قرر الصادق المهدي تأجيل اجتماع المكتب السياسي الذي كان مقررا امس الثلاثاء ، حيث كان من المنتظر ان ينظر في تكليفات الامين العام ا، الدكتور ابراهيم الامين ، بتعين اسماعيل ادم المحسوب على التيار العام نائبا للامين العام ، وهاشم عوض مساعد الامين العام المهجر. تلك التكليفات والتعيينات ، وجدت معارضة قوية من اسرة المهدي بقيادة الدكتورة مريم الصادق التي تتطلع لهذا المنصب ، بالإضافة الى الأمين العام السابق للحزب الفريق صديق اسماعيل الذي عينه المهدي نائبا له بعد سقوطه في انتخابات الهيئة المركزية العام الماضي . ونتيجة للصراع الحاد بين الامانة العام الجديدة والقديمة التي كان يترأسها الفريق صديق اسماعيل ، وانقسام المكتب السياسي ، والصراع بين الامانة العامة ومكتب رئاسة الحزب ، حول التكليفات الاخيرة فان مجموعة الفريق صديق اسماعيل التي ترشح بشرى عبد الحميد ليكون مساعد الامين العام للمهجر ، كما ترشح الدكتورة مريم الصادق المهدي لتكون نائبة الامين العام بدلا عن عبد الرحمن الغالي سابقا ، في محاولة لتسكين عناصر مقربة من عبد الرحمن الصادق وتؤيد مبدأ الحوار مع النظام . ويرى الدكتور ابراهيم الامين وفق دستور الحزب والسوابق والإجراءات التي اتخذها الامناء من قبله من حقه تعين جميع مساعديه وفق دستور الحزب الذي يعطي الأمين العام حق تعين وتكليف مساعديه ودون فرض وصايا عليه من اي مؤسسة بالإضافة الى انه منتخب من قبل الهيئة المركزية التي تعتبر السلطة الاعلى والتي انتخبت المكتب السياسي وبذلك يكون الأمين العام موازي للمكتب السياسي حيث ان الاخير لا يراجع قرارات رئيس الحزب باعتباره سلطة اعلى. وفي اطار الاستقطاب والتصعيد المتبادل من التيارين أصدرت كل من فرعية الحزب باروبا وفرعية الحزب بالخليج ودولة وشباب وكوادر الحزب في الداخل ، بيانات تأيد للامين العام في قراراته وتكليفاته الاخيرة الامر الذي شكل سند اضافي للدكتور ابراهيم الامين امام مجلس التنسيق الذي انعقد اول امس وسط انقسام واضح بين اعضائه . وأكدت المصادر ان الامام السيد الصادق المهدى رأى تأجيل اجتماع المكتب السياسي الذي كان مقررا انعقاده اليوم الى اجل غير مسمى حتى يستطيع احتواء الخلاف المتصاعد بين تيار المشاركة مع النظام بقيادة الفريق صديق وتيار التغير بقيادة الامين العام الحالي الدكتور ابراهيم الامين وحتى لا تنفجر الاوضاع في حالة رفض المكتب السياسي للتسكين او حدوث حالة استقطاب حادة بين التيارين قد تؤدي لانشقاق جديد في الحزب بعدما هدد بعض القيادات بتقديم استقالتهم من الحزب . ولفت المصدر ان السيد الامام الصادق المهدي سيمارس ضغوط كبيرة على الدكتور ابراهيم الامين لكي يوافق على سحب التكليف الذي اصدره بتعين اسماعيل ادم نائب له وتعين هاشم عوض مساعده في المهجر ، كما ان المنصب الاول الذي ظل طوال 15 عاما حكرا على الاسرة بتولي الدكتور الغالي له ، تطلع الدكتورة مريم الصادق لتوليه الامر الذي يجد رفض شديد من الدكتور ابراهيم الامين مما دفع الدكتورة مريم الى فتح علاقات جديدة مع شقيقها عبد الرحمن الصادق وذلك بحضور مناسبة عيد ميلاده التي اقامها في القصر . وأضاف المصدر ان الدكتور ابراهيم الامين يرى انه مرشح من الهيئة المركزية التي تعتبر اعلى سلطة بعد المؤتمر العام وبناء على توجيهات معينة بلم الشمل وتغير الخط السياسي بدلا المعايشة مع النظام او مشاركته الى تغير وإسقاط النظام بالوسائل السلمية ، كما يتجه عدد كبير من اعضاء الهيئة المركزية لجمع توقيعات لعقد اجتماع اخر للهيئة المركزية وذلك لانتخاب مكتب سياسي جديد يتماشى مع قراراته وتوجيهات ولا يكون سبابا في عرقلة الامانة العامة . ويذهب بعض المراقبين الى ان السيد الامام الصادق المهدي يقود تيار المشاركة مع النظام لذلك يرى ضرورة اشراك عناصر قريبة من المشاركة في الامانة العامة حيث ان مجموعة التيار العام الذي يقوده الدكتور ادم مادبو يعتبر ضمن تيار التغير الكبير في الحزب وهو عبارة عن تحالف عريض يضم مجموعة الاصلاح والتجديد ومجموعة التيار العام ومجموعة الواثق البرير بالإضافة للكوادر الشبابية والطلابية . في ظل تلك الغيوم التي تظل حزب الامة وتحجم من تحركاته السياسية للاستفادة من الواقع السياسي الحالي ووسط تكهنات بوجود اتفاق سري بين المؤتمر الوطني و الصادق المهدي حول تقسيم المشاركة في السلطة والتنسيق في الانتخابات المقبلة وذلك عبر ابنه في القصر عبد الرحمن الصادق الذي كانت مشاركته بموافقة والدته وعبارة عن عربون ضمان لتنفيذ هذا الاتفاق بين الطرفين دون ان يتولى الصادق المهدي منصبا في الحكومة. ووسط كل تلك التداعيات والانقسامات في المكتب السياسي بين التيارين الرئيسين وإرهاصات الانشقاق الجديد والذي بدأ سابقا بإقالة سارة نقد الله من منصبها وتعين الاستاذ جبارة بدلا منها من مجموعة الفريق الصديق ومن ثم رفض تسكين الامانة العامة وتعين اسماعيل ادم على نائبا للامين العام ووضع العراقيل امام الدكتور ابراهيم الامين ومنعه من ممارسة صلاحياته ووضعه في جزيرة معزولة داخل مؤسسات الحزب حتى يؤدى ذلك الى دفعه بالاستقالة او اقالته بواسطة قرار من رئيس الحزب كما توكد المصادر ان هنالك اتجاه قوي بالضغط على ابراهيم الأمين للتراجع من قراراته الاخيرة من قبل السيد الصادق المهدي وفي حالة عدم التراجع اصدار قرار بتجميد او حل الأمانة العامة وتكوين اجهزة تيسير مؤقته فيما تحاول التيارات الاخرى التي تدعوى للتغير لدعوة الهيئة المركزية لانتخاب مكتب سياسي جديد يتماشى مع الخط السياسي الداعي للتغير . ولقد ظل تسكين الامانة العام مدة تجاوزت العام مما يعتبر رقم قياسي لم يحدث في تاريخ حزب الامة و الاحزاب السياسية الامر الذي اضعف وجود الحزب في المعارضة كما اضعف تحركاته وسط الجماهير وحتى اضعف تفاوضه مع النظام الذي لا يعتبر بعيدا من ذلك الصراع وتغذيته من خلال الكوادر المقربة منه في اكبر عملية اختطاف واختراق للحزب من المؤتمر الوطني من خلال المثلث القوي عبد الرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية و عبد المحمود ابو الامين العام لهيئة شئون الانصار والفريق صديق الذي عينه الصادق المهدي نائبا له بعد سقوطه في انتخابات الامانة العامة العام الماضي . ويؤكد مراقبون في الحزب ان اتهامات الصادق المهدي بان الدكتور مادبو ومبارك الفاضل ونصر الدين المهدي وراء تلك الخلافات تعتبر هروب الى الامام حيث ان تلك الصراعات الحادة ظهرت في اجتماع المكتب السياسي الاخير وذلك خلال الخطوة الكبيرة التي قامت بها مجموعة الفريق صديق بعزل سارة نقد الله من الحزب وتعين جبارة بدلا عنها ، كما يرى المراقبون ان الحل الوحيد لمشاكل المكتب السياسي الذي اصبح منقسما الى نصفين مذكرا بالأزمات القديمة في الدعوة للهيئة المركزية لانتخاب مكتب سياسي جديد يقوم بمهامه التاريخية حيث ان المكتب الحالي تم انتخابه في ظروف استقطاب حادة وتغيرات وصراعات كبيرة مع مجموعة التيار العام واتهام دوائر معينة بالتزوير . [email protected]