أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حريات تنشر كلمة المهدي في منتدى السياسة والصحافة
نشر في حريات يوم 05 - 05 - 2011

دعا الامام الصادق المهدي العقيد القذافي للتنحي عن السلطة .
وخاطبه في منتدى السياسة والصحافة أمس الاربعاء 4 مايو ، قائلاً ( .. أدت سياساتك إلى موقف أفقدكم الدول العربية التي تحكمها سلطات انتقالية أو التي لم يدركها التحول بعد، كما أفقدكم الأسرة الدولية، وأفقدكم تأييد قطاعات مهمة من الشعب الليبي ولن يؤدي استمراركم في النظام الذي أقمتموه – ونصحنا كثيرا بعدم جدواه في منابركم السياسية والفكرية- إلا إلى أربع نتائج مدمرة هي: سفك دماء الليبيين، وتدمير البنية التحتية في ليبيا، وتقسيمها، وإخضاعها للهيمنة الدولية. أدعوك بشدة إلى التخلي التام وإسناد الأمر لزميليك أبو بكر يونس ومصطفى الخروبي لكي يبحثا مع الأطراف المعنية ..)
( نص كلمة المهدي في المنتدى أدناه) :
منتدى السياسة والصحافة (81)
جنوب كردفان وأخواتها وتداعياتها
4 مايو 2011م
أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
أشكركم على تلبية هذه الدعوة لمدارسة موضوع الجنوب الجديد عامة ومسألة جنوب كردفان وأخواتها وتداعياتها خاصة، ولا يفوتني أن أذكر يوم أمس اليوم العالمي لحرية الصحافة نذكر ذلك من باب التمني فحال الصحافة عندنا الآن لا يمكن إطلاق وصف الحرية عليها.
وقبل تقديم رؤيتي في هذا الموضوع هنالك موضوعات ساخنة لا يمكن تجاوزها.
أبدأ بالترحيب بإطلاق سراح د. حسن الترابي ونطالب بوضع حد لهذه الاعتقالات العبثية فحقوق الإنسان مقدسة لا ينبغي إهدارها ونطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإلغاء القوانين التي تسمح باعتقالات بلا مساءلة قضائية.
المسألة الليبية: وبالنسبة لقتل نجل العقيد معمر القذافي وبعض أفراد أسرته له منا التعازي كما أعزي في القتلى من الطرفين رحمهم الله ومرة أخرى أقول للأخ العقيد يا أخي الحركة الثورية الديمقراطية العربية موجة تاريخية تأخرت وآن أوانها فلا مجال لصدها في ليبيا ولا في سوريا ولا في اليمن ولا في السودان والعاقل من يدرك ذلك ويتخذ إجراءات استباقية وقد أدت سياساتك إلى موقف أفقدكم الدول العربية التي تحكمها سلطات انتقالية أو التي لم يدركها التحول بعد، كما أفقدكم الأسرة الدولية، وأفقدكم تأييد قطاعات مهمة من الشعب الليبي ولن يؤدي استمراركم في النظام الذي أقمتموه – ونصحنا كثيرا بعدم جدواه في منابركم السياسية والفكرية- إلا إلى أربع نتائج مدمرة هي: سفك دماء الليبيين، وتدمير البنية التحتية في ليبيا، وتقسيمها، وإخضاعها للهيمنة الدولية. أدعوك بشدة إلى التخلي التام وإسناد الأمر لزميليك أبو بكر يونس ومصطفى الخروبي لكي يبحثا مع الأطراف المعنية تحقيق الآتي:
- وقف إطلاق النار الشامل.
- خريطة طريق للتحول الديمقراطي في ليبيا.
- المحافظة على وحدة البلاد، وعلما بأن كل تأخير في الاستجابة لهذا النداء يعني نفاذ الأجندة المدمرة.
مقتل أسامة بن لادن: وبالنسبة لمقتل بن لادن، هذا الرجل وزملاؤه أبلوا بلاء حسنا في طرد الغزاة السوفيات من أفغانستان، ثم وجهوا تنظيم القاعدة لإسقاط نظم الاستبداد وإجلاء القوات الأجنبية من بلاد المسلمين، هذا الهدف صحيح ولكن أسلوب العنف العشوائي الذي يستهدف مدنيين أبرياء يناقض أحكام القتال في الإسلام.
لقد صار بن لادن رمزا لأنشطة لا مركزية واسعة الانتشار، فهناك ما لا يقل عن عشرة تنظيمات تعمل بهدف واحد وتنظيم لا مركزي ومقتله سوف يزيدها حماسة. الثورات العربية الشعبية اتخذت أسلوبا تعبويا شعبيا لمحاربة الاستبداد ويرجى أن يؤدي ذلك لقيام جهد عربي مكثف لإجلاء القوات الأجنبية من المنطقة، هذان الأمران أي زوال الطغاة وجلاء قوات الغزاة سوف يقضيان على أسباب الإرهاب وإلا فلا. في كل المؤتمرات العالمية التي تطرقت لظاهرة الإرهاب قلنا إن الإجراءات الأمنية وحدها تهتم بالأعراض لا الأسباب. وأن ثمة خمسة أسباب لهذا الغضب الاستبداد والظلم الاجتماعي داخليا. واغتصاب فلسطين والاحتلال الأجنبي والهيمنة الثقافية خارجيا، وسوف تزول الأعراض بزوال الأسباب. قتل بن لادن ستكون له آثار سياسية دعماً لشعبية أوباما في أمريكا والغرب وملابسات ما حدث سوف تدمر استقرار باكستان الهش، أما إلقاء الجثمان في البحر فسوف يثير غضباً بلا حدود ويدل على الجهل بالثقافة الإسلامية لأن القتل شيء والتمثيل بالجثمان شيء آخر.
مسألة جنوب كردفان: جنوب كردفان من الناحية الإثنية والثقافية أنموذج مصغر للسودان بحجمه التليد.
إنه وجنوب النيل الأزرق ومنطقة أبيي يمثلون ثلاثة استثناءات من ما نص عليه بروتوكول ميشاكوس بأن الحدود بين الشمال والجنوب هي ما كانت عليه في 1/1/1956م. ووضعت لهذه المناطق معالجات استثنائية بإجراء استفتاء لسكان أبيي لتحديد مستقبلهم إلى الشمال أو الجنوب؟ وإجراء مشورة شعبية لسكان جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
وفي الحالات الثلاث كان المطلوب إجراؤه حمال أوجه:
فاستفتاء أبيي نص على حق الدينكا نقوك فيه وآخرين وعمدا لم يذكر المسيرية ولم يحدد من هم هؤلاء الآخرون؟
وعن أن اتفاقية السلام وصفت بأنها اتفاقية السلام الشامل فإن مضمون المشورة الشعبية هو أن يسأل سكان المنطقتين أيوافقون على أن الاتفاقية أنصفتهم أم يطالبون بإجراءات أخرى لإنصافهم؟ أي أن المشورة الشعبية هي نوع من الاستفتاء على اتفاقية السلام نفسها.
يضاف إلى هذه الفجوات أن حدود 1/1/1956م مرسومة على الورق وغير معلمة على الأرض وهذه فجوة، والفجوة الثانية هي أن الواقع البشري في الحدود بين الشمال والجنوب تقوم فيه حقائق معيشية مخالفة تماما للمرسوم على الأوراق مما جعل سكان تلك المناطق يمثلون طرفا ثالثا بحيث لا يمكن لاتفاق ثنائي بين طرفي اتفاقية السلام أن يكون حاسما ما لم يأخذ رأي هؤلاء في الحسبان، ولو أن ما بين حزبي الاتفاقية ثقة وافرة لقيل إن كل الفجوات والتناقضات في اتفاقية السلام قابلة للحل الودي فليس بين الأكرمين حساب. ولكن كل الدلائل تشير إلى أن ما بين حزبي الاتفاقية شرخ أيديولوجي بالغ ما بين توجه حضاري هو تسمية أخرى لتوجه إسلامي عربي، وسودان جديد هو تسمية أخرى لتوجه علماني أفريقاني.
الاتفاقية لم تفلح مهما أحيطت بالاحتفالية في تحقيق أي تقارب بين طرفيها بل بنيت على عدم الثقة المتبادلة ما أدى لزيادة حجم تدخل الوسطاء في كل مراحل التفاوض بحيث يمكن أن تعزى الفجوات والتناقضات في الاتفاقية للأطراف الأجنبية التي ركزت على شكلية إبرام الاتفاق لا على جدواه، ودليل أهم على فجوة الثقة الوجود الأجنبي في الأجسام التي أقامتها الاتفاقية في آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وفي مفوضية تقييم الأداء، وفي قرار مجلس الأمن 1590 لإنشاء بعثة الأمم المتحدة بموجب الفصل السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة لوضع الاتفاقية تحت الرقابة الدولية والحراسة الدولية بعشرة ألف جندي.
لذلك قلنا في وقت مبكر إن ما في اتفاقية السلام من تناقضات وفجوات مع مابين طرفي الاتفاقية من جفوة تزيد مع الأيام ما يدفع نحو الاحتراب رغم ما يصرح به قادة حزبي الاتفاقية برفض العودة لمربع الحرب، ولكن إما بخطة شيطانية، أو بالغفلة، أو بعدم الجدية أو غيرها فقد كانت النتيجة مثقلة بالعيوب:
إذا ما الحرج رم على فسادٍ تبين فيه تفريط الطبيب
فإن ما قلناه في مؤتمر كونكوردس في كامبردج في عام 2005م وأمن عليه بعض الخبراء الحاضرين هو أن اتفاقية السلام لن تحقق مقاصدها في جعل الوحدة جاذبة، ولا في تحقيق التحول الديمقراطي، ولا في جعل السلام مستداما لأن ما فيها من فجوات وتناقضات صورة لعبارة:
ألقاه في اليوم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء!
الآن نحن أمام حقائق هي:
الاتفاقية لم تجعل الوحدة جاذبة بل كما قلنا منذ البداية جعلت الانفصال جاذبا.
ولم تحقق التحول الديمقراطي لأن الاتفاقية قررت استمرار كافة قوانين “الإنقاذ” إلى أن تستبدل وأعطت الحزب الحاكم أغلبية مطلقة فاستخدمها لحراسة مكتسباته السلطوية.
واليوم هنالك أكثر من دليل على الانزلاق نحو الاحتراب أهمها:
. التصريحات بأنه بعد انفصال الجنوب فإن الشمال سوف يكون منطقة انسجام ديني وثقافي تام ولا مجال لتعددية دينية وثقافية فيه.
. التوتر الذي صحب الحملات الانتخابية في جنوب كردفان وشعاري: النجمة أو الهجمة، وهارون أو القيامة تقوم.
. العلاقة بين حملة سلاح في الجنوب والحزب الحاكم في الشمال، وحملة سلاح في الشمال والحزب الحاكم في الجنوب.
. حملة التكفيريين والانتباهيين المعبئة في الطريق للاقتتال.
.الموقف الغربي لا سيما الأمريكي الذي يوالي الحزب الحاكم في الجنوب ويعادي الحزب الحاكم في الشمال.
السؤال: ما العمل؟ هل نكرر الثقة غير المبررة في أن اتفاقية السلام هي حقا اتفاقية سلام شامل ويترك الأمر للشريكين والأسرة الدولية الشريك الثالث في المعادلة غير المجدية؟ أم أن لنا نحن الشعب السوداني دورا إنقاذياً بمعنى الكلمة لا بالمعنى المضاد الذي جربناه.
الواجب الوطني، والديني الإسلامي لنا والمسيحي لمسيحيي السودان في الجنوب والشمال، بل الإنساني يلزمنا أن ننادي بالنقاط الآتية ونعمل على تحقيقها بكل الوسائل وهي: بعد انفصال الجنوب لدولة مستقلة سوف ينشأ في دولة الشمال المنقوصة جنوب جديد قوامه:
- وجود إثني جنوبي سكاني في الشمال.
- وجود مناطق في جنوب الشمال متصلة جغرافيا وإثنيا وثقافيا وتاريخيا بالجنوب.
- عناصر انشقاق شمالية تجد قواسم مشتركة مع الجنوب.
- عناصر شمالية يشدها جنوبا النفور من أيديولوجية الحزب الحاكم.
وسوف ينشأ في دولة الجنوب الجديدة شمال جديد قوامه:
- وجود إثني شمالي في مناطق كثيرة في الجنوب.
- وجود عناصر جنوبية يصدها التنافر القبلي في الجنوب فتتجه شمالا.
- وجود قوى سياسية جنوبية تعارض الحزب الحاكم.
- تكوين سكاني جنوبي مسلم ينفر من وزن النفوذ الكنسي والغربي.
فإذا وقع تنافر بين دولتي الشمال والجنوب فسوف يوظف الطرفان الجنوب الجديد والشمال الجديد لاستنساخ نفس المشاكل القديمة بين الشمال والجنوب، وسوف تؤدي المواجهات المتوقعة إلى إنتاج دولتين فاشلتين في أرض السودان، وتكون النتيجة أن اتفاقية أبرمت لتحقيق الوحدة والسلام حققت النقيض أي الانفصال والحرب. ومثلما أدت اتفاقية 1972م إلى حرب أسوأ من تلك التي أنهتها فقد تؤدي اتفاقية 2005م فيما بعد لحرب أسوأ من تلك التي أنهتها.
والخطوات الآتية يمكن أن تجنب الدولتين هذا المصير البائس:
أولا: سد ثغرات المشورة الشعبية في المنطقتين وذلك بتأكيد أن المشورة الشعبية تهدف لتحديد العلاقة بين الولاية والمركز على أساس يكفل اللامركزية والحقوق التنموية والثقافية والممارسة الديمقراطية ويؤكد حماية تلك الحقوق ويعمل على التوافق والتكافل بين المكونات السكانية. ولاحتواء المواجهة المتوقعة بسبب انتخابات جنوب كردفان اقترحنا إجراءات وقائية للحزبين الحاكمين ولم يعيراها اهتماماً. واستمر العزف الناري لذلك دعوت بالأمس ممثلا لكل من الحزبين ليوصلا نداءً محدداً للرئيسين عمر البشير وسلفاكير وتقبلا الفكرة ووعدا بإبلاغهما بالنداء ونصه مرفق.
ثانيا: الالتزام باستفتاء أبيي، وتفويض المسائل الخلافية لسكان المنطقة مع الالتزام بعدم السماح بأي حل يحاول فرض طرف واحد، والاتفاق على مشروع تنموي وإداري مرحلي للمنطقة إلى أن تهدأ النفوس لأن أي حل الآن سوف يختلف عليه ويفجر الاقتتال.
ثالثا: مشاكل الحدود التي تشمل هجليج، والجبلين، والمقينص، وبحر العرب، وحفرة النحاس، وكاكا التجارية، (النيل الأزرق/أعالي النيل)، والمشاكل الخلافية المستعصية الآن على حل: البترول- مياه النيل- حقوق الشماليين في الجنوب- وحقوق الجنوبيين في الشمال- والأصول المشتركة- والدين الخارجي- والعاملون في مؤسسات الدولة- والطلبة في المعاهد- والسجناء- والموقف من المعاهدات الإقليمية والدولية.
هذه كلها تسند إلى مفوضية حكماء صفاتهم: عدم الانتماء الحزبي لشريكي نيفاشا، التأهيل المهني العالي، الخبرة، قبول الطرفين لهم.
رابعا: إبرام معاهدة علاقة خاصة أو توأمة تقوم على العشرة الطيبة الملحقة أدناه.
خامسا: تراعي الدولتان في دستوريهما مبادئ مشتركة تنص على:
. كفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
. المساواة في المواطنة.
. مبدأ تحريم الحرب بين الدولتين وحل كافة المشاكل بالوسائل السلمية.
سادسا: الاستجابة الفورية لمطالب أهل دارفور المشروعة ضمن وحدة البلاد.
المطالب منصوص عليها في الملحق أدناه
ما لم تستجب الأطراف المعنية لهذه المطالب فلا مفر من تضامن القوى السياسية والمدنية السودانية لتحقيقها وعزل المعاندين.
المرفقات:
1. مبادئ معاهدة التوأمة.
2. مبادئ الحل في دارفور.
3. نداء للحزبين حول انتخابات جنوب كردفان.
بسم الله الرحمن الرحيم
معاهدة توأمة
6 يناير 2011م
إن بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي تاريخا طويلا من التمازج البشري والجيوسياسي أوجد رأسمال وصالي لا يمكن للانفصال الدستوري أن يبدده.
وعلى طول الحدود بينهما الطويلة يعيش 40% من سكان السودان تجاوروا وتعايشوا مئات السنين بصورة أوجدت مصلحة مشتركة بينهم. ورغم استعار الحرب الأهلية فإن العلاقات الاجتماعية الشعبية في المدن الكبيرة وفي الأرياف حافظت على درجة عالية من المودة والوصال. والجماعات الجنوبية التي فرت من نيران الحرب في الجنوب لجأت بأعداد كبيرة للشمال، وفي الشمال وجدوا ترحيبا ما يدل على أن العداء السياسي الذي جسدته الحرب الأهلية لم يترتب عليه عداء على المستوى الاجتماعي. آية أخرى من آيات التسامح السوداني الذي سار بذكره الركبان.
وكان الشمال هو بوابة الجنوب نحو العالم العربي الإسلامي مثلما كان الجنوب هو بوابة الشمال نحو شرق أفريقيا وجنوبها. لذلك وحتى في ظل انفصال الجنوب فإن علاقة الدولتين سوف تكون أهم علاقة خارجية لهما.
والخيار أمام الدولتين هو خيار معادلة كسبية تجعل كل دولة حريصة على أمن وسلامة واستقرار وتنمية الدولة الأخرى. أو الانزلاق في معادلة صفرية تجعلهما مشغولتين بتقويض بعضهما وإبرام معاهدات عدائية للاستنصار على بعضهما.
ولتحقيق أعلى درجات التعاون بين الدولتين وقفل الباب أمام عوامل الهدم الداخلي والخارجي فقد قررت الدولتان إبرام معاهدة توأمة بينهما مباشرة بعد تقرير الشعب السوداني في الجنوب لمصيره في 9/1/2011م.
تنطلق المعاهدة من المبادئ الآتية:
1. الاعتراف المتبادل بالسيادة الوطنية للدولتين.
2. النظام الدولي الحالي يقيد السيادة الوطنية بالنظم والمواثيق الدولية والإقليمية. الدولتان تلتزمان بهما وتبرمان معاهدة توأمة تجسد مصالحهما الثنائية في مؤسسات مشتركة وتقيم هيكلا مرجعيا ينظم علاقاتهما.
3. سوف يحتفظ الشمال باسم السودان وتأكيدا للانتماء المشترك يرجى أن تدخل في تسمية دولة الجنوب عبارة تدل عليه – مثلا- عبارة سودان. أو النيل الأبيض. أو كوش.
4. هنالك مشاكل لم تفلح المفاوضات الثنائية المستمرة في حسمها ومع بذل مزيد من الجهد لذلك سوف تبقى. ولكيلا يؤثر استمرارها سلبا على العلاقات تسند لمفوضية حكماء للتداول بشأنها مع كافة الأطراف المعنية وحسمها في وقت كاف. تلك المشاكل هي:
‌أ. الاختلافات الحدودية وأهمها: أبيي – هجليج – الجبلين– المقينص- بحر العرب- حفرة النحاس (كافي كنجي)- وكاكا التجارية.
‌ب. كيفية المشورة الشعبية في جنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق.
‌ج. مياه النيل.
‌د. البترول.
‌ه. حقوق الشماليين في الجنوب.
‌و. حقوق الجنوبيين في الشمال.
‌ز. الأصول المشتركة.
‌ح. الدين الخارجي.
‌ط. العاملون في مؤسسات الدولة.
‌ي. الطلبة في المعاهد والمدارس.
‌ك. السجناء.
‌ل. الموقف من المعاهدات الإقليمية والدولية.
تتكون مفوضية الحكماء من 12 شخص صفاتهم: عدم الانتماء الحزبي لشريكي نيفاشا – التأهيل المهني العالي- الخبرة – والقبول.
5. تقوم التوأمة على احترام الدولتين لمبادئ يخضع لها الدستور في الدولتين، مبادئ تنص عليها مواثيق في مجالات:
- الحرية الدينية.
- التعددية الثقافية.
- احترام حقوق الإنسان الدولية.
6. التوأمة الاقتصادية وهي توجب:
‌أ. تأهيل وتطوير البنية التحتية التكاملية في: السكة حديد – النقل النهري- الطرق البرية- الطيران – والاتصالات بكافة الوسائل الحديثة.
‌ب. خطة مشتركة للتكامل: الزراعي- والصناعي- والتجاري- والتعديني.
7. لا يمكن إخضاع قبائل التمازج للفواصل الحدودية الجغرافية لأنهم اعتادوا على أسلوب حياة لازمهم مئات السنين. لذلك يتفق على أن تكون الحدود مرنة وقابلة لحرية حركة الأفراد، والمواشي، والبضائع، مع إقامة آليات مناسبة إدارية وأمنية لحفظ الأمن والنظام.
8. اتفاقية السلام المنتهي عهدها بنهاية الفترة الانتقالية منحت منطقتي المشورة الشعبية وأبيي حقوقا ينبغي احترامها وإدخال مطالبها في دستور الشمال الدائم.
9. كل القوات المسلحة المقيمة في الشمال ينبغي أن تنخرط في المؤسسات النظامية أو في سبل معيشة مدنية.
10. تلتزم الدولتان باتفاقية أمنية تلزمهما بالآتي:
. حسن الجوار.
. عدم التدخل في الشئون الداخلية.
. عدم دعم العناصر المنشقة.
. تنسيق أمني.
. دفاع مشترك في وجه العدوان الخارجي.
11. تنظم الدولتان لقاءات دورية على مستوى الأجهزة السيادية- والتنفيذية- والتشريعية بهدف التنسيق وتحقيق المصالح المشتركة.
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء للحزبين
3 مايو 2011م
1. نسخ التصريحات النارية بإعلان أن الانتخابات تمرين ديمقراطي يقبل الطرفان نتيجته.
يتعامل المتنافسون مع النتيجة بنضج يراعي حساسية الموقف فلا يغالي الفائزون بالمباهاة ولا الخاسرون بالمطاعنة، وإذا تأكد لأحد الأطراف وجود تزوير موثق فله أن يطالب بتحقيق مستقل ولا يلجأ للعنف أبدا.
2. يؤكد الحزبان أن التكوين الاثني والثقافي للمنطقة متنوع ما يوجب التعايش والاحترام المتبادل.
3. مهما كانت نتيجة الانتخابات فإن الطرفين سوف يعملان على تكوين إدارة قومية مشتركة وجامعة ولا إقصائية.
4. الإدارة الجديدة المنتخبة سوف تضع برنامجا تنمويا وأمنيا للمنطقة ويحرص الجميع على تنفيذه.
5. إعلان أن جنوب كردفان سوف تكون نافذة لحسن العلاقات بين دولتي السودان.
6. تأكيد أن الحزبين سوف يعملان على أن تكون المشورة الشعبية وسيلة لتحديد وتنفيذ حقوق الولاية اللامركزية، والتنموية، والأمنية في ظل دولة الشمال، والعمل على أن يكون دستور دولة الشمال كافلا لحقوق المواطنة، وحقوق الإنسان، والحريات العامة.
7. يعمل الحزبان على قومية الوضع الإداري الجديد بمشاركة القوى السياسية والمدنية المقيمة في المنطقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقترح إعلان مبادئ جديد
لقضية دارفور
27 نوفمبر 2010م
أولاً: فيما يتعلق بوحدة إقليم دارفور، والحدود، والمشاركة في الرئاسة يرد لدارفور ما كان لها عام 1989م.
ثانياً: الالتزام بالقرارات 1591 و 1593 لعدم الإفلات من العقوبة. لدينا معادلة للتوفيق بين العدالة والاستقرار.
ثالثاً: تكوين هيئة قومية للحقيقة والمصالحة ورفع المظالم.
رابعاً: الالتزام بتعويضات جماعية لضحايا الأحداث مثل إعادة تعمير القرى، وتعويضات فردية للأسر للتمكن من استئناف حياتها العادية.
خامساً: الاتفاق على أساس قومي للإدارة الانتقالية مما يكفل قومية المؤسسات النظامية والمدنية.
سادساً: أن تكون الحقوق للإقليم في السلطة والثروة بنسبة السكان.
سابعاً: أن ينال الاتفاق شرعية إقليمية عبر ملتقى جامع دارفوري/ دارفوري.
ثامناً: الالتزام بحسن الجوار وعدم التدخل في شئون الجيران.
تاسعاً: أن يكون للاتفاق شرعية قومية عبر ملتقى جامع.
هذا النمط القائم على الحقانية والشرعية يصلح للتطبيق على الشرق وعلى الأقاليم الأخرى التي توشك الأوضاع فيها على انفجارات مماثلة في كردفان وفي الإقليم الأوسط والشمالي.
عاشرا: الاتفاق ينص على محتوياته في دستور البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.