بينما كان عثمان يقود سيارته متجها الى ملتقى الاصدقاء فقد اتفق الجميع علي قضاء رحلة حدد لها يوم الجمعة اثناء القيادة جاءه صوت من بعيد .. حسنا انها صافرة الانذار التي يوجهها سائقو القاطرات لسائقي مواعين النقل الاخري في تقاطعات السكة حديد مع الطرق داخل المدينة .. لم يأبه عثمان للصافرة التي ارتفع صوتها ما يدل علي قرب موقع الخطر فواصل قيادة سيارته في شئ من اللامبالاة كحال السودانيين الذين تشغلهم متطلبات الدنيا .. فقد عثمان السيطرة على السيارة وفى لحظة اعتصرت افئدة الحضور حالة من الحزن والذهول فقد اصطدم القطار بسيارة عثمان، كانت الكارثة مباغتة ألجمت الحضور الذين تحركوا بعد حين فوجدوا الشاب مضرجا في دمائه، لقد توفى عثمان فى الحين وتحولت السيارة الى كومة من الحديد فهل كان الخطأ من عثمان ام من سلطات السكة حديد ام هي شرطة المرور ؟ «الصحافة» رصدت تصاعدا ملموسا في حوادث اصطدام القاطرات بالعربات في تقاطع الشجرة وفي تقطاع بيويو كوان وتقاطع الصحافة وسط وكادت الحوادث ان تغدو يومية. عدد من المواطنين فى المنطقه تحدثوا عن القطارات التي باتت تشكل خطرا في تقاطعات السكة حديد مع الطرق وتقول حواء ابو كلام معلمة ان سلامة الانسان مقدسة و لابد من تجنب المخاطر الناجمة عن الصدام بين السيارات والقطارات علما بان الشارات المرورية والحواجز الحديدية ووجود عمال السكة حديد في التقاطعات كان يحد من الحوادث الا انها الان غير موجودة ولاندرى سبب ازالتها . واشارت حواء الي ضرورة وجود شرطى لمراقبة عبور القطار عند التقاطعات للتقليل من هذه الحوادث البشعة. واوضح محمد على عبد القادر ان هذا النوع من الحوادث اخطر الحوادث وذلك لعدم توقف القطار اثناء مروره عقب الحوادث. واضاف محمد انه شاهد كثيرا من الحوادث المرورية الناتجة عن عبور القطار تلك المحطة. وقال : « شاهدت احد البصات السفرية وهو ملئ بالركاب يعبر الطريق فاصطدم بالقطار وتسبب ذلك فى وفاة الكثير من الركاب بينهم سائق المركبة ونقل البعض الى المستشفى». ويقول السر فتح الله ان السبب الرئيسى فى مثل هذه الحوادث عدم وجود شرطى مرور مختص فى هذه المنطقة ، مطالبا شرطة مرور الولاية بالتنسيق مع السكة حديد للحد من المشكلة التى يروح ضحيتها المواطن البرئ . واضاف السر انه شاهد افظع الحوادث التي تسبب فيها احد القطارات ثم جرف السيارة لمسافة بعيدة . مطالبا بتوعية سائقي المركبات عند خضوعه للتدريب ان يراعى مرور المركبات من ضمنها القطارات. ويقول أحمد سيد الهادي وهو يبتسم ان شرطة المرور لاتأتى الا عند احتياجهم للمال ناهيك عن الوقوف لمراقبة وتمهيد الطريق للقطار. اما صالح لقمان ابدى تعجبه من تكرار تصادم القطارات والسيارات كما ان هذه الحوادث تؤكد ان هنالك تقصيرا من الجهات المسئولة بحكومة الولاية وشرطة المرور وادارة السكة حديد، لافتا الى ان حركة القطارات ليست بالكثافة التى تقود الى حوادث مرورية لذلك انها صورة لمناطق معينة وليس من الصعب مراقبتها ووضع بعض افراد الشرطة، واضاف لقمان ان اصحاب المركبات يتحملون جزءا من المسئولية وذلك لاستعجالهم العبور قبل وصول القطار ، وتساءل لقمان ماذا يحدث اذا استجابوا لصافرة القطار التنبيهية وتوقفوا الى حين مروره وجدد تأكيده على ضرورة وضع حل هذه المشكلة ، اما ايمن موظف بالسكة حديد يقول ان هنالك خططا جديدة فى مجال السكة حديد ويمكن استصحاب هذه المسألة ، لكن شرطة المرور والسكة حديد كل قائم بذاته لاعلاقة لهما ، متمنيا ان تتعاون معهم شرطة المرور للحد من هذه الظاهرة . الصحافة