اقر وزير الزراعة، عبد الحليم المتعافي، بوجود ازمة حقيقية في تمويل الزراعة، واوضح ان جملة ما تم توفيره العام الماضي لم يتجاوز 2539 مليون جنيه، اي ما يعادل 2% من جملة التمويل المصرفي، وشكك في امكانية تحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي وتخفيف حدة الفقر في ظل استيراد منتجات غذاء بقيمة تزيد عن مليار دولار، بينما لا يتجاوز الصرف الكلي على الانشطة الزراعية 600 ألف دولار، وتوقع الوزير عجزا في ميزان الحبوب للعام 2013 يصل حتى 76 الف طن . واوضح الوزير امام البرلمان امس ان مديونيات شركات الرش على الوزارة تجاوزت 50 مليون جنيه، خصصت لمكافحة الجراد واضاف «والله ادينا» لافتا الى احالة المديونية الى وزارة المالية، ودافع عن تجربة القطن المحور وراثيا وقال «هي ما تجربة جديدة ولا فكرة جهنمية بل مجربة لسنوات في اميركا واسيا»، موضحا ان انتاج الاقطان المحورة وراثيا اعلى من الاقطان الاخرى، مبينا ان مشروعي السوكي والرهد اتخذا قرارا بزراعة القطن المحور بينما قرر مشروع الجزيرة زراعة ثلث المساحة. وطالب المتعافي باستغلال الموارد الاضافية التي ستدخل الموازنة في دعم الزراعة وعدم تكرار ما حدث في ال10 سنوات الماضية، واعتبر ان السودان مكتف ذاتيا داعيا الى مضاعفة التصدير 10 اضعاف. في هذه الاثناء، القى النواب باللائمة على الحكومة في تدهور القطاع الزراعي منذ بداية التسعينيات وحتى الان، واشاروا الى ان المزارعين يعملون في ظروف صعبة ويلجأون الى بيع مواشيهم ومدخراتهم وحلي اهل بيتهم لدخول الموسم الزراعي، ودعا النواب الى ايقاف سياسة «التفريق» بين المشروعات الزراعية معتبرين ان الزراعة «ما فيها خيار وفقوس» ووصفوا وزارة الزراعة بمقبرة الوزراء لفشل المتعاقبين عليها في وقف التدهور الذي اصابها. ودعا نائب رئيس البرلمان، هجو قسم السيد، الى توظيف اموال النهضة الزراعية وضرورة التنسيق بين النهضة ووزارة الزراعة، وانتقد تحول السودان الى سوق للصناعات المستوردة واضاف «وصلنا مرحلة نستورد الطماطم،» بينما اعتبر النائب عوض الكريم بابكر ان المتعافي «شغال بكفن الحي البكفنو بي الميت»، واشار الى ان شعار «السودان سلة غذاء العالم» غير واقعي في ظل ضعف التمويل. الصحافة