في وقت أكدت فيه البعثة المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لحفظ السلام أن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص وقتلوا أحد أفرادها في الجزء الشرقي من منطقة دارفور، عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها لتدهور الأوضاع الأمنية في الإقليم السوداني المضرب، وجددت دعوتها لنزع سلاح الميليشيات فيه، وبذل الجهود لضم الحركات غير الموقعة على وثيقة سلام الدوحة لوقف إطلاق النار في دارفور. وأبدى القائم بالأعمال بسفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم قلق بلاده مما سماه «التدهور الأمني» المتصاعد في دارفور، وقال جوزيف استانفورد في مؤتمر صحافي أمس إن حكومة بلاده قلقة جراء التدهور الأمني واستهداف المدنيين، وأدان بشدة الهجوم على بعثة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يونميد) الذي أدى إلى مقتل أحد أفرادها وجرح اثنين بمنطقة مهاجرية أول من أمس، السبت. وندد بما سماه استهداف المدنيين من قبل الميليشيات بمنطقتي مهاجرية ولبدو، وطلب من حكومة الخرطوم وحكومة إقليم دارفور إجراء تحقيقات شاملة وموثوقة حول الهجمات التي تتعرض لها بعثة «يونميد»، ومحاسبة المسؤولين عنها. وكان استانفورد قد زار إقليم دارفور والتقى المسؤولين الأسبوع الماضي. ودعا أطراف النزاع للالتزام ب«القانون الدولي الإنساني»، وطلب من الخرطوم السماح لبعثة «يونميد» والمنظمات الإنسانية فورا ودون عرقلة بالوصول إلى جميع المناطق في دارفور، لا سيما مهاجرية، وفقا لوثيقة الدوحة للسلام. وجدد استانفورد استمرار دعم الولاياتالمتحدة لوثيقة الدوحة باعتبارها آلية لحل النزاع في الإقليم، وأضاف: «البطء يلازم إنفاذ الوثيقة، وإنزال بنودها إلى أرض الواقع، لذا فإن أهل الإقليم لم يروا الوثيقة»، ودعا أطراف الاتفاق لتسريع إنفاذ الوثيقة، وصرف التعويضات، وتقويه نظام الإدارة الأهلية، والسلطة الإقليمية. واعتبر مؤتمر المانحين الذي انعقد في الدوحة الشهر الماضي لإعمار دارفور «خطوة إيجابية لو توفرت الإرادة المخلصة»، واصفا جهود الولاياتالمتحدة بشأن القضية بأنها مناسبة مع تطور الأوضاع في الإقليم. ودافع استانفورد عن فكرة اقتصار الدعم الأميركي على برنامج الغذاء العالمي دون المنظمات الأخرى بأنه القناة المناسبة لإيصال الدعم بنجاح إلى الجهات المعنية، مؤكدا توفر النية لاستمرار الحوار بين واشنطنوالخرطوم على مختلف المستويات، بغض النظر عن تحديات العلاقة بين البلدين، ووجود رغبة أكيدة لتقويته. يذكر أن حركة تحرير السودان الدارفورية (جناح مني) سيطرت على منطقتي مهاجرية ولبدو بولاية شرق دارفور بداية الشهر الحالي، واستردتها القوات الحكومية الخميس الماضي بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل وجرح مدنيين وإلى نزوح 18 ألفا حسب تصريحات بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بداية الأسبوع الحالي. من جهتها قالت البعثة المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لحفظ السلام إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص وقتلوا أحد أفرادها في الجزء الشرقي من منطقة دارفور في السودان. وقال متحدث باسم البعثة إنه بذلك يصل إجمالي عدد أفراد البعثة الذين قتلوا في دارفور إلى 44 منذ عام 2007. ورغم وجود أكبر بعثة لحفظ السلام في العالم في دارفور استمرت المعارك بين جيش السودان والمتمردين منذ ذلك الحين إلى جانب اشتباكات بين القبائل والعصابات. وقالت البعثة إن أحد أفرادها قتل بالرصاص في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس قرب مهاجرية في ولاية شرق دارفور. وذكرت في بيان أن اثنين آخرين أصيبا ولكن امتنعت عن ذكر جنسية الضحايا. وأضافت البعثة أنها تجري تحقيقا في الواقعة بالتعاون مع الحكومة السودانية. وفي ديسمبر (كانون الأول) قتل أحد أفراد البعثة ثلاثة من زملائه قبل أن يقتل نفسه في دارفور. الشرق الاوسط