الخرطوم: تهاني عثمان: ما زال غول الغلاء يحكم قبضته على مفاصل أسعار السلع الاستهلاكية بأسواق العاصمة القومية وكافة أسواق الولايات بالرغم من استقرار أسعار بعض السلع عند أسعار مرتفعة وانخفاض أسعار بعضها بصورة طفيفة، الأمر الذي يعكس حجم التباين وعدم الاستقرار والخضوع لمعايير ومقاييس الاقتصاد المعروفة في ظل انخفاض مستوى دخل الغالبية العامة وسعر صرف العملة الوطنية الذي قاد الى دخول الغالبية العظمى من المواطنين في نفق المعاناة واللهث خلف توفير متطلبات الحياة اليومية . وبمنطقة الخرطوم شرق يقول فخر الدين محمد سليمان صاحب بقالة ان أكثر ما يميز السوق منذ فترة والى يوم الناس هذا ارتفاع أسعار السلع والخدمات المضطرد مما قاد لتراجع حجم المبيعات بصورة عامة، قبل أن يوضح استقرار أسعار بعض السلع عند أسعار مرتفعة في وقت سجلت أسعار سلع محدودة مثل الجبنة انخفاضا ملحوظا أرجعه الى توفر الألبان التي تعتبر مدخل انتاج الجبنة الرئيسي. وأشار فخر الدين الى استقرار سعر كمية السكر زنة 10 كيلوجرامات عند 60 جنيها في وقت سجلت فيه زيوت الطعام انخفاضا حيث انخفض سعر كرتونة زيت صباح من 160 جنيها الى 140 جنيها فيما قفز سعر عبوة لبن البودرة زنة 2,5 كيلوجرام من 90 جنيها الى 125 جنيها ورطل شاي الغزالتين الى20 جنيها عوضا عن 18 جنيها وكذا المنتج من ليبتون في وقت يباع رطل البن بواقع 12 جنيها. وأبان فخر الدين ارتفاع سعر كيلوجرام الدقيق الى 4,5 جنيه ، وكشف عن استقرار سعر كل عبوات المياه الغازية حجم الموبايل عند 2 جنيه فيما تباع كرتونة كل من الشعيرية والمكرونة والسكسكانية بواقع 33 جنيها قبل أن يوضح بلوغ سعر كرتونة صابون الغسيل 27 جنيها وكرتونة صابون الحمام ماركة لوكس سعة 48 قطعة وصل الى 105 جنيهات. ولفت فخر الدين الى انخفاض سعر عبوة الجبنة من 180 جنيها الى 145 جنيها أرجعه الى توفر اللبن مدخل انتاج الجبنة الرئيسي بمناطق الانتاج جراء توفر المراعي وانخفاض تكلفة العلف . وأبان أن سعر كيلوجرام العدس بلغ 10 جنيهات والأرز 8 جنيهات . ومن جانبه أرجع خبير اقتصادي ارتفاع أسعار السلع الى الحالة العامة للاقتصاد السوداني واعتبر ارتفاع الأسعار نتيجة حتمية لما يعانيه الهيكل الاقتصادي من تدهور وتراجع غير خفٍ حدا بالحكومة الاعتراف به على أعلى مستوياتها وأجبرها على اتباع حمية تقشف لم تؤت أكلها بعد لجهة تصاعد الأسعار المستمر وعدم بروز بارقة أمل في انفراج قريب يلوح في سماء الانتاج المحلي. وأوضح بوب أن العلاج لما يكتنف الأسواق من غلاء يتجسد في ضرورة المعالجة الكلية لأدواء الاقتصاد السوداني الذي يمثل ارتفاع أسعار السلع والخدمات مجرد عرض ينبغي التعامل والتعاطي مع سببه لا العمل على محاربته التي لا تعدو عن كونها تبديدا للوقت والجهد فيما لا يفيد لجهة عدم مداواة السبب وأشار الى ضرورة هيكلة المنظومة التي تقف على الاقتصاد الكلي بالبلاد والابتعاد عن المعالجات الجزئية مع ضرورة تغيير المفاهيم الاقتصادية السائدة التي تختلط بصبغة السياسة فتفرغها من معانيها وتحيد بها بعيدا عن مراميها ، وشدد على ضرورة توجيه الموارد والجهود لزيادة الانتاج والانتاجية عبر توطين الانتاج المحلي والنهوض به لاسيما في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بجانب القطاع الصناعي والعمل على استقرار سعر الصرف وكبح جماح التضخم وحفز الاستثمار المحلي والخارجي والابتعاد عن كل مظاهر البذخ والترف السياسي التي تعمل على تبديد الموارد المتاحة مع ضرورة الاتجاه الى الاهتمام بالتنمية والبنى التحتية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى وتسخير كل الخامات الوطنية .