طرابلس - دعا مفتي الديار الليبية الصادق الغرياني حكومة بلاده وكبار مسؤوليها إلى معالجة ما أسماه المعاصي والمخالفات الشرعية ومنها انتشار الخمور والمخدرات على نطاق واسع في ليبيا. وطالب الغرياني في بيان بضرورة الفصل بين الجنسين في المراحل التعليمية المختلفة. وشدد البيان على ضرورة أن تعتمد الدولة على مناهج دراسية تعتني بالقيم، وتحصن الشباب من كافة الظواهر السلبية التي تتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي. وبثت قناة ليبيا الرسمية برنامجا بعنوان "صوت الناس" حيث طالب حسين الزرقاني دكتور في الإقتصاد بجامعة طرابلس بالفصل بين الجنسين في المدراس. واعتبر "إن المآسي والأهوال التي تحدث في الجامعات والكليات للأسف أفضع ولا يجدر الإستمرار في السكوت عليها وهي أخطر من المدارس الإبتدائية والإعدادية التي قام بعضها بالفصل بين الجنسين في المراحل الأولى". وتسائل "ما الفائدة إن كانت الجامعات تفتح الأبواب على مصرعيها للإختلاط". ويطالب مفتي السعودية بالعمل على ازاحة المواقع الإباحية على شبكة المعلومات الدولية "الأنترنت" من أجل "حماية البيوت من الرذائل". ولفت الى أن الخمور والمخدرات "صارت تباع علنا في ليبيا وعلى قارعة كل طريق، وبأرخص الأثمان". وتوفي 51 شخصا بسبب احتساء خمور مغشوشة في طرابلس وعانى 37 شخصا اخرين من التسمم وفقا لحصيلة جديدة اعلنتها وزارة الصحة الليبية في وقت سابق. ويمنع بيع المشروبات الكحولية وتناولها في ليبيا وان كانت المشروبات المهربة موجودة بوفرة في السوق السوداء. وازدادت عمليات تهريب الكحول والمخدرات كثيرا في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وبرزت في ليبيا بعد الثورة جماعات اسلامية متطرفة تطالب بتطبيق الشريعة والحكم وفق الدين الاسلامي. ويلقي معظم الخبراء ووسائل الإعلام الليبية باللوم في أعمال التدمير المنسقة للمساجد والأضرحة على جماعة أنصار الشريعة السلفية الليبية. ومن المنظور السلفي فإن أعمال التدمير كانت ضرورية من أجل "تجنب الشرك" ومنع "الفساد الديني" ووضع حد لانتشار الانحرافات الدينية مثل "السحر الأسود". وألغت الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا الليبية سابقا، القيد الوارد على حق الزواج بإمرأة ثانية، إلا بعد موافقة الزوجة الأولى، أو بإذن من المحكمة الوارد في أحد مواد قانون الزواج خلال النظام السابق. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد أكد إعلان تحرير ليبيا من قبضة القذافي أن جميع القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية ستبطل بالكامل، لا سيما منها قانون منع تعدد الزوجات من دون موافقة الزوجة الأولى. ووفقا للشريعة الإسلامية، يجوز للرجل أن يجمع بين أربع زوجات. وتخشى حكومة طرابلس التي تكافح بالفعل لفرض الأمن بعد عامين من الإطاحة بمعمر القذافي من أن يسعى مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة الى اللجوء لاراضيها الصحراوية الشاسعة بعدما يخرجهم هجوم تقوده فرنسا من مالي. وبالفعل استغل العديد من الجماعات الإسلامية وجماعات انفصالية متمردة الفوضى المحيطة بالقتال في مالي والاطاحة بالقذافي وحكام مستبدين آخرين في انتفاضات الربيع العربي لبناء ترساناتها من الأسلحة والتحرك بحرية عبر الحدود غير المحمية في شمال أفريقيا وغربها.