* وأنا عائد من مدينة ميونيخ في ألمانيا الغربية عام 1978عن طريق البر ماراً بالنمسا ويوغسلافيا وبلغاريا وتركيا وسوريا والأردن حططت رحالي عند مدينة الرياض السعودية واستقر بي المقام هناك حيث عملت لمدة أربع سنوات في بنك الراجحي وسألت السودانيين المقيمين هناك: هل يوجد هنا مريخ؟؟ أجابوا بالنفي ولكن يوجد هلال.. قلت ومن ينافس الهلال قالوا (النصر) الذي يتوشح بالأصفر قلت لهم من اليوم أنا نصراوي حتى النخاع. * ولدهشتي الشديدة وجدت في ذلك الوقت الكابتن مصطفى النقر لاعباً بصفوف النصر بجانب اللاعب المدهش ماجد عبدالله والحارس المتألق سالم مروان ونجم المنتخب السعودي يوسف خميس ومحيسن الجمعان وهاشم سرور وفهد الهريفي وطائفة من اللاعبين الموهبين * في المقابل كان أبوالهل السعودي يلعب بصفوفه المدافع الخطير صالح النعيمة وفهد المصيبيح ويوسف الثنيان ولعب له ايضاً سامي الجابر وفهد الغشيان وخالد التيماوي ومحمد الدعيع حارس المنتخب السعودي السابق، كما لعب له عدد من النجوم الأجانب مثل روبرتو ريفلينو قائد المنتخب البرازيلي السابق، وقد كنت محظوظاً وقد شاهدت كيف كان (ريفلينو) يسدد الضربات الثابتة والركنيات التي كانت قلما تخطئ الهدف كذلك اللاعب التونسي نجيب الإمام الذي شارك في نهائيات كأس العالم 78. * كانت في ذلك الوقت مباريات النصر والهلال تحظى بإقبال جماهيري كبير وكنت أستمتع بأهداف ماجد عبدالله في مرمى الهلال وحقيقة متعة المتعة أن ترى الكرة تتهادى داخل الشباك الزرقاء سواؤ كانت في السعودية أو السودان * وقد سعدت جداً بالطفرة التي حدثت لفريق النصر السعودي هذه الأيام خاصة بعد انتقال اللاعب محمد نور قيثارة الكرة السعودية فقد أصبح الجيل الحالي لفريق النصر، يملك القدرة على إسعاد الجماهير النصراوية، وأصبح الوقت مناسباً أكثر من أي وقت مضى أن يتوج (العالمي) بالبطولات في هذا الوقت تحديداً كون الفريق لا ينقصه أي شيء من حيث اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري، بل من جانب العمل الإداري داخل النادي الذي أصبح احترافياً ويسير وفق استراتيجية رائعة من الصعب أن تجده في الفرق السعودية الأخرى في هذا الوقت تحديداً. * كتيبة نجوم النصر السعودي أصبحوا قادرين على إعادة صياغة المجد النصراوي من جديد خصوصاً مع الطموحات الكبيرة لعشاق النصر التي من الصعب أن تجد مثله في أي نادٍ سعودي آخر. * وتأكدت رغبة النصراويين في العودة لمنصات التتويج بتحقيق الفوز في جميع مبارياته حتى مرور الجولة الحادية عشرة في الدوري * ومنذ بداية الدوري فرض النصر أسلوبه على منافسيه بفضل تألق المحترفين الأجانب والصفقات الجديدة التي أبرمها فيصل بن تركي رئيس النادي والتي تمثلت في جلب صانع الألعاب يحيى الشهري، من فريق الاتفاق في صفقة لامست 50 مليون ريال وصنفت بأنها الأغلى في الملاعب السعودية. * كما استطاع النصر أن يفرض هيمنته على منافسيه بفضل تألق مهاجمه محمد السهلاوي الذي تعاقد معه النصر من القادسية القابع حالياً في دوري الأولى، في العام 2009 في صفقة بلغت 32 مليون ريال، حيث كان السهلاوي يعد أغلى لاعب سعودي في ذلك الوقت. * لم يعد أمام النصر بداً سوى الاستمرار في الصدارة حيث لن يقبل منه جمهور الشمس بأقل من ذلك حيث تعيش تلك الجماهير أجواء الصدارة والانتصارات وإن كان الوقت لا يزال مبكراً عن الاحتفال بالتتويج باللقب حيث لم يمضِ من عمر دوري جميل سوى 11 مباراة وتتبقى 15 مباراة أخرى إن لم يواصل فيها النصر على نفس النهج سيجد نفسه بعيداً عن منصات التتويج كما هو حاله في السنوات الماضية. * في ظل الأفراح التي تطغى على الشارع النصراوي في الرياض والأفراح الحمراء في أمدرمان لا يمكن نسيان ما قام به المدرب (كروجر) أقصد الأرجوياني دانيال كارينيو بإعادة صياغة أداء اللاعبين وإخراج أفضل ما في جعبتهم من أجل خدمة الكيان النصراوي. * حملت الأنباء قبل أيام خبر فوز النصر على غريمه اللدود أبوالهل، ثم على الاتحاد بثلاثة أهداف نظيفة، خلال المباراة التي جمعت الفريقين الجمعة، ضمن الجولة ال11 من الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم. * بهذا الفوز عزز النصر صدارته للبطولة منفرداً، بعدما رفع رصيده إلى 27 نقطة، بفارق خمس نقاط عن الهلال أقرب ملاحقيه، بينما توقف رصيد الاتحاد عند 15 نقطة، يحتل بها المركز السابع. * نصراوي ومريخابي والحمدلله اللهم يا رب ارفق بالهلال في السعودية والسودان!!!