القذافي الموجودين في مصر، حسب مصادر امنية ودبلوماسية. وقال مصدر امني ان "الامن المصري قام بمحاصرة منزل قذاف الدم في حي الزمالك لساعات قبل ان يقوم الاخير بتسليم نفسه"، مؤكدا بذلك نبأ نشرته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. من جهته اكد عبد الحميد الصافي المستشار الاعلامي في السفارة الليبية انه "جرى القبض على علي ماريا السفير الليبي السابق في القاهرة ومحمد ابراهيم وهو شقيق لمسؤول ليبي بارز يدعى احمد ابراهيم بالاضافة لاحمد قذاف الدم". واوضح الصافي ان "هناك صفقة وضعتها السلطات الليبية والشرطة المصرية للقبض على رموز نظام القذافي المطلوبين والموجودين على الاراضي المصرية". وقالت مصادر دبلوماسية ان مبعوثا خاصا من رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وصل الى العاصمة الليبية طرابلس قبل ساعات من القبض على قذاف الدم. وقالت المصادر ان "رئيس الحكومة المؤقته فى ليبيا علي زيدان التقى نائب مساعد وزير الخارجية المصري يوسف الشرقاوي مبعوثا شخصيا من قنديل ناقلا رسالة شفوية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين". واضافت ان "الرسالة تتضمن ابلاغ مصر للحكومة الليبية بقيام السلطات المصرية بتفعيل مذكرات الانتربول الدولي التي تسلمتها بالقاء القبض على مسؤولي نظام معمر القذافي الذين اكتملت ملفاتهم القضائية والقانونية وفي مقدمتهم قذاف الدم". واوضحت الوكالة الرسمية ان قذاف الدم سيسلم الى السلطات الليبية التي تريد محاكمته لدوره اثناء سنوات حكم القذافي. وكان قذاف الدم قال لقناة فرنسا 24 قبيل مغادرة منزله ان "مسلحين هاجموا منزله ليل الاثنين/الثلاثاء"، وتابع ان "اشتباكات جرت بين المسلحين وحرسه الخاص". واضاف في تصريحاته للقناة ان "هناك اصابات في صفوفنا واعتقد ان هناك اخرى في الطرف الاخر (المسلحين)". وقلل قذاف الدم من اهمية توقيفه واكد انه سيقدم بلاغا للنائب العام ضد السلطات الليبية. وقال في اتصال هاتفي مع "انا في طريقي الان للنائب العام بصحبة محامين". وأكد انه لم يأت لمصر إلا بدعوة من وزير الخارجية والمجلس العسكري، مضيفا "لسنا مجموعة من المجرمين أو الارهابين حتى يداهم منزلنا بهذا الشكل، ولا أعرف من المسؤول عن ذلك، وإذا كانت الدولة هي التي تستدعينا كان يجب أن يتم ذلك في وضح النهار". وقال قريب ومساعد لقذاف الدم ان "مسلحين هاجموا شقته وحدث تبادل لاطلاق النار بينهم وبين حراسه"، وتابع "جاء محامون واقنعوه بالمغادرة مع الامن".