أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحدث عن الوضع السياسي وعلماء الانكفاء وصرفهم لبطاقات التكفير .. خطبة السيد الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم الأمة في عيد الأضحى
نشر في الراكوبة يوم 16 - 11 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر ولله الحمد
خطبة عيد الأضحى المبارك
الثلاثاء 10 ذوالحجة 1431ه الموافق 16 نوفمبر 2010م
الخطبة الأولى
اللهُ أكبر.. اللهُ أكبر.. اللهُ أكبر
الحمْدُ للهِ الوالِي الكريمِ والصلاةُ على حبيبِنا محمدٍ وآلهِ وصحبهِ مع التسليمِ، أما بعد
أحْبَابِي فِي اللهِ وإخوانِي فِي الوَطَنِ العزيزِ
أمْس وقفَ الحجّاجُ في عرفاتٍ مؤدينَ رُكناً منْ أركانْ الحجٌّ. الحجٌّ رحلةٌ عباديةٌ لبيتِ اللهِ الحرامِ في مَكةَ. هدفهُ جمعُ العقولِ والقلوبِ على عقيدةِ التوحيدِ وحشدِ الموحدينَ في بيتِ اللهِ. إنّهُ بيتٌ رمزيٌ كما إنَّ شعائرَ الحجِّ ترمزُ للمساواةِ بين المسلمينَ. وترمزُ لإحياءِ قصةِ إبراهيمَ وزوجهِ هاجر وابنِه إسماعيل، عليهم السلامُ. قصةٌ محملةٌ بالمعانِي والعبرِ. ومنذُ فجرِ الإسلامِ صارَ يومُنا هذا يومَ عيدٍ لأهلِ القبلةِ وسُنّت فيهِ الأضحيةُ قرباناً: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ). لذلكَ ينبغِي خلوُّ الأضاحِي من كافةِ العيوبِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) ويُستحسن أن تُذبح الأضاحِي يومَ العيدِ بعدَ الصلاةِ ويجوزُ ذبحُها في باقي أيام التشريق. وأنْ يأكل صاحبها ثلثها، ويهدي للأصحاب والجيران ثلثها، ويتصدق للفقراء بثلثها، ولا يتاجر في جلدها بل يتصدق به لأعمالٍ خيريةٍ.
وفي يومِ العيدِ يتنادَى المُسلمونَ لصلاةٍ جامعةٍ ومحضورةٍ وصاخبةٍ بالتهليلِ والتكبيرِ. مظاهرةٌ إيمانيةٌ تظهرُ عزةَ الإسلامِ وعزيمةَ المسلمين.
والعيدُ مناسبةٌ لتجديد العلاقاتِ الاجتماعيةِ بالتزاورِ، والتعافي، وتبادلِ الهدايا وإدخالِ السرورِ على الأطفالِ في بهجةٍ تعمٌّ الرجالَ والنساءَ وكلِّ الأجيالِ.
أحْبَابِي فِي اللهِ وإخوانِي فِي الوَطَنِ العزيزِ
إن الإسلام منذ فجره يشد إليه العقول والقلوب لأنه حقق السبع المنجيات وهي:
أولا: التوحيد الخالص لرب العالمين الموجب لعلاقة مباشرة بينه وبين الناس.
ثانيا: القرآن الكتاب المحفوظ نصه كما نزل به الروح الأمين.
ثالثا: سيرة النبي محمد (ص) التي بوقائعها المشرقة مزهرة مثمرة.
رابعا: إنه يهذب الفرد أخلاقيا ويحث على العدالة الاجتماعية.
خامسا: إنه يفتح أوسع أبواب الوصال الروحي: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ) وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
سادسا: يحرر العقل للخوض في كل مدركاته: ديننا هو دين:
* (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ).
* (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
. (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
* (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
سابعا: وديننا دين الاعتراف بكرامة الإنسان وقدسية حقوقه المتفرعة من خمسة أصول: الكرامة، الحرية، العدالة، المساواة، والسلام.
لذلك واصل الإسلام الفتح استمالة للعقول والقلوب والأنفس دون دعم من سلطان بشري. إنه فاتح رغم ضعف وتقصير المسلمين. بل إنه فاتح رغم معوقات ينصبها بعض المسلمين. معوقون شدتهم بعض الأفكار الوافدة التي تظن أن الدين مقيد لقدرات الإنسان فهم يدعون لتحرير الإنسان منه ويرون أن الإنسان ينبغي أن يكتفي بقدراته البشرية بلا أية حاجة لمصادر غيبية. هؤلاء هم المعطلون المفرِّطون. ومعوقون توهموا تناقضا بين حقائق النقل وحقائق العقل. هؤلاء جمدوا الدين في اجتهادات بشرية صاغوها من نصوص نزعوها من مواضعها وجردوها من مقاصدها وجعلوها أساسا لكهانة تدعو لديانة تنزع النصوص من مقاصدها وتنكر وظائف الإنسان الروحانية والعقلية. وهم بالتالي يقيمون حاجزا بين الدين كما يصورونه والحياة؛ حاجزا بين الدين والتجديد. التجديد عندهم انكفاء للوراء لا استشراف للمستقبل. والتفكير عندهم كالتكفير من حبائل إبليس. وهم أسرع من عطشان لرشفة ماء في تكفير من يخالف اجتهادهم المنكفئ: إنهم يكفرون:
* من لا يعتبر نقاب المرأة عبادة مع أن أكثرية نساء أهل القبلة محتشمات غير منقبات. إذا كان وجه المرأة عورة فكيف يجوز كشفه في الحج والعمرة؟ وإذا كن النساء منقبات فما معنى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) إذا كان الوجه أصلا غير مرئي؟ وإذا أمرت الآية المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن فهل يعني أن ينقب الرجال أيضا؟ وفي المجتمعات الحضرية الحالية صار النقاب وسيلة تتستر به من تريد أن تفعل شيئا إجراميا وقد كثرت هذه الحوادث وعلينا سد الذرائع ودرء المفاسد. المرأة المسلمة مأمورة بالاحتشام وهذا لا يشمل تغطية الوجه والكفين وكذلك الرجل مأمور بالاحتشام.
* من قال بتقرير المصير للجنوب باعتباره أرضا فتحها المسلمون لا يجوز التخلي عنها. مع أن الجنوب دخل وحدة مع الشمال اختياريا لا بموجب الفتح. وجاء مطلب تقرير المصير نفورا من هذه المفاهيم الجاهلة المستعلية وجاء لوقف حرب أهلية مدمرة ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
* ويكفرون من قال بأهمية التربية الجنسية في المدارس في وقت عمت فيه المفاسد الأخلاقية والأمراض الجنسية. هذا مع أن جسم الإنسان نفسه بتكوينه هو أول درس جنسي. ومعنى الزواج، والطلاق، والرضاعة، والزنا وهي عبارات يطلع عليها الأطفال في القرآن هي كذلك دروس جنسية. وأبناؤنا وبناتنا عرضة لفضاءات إعلامية مفتوحة ويعيشون في مجتمعات مفتوحة ويحتاجون لدليل يعرفون به معاني ما يسمعون وما يشاهدون. وإلا صاروا عرضة لتثقيف جنسي إباحي. أطفالنا يسألون أمهم وأباهم كيف ولدنا؟ وما هذا الذي في بطن أمنا؟ وعن معاني ألفاظ يجدونها في القرآن؟ وعن عبارات يرونها في اللافتات تحذر من الايدز فما هو الايدز؟ وعن مجهولِي الأبوين، فمن هم مجهولي الأبوين؟ الواجب الديني، والإنساني يا معشر أعداء التعليم والتدبر والتنوير هو أن نحصن أطفالنا بالمعرفة وأن نربط لهم الثقافة الجنسية بمكارم الأخلاق ولكن:
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
علماء الانكفاء هم مصادر الإفراط وهم إذ يصرفون بطاقات التكفير على أهل القبلة ويربطون في فهمم بين الولاء والبراء واستباحة دماء من يكفرونهم إنما يصبحون الجناح الفكري والسياسي للإرهابيين.
رفع الإنقاذيون شعار الإسلام غير مقترن ببرامج مدروسة وأبرموا اتفاقيات سلام تناقضت مع الشعار ففتحوا بذلك الباب للتكفيريين لبث دعواتهم المنكفئة والعمل على تصحيح المسار الإسلامي باختطاف منابر الدعوة الإسلامية واحتلال فضائيات دينية لبث النهج التكفيري هذا واستقطاب الشباب المتحمس للدين دون إحاطة بما يمثل ذلك من خطر على الدعوة الإسلامية. أنشطة تغرس بالتكفير الفتنة بين المسلمين. وتحرض الآخرين ضد بلادنا.
وولاة الأمر في السودان حتى الآن إما يشجعون التكفيريين استعانة بهم على أعدائهم أو يسكتون على فتاواهم التكفيرية، وربما رضي أهل السلطان عن التكفيريين لأنهم يشغلون الناس بقضايا انصرافية عن الاهتمام بالقهر والظلم وأكل أموال الناس بالباطل وهي جديرة باهتمام المؤمن الحقيقي؛ فالجوع أخو الكفر، والظلم صنو الإلحاد. وهذه كلها مواقف خاطئة من التكفيريين الواجب أن يُواجهوا بالحجة الإسلامية الدامغة واحتواء أعمالهم الجنائية من قذف في الدين واغتيالات. الاغتيالات التي وقعت في بلادنا بسبب الفهم الخاطئ لواجبات الدين هي نفسها التي أباحت لبعض الناس اغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة: عمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم.
قال الإمام ابن القيم: إن الشيطان يضل الناس بالإفراط كما يضلهم بالتفريط. والنهج الإسلامي الصحيح هو الذي يدرك الواجب ويلم بالواقع. ويزاوج بينهما. ما لم نفعل ذلك نقع في أحابيل الشيطان. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لقد وضعت هيئة شئون الأنصار إستراتيجية لفتوحات الدين تقوم على مواجهة المعطلين للدين، والتكفيريين: رائدا التفريط والإفراط. حَملةً سوف تعٌمْ كافة المنابر الفكرية والإعلامية والشعبية داخل السودان وعلى نطاق الأمة الإسلامية كلها إن شاء الله.
قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وقال نبي الرحمة (ص): " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهُ". وقال: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا". وقال (ص): "سَيِّدُ الاسْتغْفارِ أنْ يقُولَ العَبْد: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي لا إِلهَإِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مااسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عليَّوأبُوءُ بِذَنْبي، فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ".
الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
الحمدُ لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمدٍ وآله وصحبه مع التسليم، وبعد-
أحْبَابِي فِي اللهِ وأخوانِي فِي الوَطَنِ العزيزِ
الطغيان يقفل باب المشاركة وبذلك يصنع الحرب.
إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك مني من خلق
الحرب الأهلية في السودان تنطلق من وجود تباين ديني وإثني وثقافي في البلاد غذاه الاستعمار عن طريق سياسة المناطق المقفولة ما خلق استقطابا في البلاد.
هذا الاستقطاب خلق مرارة في النفوس ما يفسر حوادث أغسطس 1955م التي تمردت فيها كتيبة جنوبية وانطلقت هاجمة على الشماليين الذين في الجنوب قتلا لهم على الهوية. ولكن تلك الأحداث التي وثق لها تقرير القاضي توفيق قطران- وقد كانت سلسلة اغتيالات- ليست حربا أهلية، وقد حوكم الجناة وانتهت الحادثة تماما. وقد طفت وأنا طالب مع وفد حزب الأمة الجنوب مدينة مدينة بعدها وكان آمنا. كذلك انخرطت الأحزاب السياسية الجنوبية كلها في العملية السياسية وكان الجنوبيون ممثلين في رئاسة الدولة، وفي مجلس الوزراء، وفي البرلمان، واجمعوا مع النواب الآخرين على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م وكان المطلب الوحيد الخاص بهم هو أن تكون علاقة الجنوب بالشمال في الدستور الدائم المزمع علاقة فدرالية.
روى السيد ستنسلاوس عبد الله في مذكراته إن قيادات الحكومة القومية كلهم ذهبوا بعد الاستقلال لمقابلة الإمام عبد الرحمن المهدي مع نخبة من زعماء الجنوب فسأله الإمام: ما الذي يريده الجنوب؟ فقال ستنسلاوس: "الجنوب لا يريد أكثر من أن يحكم نفسه بنفسه في ظل سودان موحد".
وفي 17 نوفمبر 1958م أي بعد ثلاثة أعوام من هدوء تام في الجنوب وقع الانقلاب العسكري الأول بما صحبته من ملابسات. الحكم العسكري لم يأبه بإجراءات اتخذها أشعلت الحرب الأهلية الأولى هي:
1. حل الأحزاب وحل البرلمان غيب الرأي الجنوبي الذي لم يمثل في مؤسسات الحكم الأخرى، وأدى لتشريد القيادات السياسية الجنوبية مع عدم وجود مصادر دخل بديل. هذه المظالم حولت الكادر السياسي الجنوبي لجماعة احتجاج ومقاومة، لاجئين إلى المنافي بتسهيلات من معارفهم ومن الكنائس أذكر منهم: السادة: ساترنينو لاهور- فريدناند أدينانق- بنكر أسيواو شانق- جيمس دول- أكوت أتيم- الكسس مابالي يانجو- فيليب باداك ليث- أقرى جادين- ناتانيال أوديت. وغيرهم وكلهم نواب سابقون في البرلمان المطرود. هؤلاء تجمعوا أولا في مدينة ليوبولد فيل في الكنغو. ثم انتقلوا إلى مدينة كمبالا في يوغندا وكونوا حزب سانو مع جماعات أخرى من الجنوبيين الذين ضاقوا ذرعا بالسياسات الإقصائية أمثال السيد وليم دينق.
2. إجراءات تعريب وأسلمة إدارية أكثرها رمزا للبرنامج تغيير يوم العطلة في الجنوب من الأحد للجمعة. والأحد عند المسيحيين شعيرة دينية في حد ذاته مما أثار حفيظة ومعارضة الإرساليات المسيحية التي صارت متوغلة في النسيج الاجتماعي الجنوبي كما في كل أفريقيا جنوب الصحراء منذ تطبيق سياسة المناطق المقفولة في عام 1922م.
3. الجنود الذين اشتركوا في تمرد عام 1955م سرحوا من الخدمة وبعضهم حوكم وسجن. وفي عام 1963م قرر الفريق إبراهيم عبود إصدار عفو عام عن المحبوسين منهم فأطلق سراحهم دون أية خطة لاستيعابهم في أعمال مدنية. هؤلاء استقطبهم الساسة وكونوا حركة أنيانيا (سم الأفعى) وحصلوا على السلاح من مصادر كنسية وإسرائيلية. هكذا اشتعلت الحرب الأهلية الأولى.
وفي أكتوبر 1964م انطلقت انتفاضة أطاحت بالنظام الاستبدادي الأول. وأعقب ذلك فترة انتقالية انتهت بانتخاب حكومة الديمقراطية الثانية. الحكومة الانتقالية والحكومة الديمقراطية التي أعقبتها نظمتا مؤتمر المائدة المستديرة، ولجنة الاثنى عشر، ومؤتمر الأحزاب ما أدى لمشروع سلام يقيم في الجنوب حكما ذاتيا إقليميا ولكن قبل تنفيذ ذلك وقع الانقلاب الثاني الذي أقام النظام الشمولي الأول في 25 مايو 1969م. هذا النظام اقتبس شعارات شيوعية وانتمى للمعسكر الشرقي في الحرب الباردة. ولكن تفجرت فيه خلافات داخلية وبعد محاولة انقلاب يوليو 1971م بطش بالحزب الشيوعي واتجه إلى التعاون مع المعسكر الغربي الذي كافأه بالتوسط عبر مجلس الكنائس الأفريقي والحكومة الأثيوبية أي الإمبراطور هيلاسلاسي مع قيادة حركة أنيانيا ما أدى لإبرام اتفاقية أديس أبابا في 1972م.
الاتفاقية تأسست على تحضيرات الديمقراطية الثانية التي أطاح بها الانقلاب.
سلام اتفاقية أديس أبابا استمر حوالي عشرة أعوام وفي مايو 1983م اندلعت الحرب الأهلية الثانية بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان.
إدارة القيادة السياسية الجنوبية للحكم الذاتي الإقليمي تعثرت ووقعت خلافات بين قادتها واتهمت بالخضوع لهيمنة قبيلة الدينكا.
هنالك إجراءات اتخذها نظام الشمولية الأولى بقيادة جعفر نميري أدت لاندلاع الحرب الأهلية الثانية بصورة أضخم وأخطر من الحرب الأولى هي:
1. خرق اتفاقية السلام بالتدخل في صلاحيات المجلس التنفيذي العالي وبتقسيم الجنوب إلى ثلاث ولايات دون إتباع الآلية الدستورية المنصوص عليها.
2. اضطراب برنامج إدماج قوات أنيانيا في القوات المسلحة السودانية وحدوث توتر في تصرفات بعض العسكريين الجنوبيين ما أدى لتمرد في الكتيبة (105).
3. نظام الشمولية الأولى واصل الانتماء للمعسكر الغربي وأبرم مع مصر اتفاقية دفاع مشترك تحت مظلة المعسكر الغربي. وكانت أثيوبيا بعد انقلابها تحت قيادة ماركسية وكذلك اليمن الجنوبية وكانت ليبيا متحالفة مع المعسكر الشرقي. لذلك كونت هذه الدول حلف عدن في أوائل الثمانينات من القرن الماضي. هذا الحلف تلقف القيادات الجنوبية العسكرية التي لجأت للخارج بعد ما وقع من اختلافات. كون هؤلاء بقيادة د. جون قرنق الحركة الشعبية لتحرير السودان ووجدوا رعاية تامة من حلف عدن: تدريبا، وتسليحا، وتمويلا، وأرض معسكرات.
4. وفي سبتمبر 1983م أعلن النظام ما سماه ثورة تشريعية لتطبيق الشريعة الإسلامية في كل البلاد ما أعطى المقاومة الجنوبية بعدا جديدا وزاد من قاعدة تأييدها.
وبعد الإطاحة بنظام الشمولية الأولى في أبريل 1985م اجتهدت الحكومة الانتقالية المكونة بإجماع القوى السياسية والنقابية لإنهاء الحرب. ولكن الحركة الشعبية كانت متحالفة مع نظام منقستو في أثيوبيا الذي حال دون تجاوبها بالقدر الكافي مع مبادرات الحكومة الانتقالية ومبادرات حكومة الديمقراطية الثالثة وذلك على حد تعبير وزير خارجية أثيوبيا لي: "قرنق هبة السماء لنا وإن لم يوجد لكان علينا اختراعه ونحن لن نسمح بسلام في السودان ما لم يقايض السودان معنا تحقيق سلام في أثيوبيا وإنهاء الحرب مع الإريتريين. المطلوب مقايضة سلام جنوبكم بسلام شمالنا".
لذلك تقلب مشروع السلام إلى أن وصل مرساه في عام 1989م واتفق على عقد مؤتمر قومي دستوري في 18 سبتمبر 1989م لإبرام اتفاقية سلام ولم يكن حينها دور لجهات أجنبية ولم يكن تقرير المصير مطروحا حينها. ولكن انقلاب يونيو في ذلك العام قوض عملية السلام. وباسم الجهاد زادت كثافة الحرب الأهلية وزادت التدخلات الخارجية فيها. وانتهى الأمر إلى إبرام اتفاقية سلام نيفاشا يناير 2005م. ولكن قبل إبرام اتفاقية السلام اشتعلت حرب أهلية جديدة في 2002م في دارفور.
تفاصيل قضايا السلام والحرب نشرتها في كتاب صدر هذا الشهر بعنوان: ميزان المصير الوطني في السودان. ولكن ما يهمني الآن هو أننا بموجب اتفاقية السلام نتجه لإجراء استفتاء الجنوب حول استمرار الوحدة مع الشمال أو الانفصال.
أحْبَابِي فِي اللهِ وأخوانِي فِي الوَطَنِ العزيزِ
أمام هذه العتبة الهامة في مصيرنا توجد الآن خمسة مواقف:
‌أ. موقف المؤتمر الوطني الذي يقود تعبئة من أجل الوحدة كما نصت عليها الاتفاقية وهي وحدة على أساس استمرار النظم والتدابير المعهودة في الفترة الانتقالية.
‌ب.موقف قيادة الحركة الشعبية الذي يدعو للانفصال دون بيان ما هية هذا الانفصال. اتفاقية السلام تنص على جعل الوحدة جاذبة وتنص على الانفصال. الفترة الانتقالية لم تجعل الوحدة جاذبة. والاتفاقية لم تفصل ماهية خيار الانفصال.
‌ج. موقف الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة التي لم تهتم بشروط ما يجعل الوحدة جاذبة. ولا بمحتوى الانفصال. ولا باحتمالات اندلاع حروب داخل الجنوب وداخل الشمال وفيما يبين الشمال والجنوب ما لم تتخذ تدابير معينة تصون السلام. بل يتمسكون بمواقف شكلية هي:
. ضرورة إجراء الاستفتاء في موعده.
. ضرورة قبول كافة الأطراف لنتائجه.
. رفع العصا للمؤتمر الوطني إذا عرقل ذلك ووعد بالتخفيف عليه إذا امتثل.
‌د. وعد القيادة الجنوبية بدعمها في حالة الانفصال.
‌ه. موقف الباحثين والدارسين الغربيين الذين بلسان ماريك شوماروس وتيم ألن في كتابهما. والكاتب كيفن براينو في نيوز ويك، وجون برندرقاست في كفاية، وتوماس تالي في مجلة الحروب الصغيرة، وغيرهم، يقولون:
. هنالك عوامل داخل الجنوب ما لم تعالج سوف تؤجج الحرب بعد الاستفتاء.
. مشكلة دارفور ستتعقد بعد الاستفتاء اقتداء بسابقة الانفصال واشتعالا لحروب الوكالة وزيادة للتدويل ما يوجب حسمها.
. هنالك عوامل بين الشمال والجنوب تنذر بالحرب الواسعة المدمرة وفي عبارة توماس تالي الموجهة للرئيس الأمريكي أوباما: دراستي أثبتت أن سياستكم المعنية بالشكليات دون اعتبار ما ذكرنا من قضايا سوف تؤدي للحرب والدمار فابحثوا عن بدائل مجدية قبل فوات الأوان.
ه. الموقف الخامس هو موقفنا. وخلاصته أن بلادنا تترنح نحو كارثة حربية لا تبقي ولا تذر وأن تجنبها ممكن بل واجب ديني، ووطني، وإنساني.
هنالك سبع قضايا تشكل أجندة وطنية لازمة هي:
‌أ. ضرورة أن يكون الاستفتاء حرا ونزيها يقبل نتائجه الكافة. وفي هذا الصدد ضرورة الاتعاظ بدرس الانتخابات. لقد نشر حزبنا كتابا ضخما في بداية هذا الشهر يكشف بالتفصيل والتوثيق ما حدث في الانتخابات لنتخذ من ذلك درسا يمكننا من تجنب التجربة في الاستفتاء.
‌ب.ضرورة تحديد ما يجعل الوحدة مقنعة للناخب الجنوبي ويؤكد أننا لا نريد أن تكون وحدة المستقبل امتدادا للوحدة كما في الفترة الانتقالية. مثلا أن يكون بترول الجنوب للجنوب. وأن تكون الدولة مدنية ديمقراطية. وأن تكفل حرية الأديان والثقافات وهلم جرا.
‌ج. تحديد معالم الانفصال بما يطمئن الجنوبيين في الشمال، والشماليين في الجنوب وما يحقق التعاون في المسائل المشتركة كالمياه، والبترول؛ وما يحمي حقوق القبائل الرعوية، وما يمنع الاقتتال بالوكالة، وما يحقق تعاونا في مجالات التنمية، والأمن، والعلاقات الدولية. الانفصال المبهم مشروع فوضى.
‌د. الاتفاق على إعلان مبادئ بشأن دارفور والتركيز على حل يستجيب لمطالب أهل دارفور المشروعة لإبرام اتفاق شامل.
‌ه. هنالك 12 بؤرة قابلة للالتهاب بين الشمال والجنوب: أبيي- هجليج- الجبلين- المقينص- بحر العرب- كفياكنجي (حفرة النحاس)- كاكا التجارية- ولاية الوحدة- المشورة في جنوب كردفان- المشورة في جنوب النيل الأزرق- حقوق الجنوبيين في الشمال- حقوق الشماليين في الجنوب. هذه المسائل لا يمكن حلها قبل الاستفتاء لذلك ينبغي الاتفاق على آلية عادلة مؤهلة للتداول بشأن حلها.
‌و. كفالة الحريات ما يوفر مناخا مناسبا لاستفتاء حر ونزيه.
‌ز. التصدي لقضية المعيشة التي تتطلب إصلاحات اقتصادية لاحتواء ما سوف ينجم عنها من مواجهات.
ينبغي أن تكون هذه الأجندة الوطنية أجندة اجتماع قمة سياسية تدرسها وتقرر بشأنها.
هذا هو نهج الشورى وجوهر النصيحة: نصف رأيك عند أخيك. وطوق النجاة ومحط الحكمة البشرية:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
إنه نفحة الوعد الإلهي: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
لقد وضعنا إستراتيجية بديلة وبموجبها سوف نخاطب أهلنا الجنوبيين في كل مكان بعبارات واضحة أن أقبلوا على الوحدة على أسس جديدة -مبرأة من عيوب اتفاقية نيفاشا- عادلة ومقنعة. إنه خطاب نعمل على أن توقع عليه كل القوى المحبة للوحدة. ونخاطبهم أيضا بخطة بديلة في حالة رجحت كفة الانفصال بأسس واضحة لتوأمة واصلة بين بلدينا. كذلك حددنا إعلان مبادئ لدارفور يستجيب لكافة المطالب المشروعة وسوف نعمل على توقيع كافة قوى دارفور المسلحة، والسياسية، والمدنية، والقبلية، والنسوية، والمهجرية عليه. وسوف نخوض تعبئة واسعة النطاق داخل السودان، وفي دول الجوار، ودوليا لدعم هذه الأجندة الوطنية إن شاء الله.
إنني في هذا اليوم المبارك أناشد الحكومة والحركات المسلحة أن يستجيبوا لنداء العقل ويحقنوا الدماء ويلتزموا جانب الحق لسلام دارفور. وأخاطب أهلنا في مناطق التمازج وقد عاشوا مئات السنين في وئام مع إخوانهم في الطرف الآخر –شمالا أو جنوبا- ألا ينجروا لنداءات الحرب والتنافر وأن يسعوا لعقد سلام أهلي فيما بينهم. كما أوجه نداء لكافة أجهزة الإعلام أن تتجنب العبارات الاستفزازية وبث الكراهية فكل عبارة نابية عبارة عن طلقة دامية.
ربنا أفتح بيننا بين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. اللهم اجعل لنا في عيدنا هذا فتحا وطنيا مبينا. اللهم ارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا. وأهدنا وأهد أبناءنا وبناتنا. وبارك لنا في عيدنا وأعده علينا وعلى أمتنا باليمن والبركات. (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.