إصلاح منظومة كرة القدم السودانية وتحسين فرصها في المنافسات القارية.. أكثر من مقترح الاستمرار في إيقاف التجنيس مع دعم المنتخبات الوطنية والبنيات التحتية عوامل مطلوبة لتحقيق الطفرة الكروية. عرف السودان كرة القدم منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين مع دخول الجيش الإنجليزي للسودان . وقد تم تكوين بعض فرق كرة القدم في بعض الأحياء السكنية بالخرطوم وبعض مدن السودان الأخرى ، ثم أخذت في التطور لأندية ثم ظهرت الاتحادات المحلية والاتحاد العام والذي شارك في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في منتصف القرن الماضي. وقد ظل نظام كرة القدم في السودان مواكباً وقادراً على المنافسة حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي . وبعد أن تحول العالم لنظام الاحتراف وصناعة كرة القدم لم يعد السودان قادراً على المواكبة والمنافسة ، لأن منظومة كرة القدم السودانية لم توفق أوضاعها حتى الآن لمواكبة النهج الاحترافي لكرة القدم بل ظلت متمسكة حتى الآن بمنهج الهواية في النظم الإدارية والتشريعات والهياكل والتمويل والبني التحتية وإعداد اللاعبين . هناك خطوات ضرورية لابد من اتباعها لإصلاح منظومة كرة القدم السودانية ووضعها في المسار الصحيح والمواكبة للمستوى الذي وصل اليه العالم أو دول الإقليم من حولنا، مع الوضع في الاعتبار للمعوقات الأساسية للبيئة الخارجية لمنظومة كرة القدم السودانية والمتمثلة في تحديات نهضة المجتمع وقبوله للتغيير الاستراتيجي ، وهي تحديات معلومة وتعوق نهضة الدولة السودانية بصورة عامة ، وإذا تم إهمال هذا الجانب والتركيز فقط على تحديات نهضة قطاع كرة القدم لوحده فإن النتائج لن تكون مثالية. ملخص خطوات إصلاح منظومة كرة القدم * إستعجال إصدار قانون منفصل للرياضة وآخر للشباب. * 2أن يتضمن القانون كل المعايير والسياسات الدولية لصناعة كرة القدم الإحترافية . * قيام الاتحاد السوداني لكرة القدم بتوفيق أوضاعه وتعديل نظامه الأساسي بما يتفق وموجهات الاتحاد الدولي لكرة القدم، بما في ذلك: * انتخاب لجنة تنفيذية لإدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم من 15عضواً. * ضرورة أن يشمل تكوين لجان الاتحاد إنشاء لجنة للمنافسات وأخري للشكاوي بدلا عن اللجنة المنظمة التي تجمع بين الوظيفتين … مع النص على عدم جواز الجمع بين عضوية الإثنين. * إجراء تعديل في تشكيل الجمعية العمومية وإعادة النظر في الاتحادات المحلية والوسيطة بأن يكون هناك جسماً واحداً مسؤولا عن شأن إدارة كرة القدم تتبع له لجان منظمة بالولايات والمحليات على أن تضم الجمعية العمومية الأندية التي تلعب علي المستوي القومي. * إعادة النظر في هياكل منظومة كرة القدم بأن يتم إنشاء درجة قومية أخرى أدنى من الدرجه الممتازة ، مع توحيد الدرجة الأولى لتلعب على مستوى كل ولاية، بينما تكون الدرجه الثانية موحدة على مستوى كل محليه أو بمشاركة أكثر من محلية. * إعادة النظر في التشريعات المنظمة للنشاط الكروي بما يتفق والتشريع العالم . * تنظيم موسم إنتقالي لتوفيق الأوضاع وتطبيق الهياكل الجديدة ولمعالجة ترهل الدرجات والاتحادات والأندية. * قيام الأندية القومية بتوفيق أوضاعها وتعديل نظمها الأساسية بما يواكب منهج إدارة الأندية المحترفة. * إعادة النظر في خارطة وتوقيتات الموسم الكروي بما يتفق والمنافسات الأفريقية والتزامات المنتخبات الوطنية والأندية، مع صدور برمجة مستقرة وملتزم بها في بداية كل موسم يراعى فيها المنافسات الأقليمية والمحلية للمنتخبات والأندية . * تنظيم منافسات منتظمة ومستمرة لفرق المراحل السنية ، أو العودة لنظام تسجيل خمسة لاعبين تحت السن بأندية الدوري الممتاز والدرجة القومية الوسيطة المقترحة. * تتحمل الدولة مرتبات الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية وميزانية المنتخبات . *إستمرار قرار وقف تجنيس اللاعبين الأجانب. * تبعية الأندية التي تلعب على المستوى القومي للاتحاد السوداني وللوزارة الاتحادية وللقوانين الاتحادية. * انشاء مجلس قومي للتخطيط والتطوير الرياضي يتبع لوزير الرياضة الاتحادي. * تبني الدولة والاتحاد السوداني لقواعد النهضة والإصلاح حسب المعايير الدولية والمتمثلة في: * البني التحتية ( المنشأت والملاعب والأكاديميات والمدارس السنية ) ويستحسن أن تؤول الإستادات المملوكة للإتحادات لوزارات الرياضة الاتحادية والولائية . * الجانب الرياضي والفني للعبة: توفير وتأهيل المدربين والحكام ، والإهتمام بتعليم أساسيات كرة القدم ورعاية المواهب منذ السن المبكرة من خلال المدارس السنية وأكاديميات كرة القدم . * الاهتمام بتأهيل وتدريب الكوادر الإدارية العاملة في الأجهزة التنفيذية للاتحاد السوداني والأندية . * إصدار التشريعات المواكبة وتعيين مستشاريين قانونيين متخصصيين في الاتحاد والأندية . * الإهتمام بإستنباط الموارد من الإستثمار والتسويق الرياضي والرعايات ، وتشجيع الشركات على ولوج هذا المجال . * الاهتمام بتحسين العوامل الخارجية المؤثرة سلباً والمتمثلة في الإعلام الرياضي والجماهير. * تبني الأندية القومية لسياسات جديدة في بناء فرقها حسب معايير بناء فرق البطولات والتي تتضمن : * تقليل متوسط أعمار اللاعبين تدريجياً. * أن يكون اللاعبون من حيث العمر : 30 % أقل من 23 عاماً 50% بين 23 و 30 عاماً 20 % أكبر من 30 عاماً * إعتماد مبدأ التصعيد السنوي من لاعبي فرق المراحل السنية. * إعلاء قيم المسؤولية والإنضباط وسط اللاعبين. * تعيين أجهزة فنية مكتملة للفريق الأول وفرق المراحل السنية تشمل حتى وظائف المعد النفسي وأخصائي التغذية. ختاماً : يبقى التحدي الأكبر لإصلاح حال كرة القدم السودانية هو توفر إرادة التغيير لدى كل المختصين وذوي الشأن بمنظومة كرة القدم السودانية مع إعلاء شأن المؤسسية والإلتزام الصارم بالنظم والقوانين . والله الموفق ،،،