* وإن كنا في مساحة سابقة تعرضنا بصورة سريعة لإقالة الباشمهندس محمد خير فتح الرحمن من على كرسي إدارة قناة الشروق الفضائية الا أن الواجب المهني يفرض علينا أن نقف بصورة متأنية عند ذلك الرجل الذي تعجز الكلمات والأحرف أن تسطر عن شخصه وشخصيته النادرة للوجود في المجال الإعلامي خاصة في الآونة الأخيرة. * محمد خير فتح الرحمن لمن لا يعرف هادئ القسمات لكنه صارم القرارات يتعامل مع الجميع باحترام وأدب وتواضع جم، لم يغره يوماً كرسي ولا منصب ولم تغيره يوماً الإشادات التي كان يتلقاها خاصة من الإعلام المقروء بل كان يتواضع أكثر وأكثر. * جلست إلى هذا الشخص في أكثر من محفل عام وأجريت معه مقابلات صحافية أكثر من مرة وفي كل وقت أجده ازداد خبرة وحنكة في إدارة الأمور تصرف بوعي كامل في كثير من المواقف المزعجة. * ورغم أن القناة وبعض الوجوه بها واجهتها كثير من الشائعات والمشاكل الا أن محمد خير يلتزم الصمت أو يقل خيراً اذا لزم الأمر. * اتصال هاتفي راقي جمعني بالرجل بعد إقالته من قناة الشروق الفضائية تحدثنا بشكل عام عن مشاكل الإعلام وحاولت جاهدة أن أنزع الباشمهندس تصريحاً حول إقالته ولكن كعادته في الحديث رفض وطلبت منه إجراء مقابلة صحافية وجرد حساب لفترته في القناة ولكنه ازداد رفضاً مؤكداً أنها صفحة جميلة من حياته قد طُويت، ورغم أنتي كنت أعلم مسبقاً أن محمد خير في أكثر من وقت طلب التنحي من إدارة الشروق الا أن طلبه في كل مرة يُقابل بالرفض. * حاولت بطريقتي الشخصية ومصادري الخاصة أن أجد الأسباب وراء إقالة الباشمهندس ولكن يبدو أن الأمور شخصية أكثر منها عملية وصراعات بعض الأشخاص الذين كانوا يرفضون وجود الرجل قد فلحت أخيراً وأطاحت به المؤامرات التي أُحكيت ضده، ويبدو أن صراع المصالح الشخصية هو الذي ينجح أخيراً في هذا الزمان. * أهم مافي الموضوع أن الباشمهندس محمد خير فتح الرحمن لا تبدله المواقف ولا الكراسي وهو كالجبل لا تهزه ريح والخاسر الأخير في كل هذا هو قناة الشروق الفضائية التي نتمنى لها أن تسير بنجاح كما كانت في عهد الرجل المهذب والناجح.