اشارات الساعة وقتها كانت تقف علي مؤشر التاسعة والربع صباحا ونحن نجلس في بص المواصلات المتجه الي قلب السوق العربي بوسط الخرطوم والسائق بين الحين والآخري يتفقد مقاعده الفارغة وفي قمة ذلك الصمت وملل الانتظار جاءت لتكون ضمن ركاب البص ولكن كان لوجودها بيننا اطلالة خاصة تابعتها اعين الركاب الي حين مستقرها علي احد المقاعد الخلفية، وفي جملة الخطوات التي خطتها داخل البص كانت اعين الناس ترقبها وهناك من اكتفي بالنظر وبعضهم بادل البعض بالنظرات علي ذات الصمت الاول، الا ان الصمت فن لا يتقنه الكثيرون فقد جاء صوتها من المقاعد الامامية واضحا يشير الي مكامن نفسها تجاه ما كانت ترتديه تلك الفتاة، فقالت تلك المرأة التي علي ما يبدو من تقاطيع وجهها انها قد تجاوزت العقد الخامس بقليل ، هسي دي بهدلة شنو ؟ البنية دي ما لقت ليها شيتا تلبسو غير العواليق دا ؟..... وبعدها انطلق الصامتون من الركاب في سيل تعليقات واحاديث ....احسب انها قتلت علينا ملل الانتظار . بنطلون باب الحارة كما يسمي من آخر تقليعات ازياء الفتيات، وآخر موضات البناطلين التي دخلت الاسواق، وهو بنطلون يتسع في المنطقة العليا الي درجة قد يحسبه الآخرون اسكيرت الا انه في نهاية الساق وقرب منطقة القدم يضيق حد الالتصاق حيث ينتهي بشريط واسع من « الاستك المطاط »، ويميزه في منطقة الخصر حزام عريض، وتفضل الفتيات ارتداءه مع تي شيرت قصير حتي يبدي جمال الحزام . ويقول صاحب احد البوتيكات بالسوق العربي ان بنطلون باب الحارة وجد شهرته من المسلسل السوري، باب الحارة، وكان البنطلون بذات تفاصيله جزءا اساسيا من ازياء المسلسل، وقال انه يتم استيراده من سوريا ودبي ولكن اسم البنطلون وعلي غير العادة لم يكن للتجار دور في تسويقه بل دخل السوق باسمه الذي كتب في ديباجته ووجد حظا طيبا من القبول ربما لانه يعتبر من اكثر البناطلين حشمة او احتمال ذلك لانه مصنوع من القماش القطني الذي يتناسب مع اجواء البلاد . ورغم ظهور هذا البنطلون في السوق واستحسان الكثيرين له باعتباره مختلفا نوعا ما عن انواع البناطلين التي تبدي الخلاعة الا ان هناك من يستنكره وبحدة، فقد اختصرت الطالبة الجامعية غادة رأيها بالقول ان هذا البنطلون اقرب الي ازياء الشباب من الفتيات، بينما تروي لنا شادية حسنين عن قصتها مع اول مرة تري فيها بنت ترتدي بنطلون باب الحارة وتقول : كان ذلك قبيل المغرب بقليل وفي احد شوارع العاصمة، فبادئ الامر لم افهم ما كانت ترتديه وكنت انظر اليها بتركيز عالي وهي تسير امامي وعندما تبينت انه بنطلون غمرتني موجة من الضحك الهستيري، ولا اعتقد انه مناسب لفتياتنا ولكن انفتاح الفضاء جعل أي شي متقبلا للجميع، وتري عبلة السر انها تتفقد دائما آخر صيحات الموضة في السوق وتسعي الي امتلاك الجميل منها وما يناسبها وانها وجدت في بنطلون باب الحارة ما كانت تفضله من انواع البناطلين الفضفاضة بالاضافة الي جمال الوانه وانها اشترت منه الوانا مختلفة . وفي حديثي مع الشاب حسين الخير قال كلمة لم يضف عليها حرفا واكتفي بقولة : دي بشتنة بنات بس ،وتقول حاجة خديجة بت حمد في حديثها : عاد يا بتي اقول ليكي شنو ؟ البنيات ديل راح عليهن اللبس وبقن ما عارفات يلبسن شنو هسي الشي دا ما سروال عديييييييل يعلم الله لمن جات بت ولدي لابساهو قايلاهو حق اخوها الكبير وشاكلت امها كيفن تخلي بتها تطلع الشارع بي هدوم اخوها ما هي ما صغيرة، بعد داك اتحرجت لمن عرفت انو حق بنات واشتراهو ليها ابوها . الا كل زمن وليهو عجايبو ! الصحافة