كان صباحاً عادياً، ولكن حدث ما لم نكن نتوقعه أنا وزميلي أسعد حسن عندما قصدنا الشارع العام لاستغلال سيارة أجرة متجهين إلى مقر إحدى الصحف السعودية، وبمجرد أن وطأت أقدامنا السيارة سمعنا صوت ليس بغريب علينا، بل مألوف جداً، وهو صوت الفنانة نانسي عجاج.. دُهشت في بادئ الأمر ولكن السائق قال لي مهلك لا تعجب، فأنا أستمع لهذه الفنانة بجنون وأعشق سماع (شقي ومجنون)، فهي للفنان الكبير صديق الكحلاوي وشاعرها إسحق الحلنقي. ويقول محمد البلوشي: “استمعت لنانسي للمرة الأولى في أديس أبابا عندما كنت في رحلة ترفيهية، وأسرتني بحنجرتها، وصرت أسمع لها باستمرار، بعد ان استمعت ل(شقي ومجنون) قال لي أحد السودانيين أن صاحبها هو الفنان صديق الكحلاوي، فبحثت عنها بصوته ووجدتها ، ووجدته يغنيها بصورة غاية في الروعة، بتوزيع هادئ وصوت رخيم". لم يقف البلوشي سعودي أباً عن جد عند هذا الحد من الدهشة، بل رفع سقفها لدينا، وهو يقول: “نانسي تغني مسامحك يا حبيبي، بتاعت الفنان الكبير عثمان حسين، وكلمات بازرعة، والله كلماتها عجيبة.. وأنا أسمع صلاح بن البادية أيضاً، وأسمعوا هذه الأغنية سال من شعرها الذهب ويضيف: هذه من كلمات أبو آمنة حامد.. الفن السوداني جميل، بس الكل ما يعرفونه". واتحفنا اكثر بأنه يعرف الكثير عن الفن السوداني؛ وبدأ يحكي عن كلمات أغاني وشعرائها بطريقة العارف ببواطن الأمور، مؤكداً أنه يعرف مستثمرين سودانيين أيضاً من بينهم الكاردينال الذي لديه منتجعات في بحر دار الأثيوبية.. تركناه وكلنا دهشة خاصة وأنه لم يزر السودان من قبل ولكنه يعرف عنه الكثير بفضل الفن الجميل. علاء الدين عبدالرحيم.. صحفي سوداني (مقيم بالمملكة). بصحيفة الوئام