الخرطوم 20 مايو أيار (رويترز) - قال رئيس شركة الهادي العقارية للاستثمار السعودية إن الشركة ستجمد مشروعها المزمع في السودان لانتاج القمح وغيره من السلع الغذائية الرئيسية إلى أن تخفف الحكومة حظرا تفرضه على تحويل أرباح الشركات الأجنبية للخارج. ويحاول السودان الذي يتمتع بخصوبة أراضيه وسهولة الوصول إلى مياه الري من خلال نهر النيل اجتذاب الاستثمارات في الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية من الشركات الخليجية التي تسعى لتوفير الامدادات الغذائية لبلدانها القاحلة الغنية بالنفط. وبينما بدأت بعض المشروعات التي تلقى مساندة حكومية من بلدان مثل السعودية والكويت وقطر تواجه الصفقات الزراعية التي يمولها القطاع الخاص عراقيل متمثلة في القيود الصارمة التي يفرضها السودان على تحويل الدولارات للخارج. وجعل البنك المركزي السوداني - الذي يعاني نقصا كبيرا في العملات الأجنبية - من المستحيل تقريبا تحويل الدولارات على شركات تعمل خارج قطاع النفط الذي تهيمن عليه الشركات الصينية. وقال محمد هادي البرقاوي رئيس شركة الهادي العقارية للاستثمار ومقرها الرياض إنه يبحث مع شريك تركي مشروعا على 100 ألف فدان لانتاج القمح وفول الصويا والذرة الرفيعة والعلف الحيواني في الولاية الشمالية في السودان التي تتاخم مصر. وقال لرويترز "السودان يمتلك كل شيء ... كل الموارد الزراعية والبشرية التي يمكن أن تساعد في توفير الغذاء لعدد كبير من الدول." لكن الشركة السعودية ستجمد المشروع الذي مازال في مرحلة دراسة الجدوى مالم تسمح الحكومة له بنقل جزء من الأرباح على الأقل للخارج. وأضاف البرقاوي "تحتاج الحكومة إلى اقامة نظام يسمح بتحويل بعض الأرباح وتحتاج السلطات إلى متابعة ذلك ... وإذا لم يفعلوا فستفشل الكثير من المشاريع." واستطرد "يملك السودان اطارا قانونيا جيدا للاستثمار لاسيما أنه يسمح بتحويل 60 بالمئة من الأرباح لكن يجب تطبيق هذا الاطار ... المشكلة مع البنك المركزي أنه كلما أردت تحويل أموال يقولون إنه لا توجد لديهم دولارات." وكان البرقاوي يتحدث على هامش مؤتمر عن الأمن الغذائي العربي في الخرطوم حيث تسعى الحكومة ومسؤولون من جامعة الدول العربية إلى جمع استثمارات من الشركات الخليجية على وجه الخصوص. وقال البرقاوي "ما لم يحلوا هذه المشكلة (تحويل الدولارات) فليس هناك جدوى لمثل هذا المؤتمر ... لن يحدث شيء في هذه القضية."