اجتهد الزميل مزمل (وصرف عربي كثير) ليثبت أن الاتحاد (الأحمر) تجاوز اللوائح وجامل الهلال في عقوبة الغرامة التي فرضها عليه بسبب تخلفه عن مباراة نهائي كأس السودان بالدمازين. وقال كان يجب إبعاد فريق الهلال من المشاركة في منافسة كأس السودان المقبلة وحرمانه من التمثيل الخارجي. وعقد مقارنة (ذكية) بين حالة الهلال الآن وانسحاب المريخ في 2011 حاول من خلالها أن يوهم القارئ بأن الاتحاد ظلم المريخ وجامل الهلال ثم ختم مقارنته متسائلاًُ: لماذا تشددت اللجنة المنظمة مع المريخ وتساهلت مع الهلال؟ نجيب على الأخ مزمل ونقول له فعلاً فقد تشددت اللجنة المنظمة مع المريخ في 2011 وتساهلت مع الهلال في 2013. والسبب هو أن المريخ تحدى الاتحاد ونازعه سلطته في إدارة نشاط كرة القدم برفضه أداء المباراة صراحة وسلب اللجنة المنظمة اختصاصاتها في برمجة المباريات الممنوح لها بموجب المادة 65 من النظام الأساسي للاتحاد عندما رفض برمجة اللجنة للمباراة وحدد لها برمجة من عنده لتلعب بعد انتهاء الدوري. بينما الهلال لم يتحدى الاتحاد أو يصدر بياناً برفض أداء المباراة ولم يتغول على اختصاصات اللجنة المنظمة في برمجة المباريات، بل لم يكن هناك مجلس أصلاً لكي يقبل أو يرفض. سلم البرير استقالة مجلسه قبل ثلاثة أيام من المباراة ورفع يده عن الفريق وأعلن عدم تحملهم لأي مسؤولية تجاهه وأبلغ دائرة الكرة التي اتخذت بدورها القرار السليم بحكم مسؤوليتها وقامت بفض المعسكر وتسريح الفريق. تفرق اللاعبون وسافر بعضهم إلى أهلهم في الأقاليم لقضاء الإجازة بعد موسم طويل وشاق ومرهق وكان من الصعب تجميعهم بعد ذلك مرة أخرى لأداء مباراة في اليوم التالي مباشرة. مع العلم أن لجنة التسيير تم تعيينها بعد فض المعسكر وتسريح اللاعبين بسويعات. ومع ذلك وعلى الرغم من عدم وجود عملية تسليم وتسلم إلا أن أعضاء لجنة التسيير بذلوا جهود كبيرة وأجروا اتصالات مكثفة لتجميع اللاعبين وإلحاقهم بالمباراة إلا أن جهودهم لم تكلل بالنجاح فطلبوا تأجيل المباراة فجوبهوا بالرفض. موقف الهلال لم يكن فيه تطاول وتحدي للاتحاد بل ظروف تكاد تكون قاهرة منعت الفريق من السفر إلى الدمازين وأداء المباراة لذلك استحقق تخفيف العقوبة. بينما كان موقف المريخ فيه تطاول وتحدي للاتحاد وتغول على اختصاصات اللجنة المنظمة برفض برمجتها للمباراة لذلك استحق التشدد. في 2011 أصدر المريخ بياناً صريحاً برفض أداء المباراة ، جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، بيان من نادي المريخ، يقول الله تعالى في محكم تنزيله (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الأثم والعدوان) صدق الله العظيم.. تواصلت فصول الترصد والاستهداف من قبل الاتحاد العام في الفترة السابقة وبدا ذلك واضحاً في برمجة مباراة نهائي كأس السودان يوم 4/ 11 في سابقة تحدث لأول مرة بتقديم نهائي الكأس على ختام بطولة الدوري كما جرت العادة. واستعرض البيان حالات تتوهم إدارة المريخ أن الاتحاد (الأحمر) ظلم فيها فريقه ليختتم بالرفض الصريح لأداء المباراة في العبارة التالية: (عليه فإن نادي المريخ الرياضي يرفض رفضاً باتاً هذا القرار المجحف ويرفض أداء مباراة نهائي كأس السودان في التاريخ المعلن إلا إذا تم تعديلها إلى نهاية الموسم).. انتهى. وهنا يحضرني ما كتبه الزميل أحمد محمد أحمد يومها في (رزاز الحروف). حيث قال: وضع مجلس المريخ نفسه في موقف محرج بالبيان الهزيل الذي أصدره أمس الأول، والذي أساء به إلى الكيان قبل أن يكون محاولة فاشلة لإبراز العضلات في وجه اتحاد الكرة.. وأحرج مجلس المريخ إعلام النادي معه،لأن أغلبية الأقلام ستجد نفسها مضطرة لرفض البيان،وبالتالي تأييد قرار الاتحاد العام الذي نكره تأييده بسبب استهدافه المستمر للمريخ.. لكن المجلس الهمام لم يختار سبباً مقنعاً للمعركة أو مواجهة الاتحاد العام حتى يجد موقفاً مسانداً له.. فكيف نقبل برفض المجلس لأداء مباراة نهائي كأس السودان أمام الهلال،والمجلس لم يقدم لنا مبرراً واحداً للرفض..؟ أم أن مجلس المريخ لا يدري أن تحديد إقامة مباراة نهائي كأس السودان قبل نهائي الممتاز صدر منذ مارس الماضي وقبل بداية الموسم التنافسي..؟ شتان بين الموقفين. فرق يا مزمل. أما فيما يتعلق بحرمان الهلال من المشاركة الخارجية وفقاً للمادة 75 من القواعد العامة التي تنص على : بالإضافة إلى العقوبات الأصلية الواردة في المادة 76 والعقوبات الواردة في لوائح المنافسات يوقع مجلس الإدارة عقوبة حرمان النادي من تمثيل السودان لمدة عام على الأقل في منافسات الأندية الإفريقية أبطال الدوري وكأس الكونفدرالية وأندية سيكافا والاتحاد العربي وأي منافسات دولية أو قارية أو إقليمية على النادي الذي يرفض أو ينسحب أو يتخلف من مباراة أو مباريات كأس السودان والدوري الممتاز). أوكلت هذه المادة إيقاع عقوبة الحرمان من التمثيل الخارجي لمجلس إدارة الاتحاد وفق آلية اتخاذ القرارات المتبعة للمجلس وهذا بالضرورة يوقعها في دائرة السلطة التقديرية لأعضاء المجلس. وبما ان عقوبة الحرمان من التمثيل الخارجي تقديرية لذلك ليس في الأمر عجب أن يكتب الاتحاد في حيثيات العقوبة المخففة التي أوقعها على الهلال إنه اكتفى بالعقوبة المالية فقط تقديراً للجهود التى بذلها مجلس تسيير نادي الهلال لتجهيز فريق الكرة للمشاركة في المباراة النهائية. وعليه يصبح اندهاش الأخ مزمل وقوله (يا سلام على الخيار والفقوس يا سلام على لجنة اللعب بالبيضة والحجر ... قراران متناقضان في قضية واحدة) لا مبرر له. لو كانت عقوبة الحرمان من التمثيل الخارجي موجودة في نص المادة 75 عام 2011 عندما رفض المريخ اداء مباراة نهائي كأس السودان لما كان هناك تخفيف للعقوبة ولاستحق ان يتشدد معه مجلس ادارة الاتحاد ويطبق عليه عقوبة الحرمان بسبب تطاوله على سلطة الاتحاد وتحديه له ببيان الرفض الصريح وبسبب تغوله على اختصاص اللجنة المنظمة في برمجة المباريات ورفضه برمجتها. تخفيف العقوبة لمن يستحقها والتشدد فيها ايضا لمن يستحقها وليس في الأمر خيار وفقوس ولا بيضة ولا حجر. بل ليس في الأمر عجب ! وداعية : عبد الرحمن وعبد الرحمن طيروا عقل ود العمة.