طهران - تشير آخر الإحصاءات التي نشرتها وزارة الصحة الإيرانية، إلى تزايد نسبة الإصابة بمرض الإيدز في إيران لتصل إلى 26 ألف إصابة حتى شهر مارس/أذار2012. وذكرت المواقع الإيرانية نقلاً عن تقرير وزارة الصحة أن العدد المكتشف للمصابين بفيروس الإيدز ارتفع من 24 ألف مصاب في عام 2011 إلى 26 ألفاً في 2012. وأوعزت أسباب ذلك إلى ازدياد العلاقات الجنسية غير الشرعية، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن الملوثة، ونقل الدم الملوث إلى المرضى. ويعتبر الإيدز من الأمراض الخطيرة في إيران، حيث يتوقع بعض المراقبين ارتفاع نسبة الإصابة بمرض المناعة المكتسبة إلى 126 ألف إصابة خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وتقول وزارة الصحة الإيرانية إن الفئة العمرية الأكثر إصابة بمرض المناعة المكتسبة في إيران بين 25 و34 عاماً، مما يرجح أن تكون العلاقة الجنسية هي العامل الأول لتعرض المصابين بهذا المرض. ويعتقد الخبراء الإيرانيون أن ظاهرة البطالة التي أنتجت عزوف الشاب الإيراني عن الزواج، وارتفاع عدد الأرامل في السنوات الأخيرة، ساعدت في انتشار مرض الإيدز بين المجتمع الإيراني. وقال مسؤول رفيع في الأممالمتحدة في وقت سابق ان معدلات الاصابة بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز تتزايد بشكل سريع في ايران نظرا لاستمرار تدفق الهيروين الرخيص من أفغانستان بشكل متنام وارتفاع عدد حالات انتقال الفيروس عن طريق الممارسة الجنسية. وأشاد كريستيان سالازار منسق الاممالمتحدة بشأن الايدز في ايران بجهود طهران "المتقدمة والنشطة" في مكافحة الفيروس بما فيها برنامج لتوزيع محاقن نظيفة لحقن المدمنين في السجون. لكنه أضاف ان الجمهورية الاسلامية تواجه الان تحديات جديدة لاحتواء مرض ينذر بأن يصبح أكثر شيوعا بين قطاعات أخرى من سكانها وعددهم 70 مليون نسمة. وقال في مقابلة أُجريت الثلاثاء "كل مؤشرات انتشار الفيروس سريعا متوفرة هناك بشكل أساسي. وقال كريستيان سالازار ممثل صندوق الاممالمتحدة لحماية الطفولة " اليونيسف" في ايران ان هناك حاجة لزيادة الوعي العام بين الناس رغم حساسية المسألة في بلد يحظر ممارسة الجنس خارج إطار الزواج. وأوضح ان ثلثي حالات الاصابة تحدث في أوساط مدمنين يستخدمون محاقن ملوثة مشيرا الى تزايد كمية المخدرات التي تأتي لايران من أفغانستان المنتج الاول للافيون في العالم وهو الاساس في صناعة الهيروين. لكن سالازار أشار مع ذلك الى ان ايران تقوم بجهد محمود للحد من مشكلة انتشار الفيروس المسبب للايدز ملمحا لسياسات "متقدمة" في محاربة الفيروس بين السجناء وغيرهم بما في ذلك تشجيع المدمنين على العلاج.