ضد التيار هيثم كابو (الشروق) في كف عفريت ..!! * إنطلق بثها الفضائي من دبي قبل ثمانية أعوام برؤية غير واضحة، وضبابية لا معنى لها، وخارطة برامجية لم تحدد المستهدف من رسالتها، بينما إستلمت الوجوه الشامية البيضاء مقاليد ادارتها وسيطرت على شاشتها ..!! * منذ بثها التجريبي وحتى إنطلاقة البث الرسمي كانت القناة ترفع شعار (شمس السودان التي لا تغيب) مما يؤكد على أنها قناة (سودانية المنبع والهوية والتمويل والمصب) حتى ولو كان مقرها الرئيس ب(دانة الدنيا) ولديها فقط مكتب بالسودان .! * الغريب حقاً أن نشرة أخبارها التي يصافح عينيك فيها وجه المذيعة مي الخطيب تُبتدر بخبر عن (الرئيس السوداني) لتسأل نفسك في دهشة : (كيف يقولون "الرئيس السوداني" والقناة سودانية خالصة ؟.. يبدو أنها "قناة أقليمية" تستهدف مشاهد غير سوداني وخرجت للناس "إخبارية التخصص" كالجزيرة ومن لف لفها بدليل أن مديرها الفلسطيني محمود عبد الهادي من الأسماء الإدارية التي كانت بشبكة الجزيرة الفضائية وتولى مسؤولية إدارة "الجزيرة نت" )..؟ * إضطراب في الخطاب الإعلامي .. تناقض واضح بين شعار القناة وطريقة تحرير أخبارها ..كلفة إنتاجية باهظة ..و القناة التي لم تجد حظاً من الإعلان تواصل مسيرتها، والمؤتمر الوطني ينفي ملكيته لها، مع أننا في المؤتمر الصحافي لتدشين بث القناة بفندق السلام روتانا نطرح هذا السؤال على رئيس مجلس إدارتها جمال الوالي ونقول له أن أختيارك جاء بإعتبار أنك (شخصية مقبولة) والقناة تتبع للمؤتمر الوطني الذي يرفض الإعتراف بذلك، وكل الجالسين على المنصة يومها ينفون حديثنا ذلك، بينما الوقائع على الأرض تؤكد حقيقة ما نفته المنصة . * كانت (سودنة إدارة القناة) قبل ثلاث سنوات نقطة تحول كبيرة في مسيرتها حيث تم تعيين مدير مكتب القناة بالخرطوم الباشمهندس محمد خير فتح الرحمن مديراً عاماً، ليبدأ عهد جديد أهم ميزاته (ضبط الصرف وتقليله ..وضوح السياسة التحريرية للقناة ..حفظ مسافة معقولة من كل القوى السياسية المعارضة ..إكتساب ثقة الجميع بكل تقدير ومهنية وإحترام ، وإكتمال تفاصيل "السودنة" والعلاج من الإزدواجية والفِصام)..!! * هاهو الآن مدير القناة محمد خير فتح الرحمن الذي ينتهي عقده بنهاية شهر يونيو الجاري يتقدم بإستقالته في توقيت صعب، والترشيحات تشير الي أن بابكر حنين هو الأقرب لخلافته، وإن لم يكن حنين القادم الجديد ربما كان موسى طه هو الأقرب من غيره في الوقت الذي تنشر فيه منتديات (كورة سودانية) أمس ترشيحاً مضحكاً وغير مقنع لصاحبه ناهيك عن الآخرين ..!! * يدرك كل مهتم بمسيرة الأجهزة الاعلامية المرئية والمسموعة، ويعرف كل ممسك بملفاتها ومتابع لتفاصيل أدائها والكيفية التي تعمل بها أن قناة الشروق واجهت عقبات عديدة عقب مغادرة اسامة عبد الله لكرسي السلطة التنفيذية حيث كان الأشراف عليها وتمويلها من مسؤولياته، ثم آل الأمر من بعد ذلك لدكتور نافع علي نافع الذي أبتعد ايضاً، كما أن محاولة (الإصلاح الإعلامي) التي يقودها المؤتمر الوطني عبر بعض كوادره الشابة خلقت إزدواجية في الرؤى وحالة من الإضراب و(البلبلة) في ظل عدم وضوح الأجندة، والهروب من الإجابة على سؤال : (هل هذا الحراك يسعى للإرتقاء بالمؤسسات عبر التغيير في السياسات أم أنه يهدف لسيطرة الكوادر الشابة على الأجهزة الإعلامية وإجراء تغييرات جذرية في قائمة الأسماء الجالسة على كراسي الإدارات ..؟؟). * ربما لم تحقق الشروق نسبة المشاهدة التي كان يتوقع المراقبون أن تصل اليها إذا تمت مقارنتها بقنوات المنوعات، ولكنها نجحت في ما هو أصعب بكسبها ثقة المعارضة، ويكفي ما قاله عن مهنيتها ياسر عرمان، والمحك الآن بعد رحيل مديرها الحالي كيفية المحافظة على ما حققته دون تغيير جلدها او إرتداء لبوس شائه ..! * شكراً نبيلاً للباشمهندس محمد خير فتح الرحمن الذي نشهد له طيلة سنواته السابقة بتقبل النقد بصدر رحب وإهتمامه بما يكتب بالصحف لقناعته بأن كل حرف يسطر عن برنامج أو شخص بالشروق يمثل درجة اهتمام بالقناة وينبغي النظر اليه بعين الأعتبار ..ويجمع كل من يعرف الرجل على حقيقة أنه شخص يفرض عليك احترامه منذ الوهلة الأولى بأدبه الجم وتهذيبه وحسن معاملته واصغائه التام عندما تتحدث معه حتى ولو كان رأيك مخالفاً تماماً لوجهة نظره ، وما أن يتحدث معك حتى تستنفر اذنيك لسماع حديثه فمن فرط احترامه تظنه يهمس ..رجل لا يعرف الغوغائية والهرطقة والصراخ ..مرتب الأفكار ..حاضر الذهن ، كامل المرونة ويعمل بإخلاص واضع نصب عينيه لافتة (لا تكن ليناً فتعصر ولا تكن حاداً فتكسر) . * هاهو محمد خير يترجل، ومستقبل (الشروق) في كف عفريت، ونأمل الا يكون (الإصلاح الإعلامي) دعوة حق أريد بها (عاطل)..! نفس أخير * (الشروق)..شمس السودان التي لا (تصيب)..! هيثم كابو