سيطر التوتر بمنطقة وادي حلفا أقصى شمالي السودان. وهدد مواطنوها بالخروج للشارع في أعقاب محاولة اعتداء وزيرالدولة الأسبق بوزارة الزراعة د.الصادق عمارة على بعض مزارعي مشروع جُمي الزراعي(50 كلم جنوب غرب وادي حلفا)، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم بحجة ملكيته للأرض. ووصل الأمر لحد ترقُّب وصول حشود من مواطني قرى حلفاالجديدة لمساندة أهلهم بوادي حلفا. وأبلغ شهود عيان (الأهرام اليوم) أمس أن المواطنين على رأسهم سكرتير جمعية جمي الزراعية قاموا أمس بفتح بلاغ جنائي ضد الوزيرالأسبق بقسم شرطة وادي حلفا، وتم بعدها إطلاق سراحه بالضمان. وأوضح أنور عبدالمولى أن عمارة تعرض لهم بعربته البرادو و"تراكتور" يقوده أحد عماله، ومنعهم من عبور الطريق، مهدداً إياهم بالقتل وأطلق إساءات بالغة ضدهم طالت كافة قبيلة "الحلفاويين". مدعياً أنه لا أرض للحلفاويين بعد أن باعوها منذ زمن الترحيل إلى حلفاالجديدة. وأضاف: "هددنا بأنه حكومة وأنه مالك الأرض". وأشار عبدالمولى إلى أن أعضاء الجمعية البالغ عددهم (3000) عضو يمتلكون شهادات بحث بملكية الأرض. وحذر أن أهالي وادي حلفا قرروا الخروج للشارع دفاعا عن أراضيهم حال "استمرار الحكومة في مساندة الوزير الأسبق على حساب أراضي المواطنين". وكشف عن تحرك 50 شخصاً من كل قرية من قرى حلفاالجديدة للقدوم لوادي حلفا مساندة لأهلهم ودفاعاً عن أراضيهم. في وقت قال عضو الجمعية عثمان عنتر ل(الأهرام اليوم): "إن د.عمارة يستعمل أعداداً كبيرة من الحراس لأراضيه يرتدون زياً عسكرياً يدعي أنهم من مرافيت قوات نظامية". يُذكر أن القضية بدأت منذ وجود الصادق عمارة وزيراً للدولة بالزراعة قبل عدة سنوات عندما كان يعتزم ايجار أرض الجمعية البالغة 19 ألف فدان للحكومة المصرية، واعترض حينها المواطنون، وأوصلوا الأمر إلى المحكمة التي لاتزال تنظر القضية، إلا أن عمارة يستغل حالياً لصالحه مايعادل (1500) فدان من الأرض محل النزاع. الأهرام اليوم