* سؤال يفرض نفسه بعد إقدام الأهلي شندي على التعاقد مع المدرّب التونسي صاحب السيرة الذاتية (الهشّة) (الأسعد بن معمر) خلفاً للبرازيلي المتميّز جداً (هيرون ريكاردو) والذي قاد الفريق إلى تقديم مستويات جيّدة خلال الموسم المنصرم وكان يحتاج لموسم إضافي على أقل تقدير لمواصلة العمل الذي بدأه. * ولكن كعادة الأندية العربية على وجه العموم والسودانية على وجه الخصوص يتم التقييم بالقطعة لأنها تتوهّم بأن العصا السحرية في حوزة نهج (التغيير) والمدرب الجديد الذي سيتم انتدابه سيفعل الأفاعيل وسيقلب طاولة الفريق الفنية رأساً على عقب. * الأهلي شندي منذ صعوده لمصاف أندية الدرجة الممتازة في الموسم (2011) ظل يشكّل ضلعاً ثابتاً في المراكز الأربعة الأولى وممثلاً أصيلاً للسودان في بطولة الكونفدرالية خلال المواسم من (2012) وحتى (2015) وكانت أفضل نتائجه وصوله لمرحلة (مجموعات الكونفدرالية) في أولى مشاركاته الافريقية في الموسم (2012). * هذا غير تميّزه اللامحدود في انتقاء المواهب وتعاقده مع لاعبين صغار شكلوا الإضافة وباتوا مطلباً لكل الأندية الكبرى وهى جزئية يمكن ان يستفيد منها النمور أيضاً إن أدار الملف المذكور بنهج (التسويق) بعيداً عن حساسيات مطالب القمة طالما أنه يملك القدرة على انتداب الأفضل من جديد. * فريق بكل تلك الامكانيات وتلك المواصفات ويجد الدعم اللامحدود من راعيه الأول صلاح إدريس (الأرباب) وبعض الشخصيات الأخرى ذات النفوذ المالي يستحق أن يولي ملف التدريب اهتماماً أكثر من المدرّب الضعيف (الأسعد بن معمر). * هذا الفريق يحتاج لمدير فني يواصل عمله لأكثر من موسمين حتى يصنع ما عجزت عنه جميع الأسماء الفنية التي اعتلت منصة تدريب نمور دار جعل وهو التتويج ببطولة الممتاز وكسر الهيمنة الهلاريخية المتواصلة منذ إنشاء الدوري الممتاز في العام 1996. * مدرب اشتهر بالاعتذارات والرحيل بعد توقيع العقود بحجته الشهيرة (ظروف خاصة) !! * الأسعد بن معمر بدأ مزاولة التدريب في العام (2003) عبر بوابة الترجي الجرجيسي الذي حقق معه كأس جمهورية تونس وقتها في العام (2005) ليتركه عقب ذلك ويتجه لتدريب نادي (التعاون السعودي) الذي لم يمض معه سوى (شهرين) غادر بعدها إلى تونس بحجة ظروفه الخاصة. * في الموسم (2009) عاد الأسعد لتدريب الترجي الجرجيسي من جديد ولم يمكث معه طويلاً لأنه رحل لتدريب النجمة السعودي ولكن كالعادة وقع الأسعد على عقد مبدئي مع النادي السعودي ولم يأت للإشراف عليه متحججاً بظروفه الخاصة كالعادة. * بعدها أشرف على نادي (الوحدة الليبي) في العام (2010)، وفي العام (2011) عاد للسعودية لقيادة فريق النجمة وصعد به من دوري (الثانية) لدوري (الأولى) وفي (2012) عاد إلى تونس وتولى تدريب عدد من الأندية دون أن يستمر معها لفترة طويلة مثل (الملعب القابسي) و (الترجي الجرجيسي) و (النادي القربي) و (أولمبيك سيدي بوزيد). * مدرب غير مستقر وكثير الترحال والإعتذارات ولم ينشط سوى مع فرق الدرجات الدنيا والتي لم يحقق معها أي إنجاز سوى بيضة الديك (كأس تونس) وصعود للأولى من الثانية لماذا يخاطر الأهلي شندي بالتعاقد معه رغم أنه مقبل على مشاركة افريقية ودوري مكون من (18) فريقًا. * الخامات التي يمتلكها نمور دار جعل أكبر بكثير من السيرة الذاتية للأسعد وكان على إدارة النمور ان تسعى للتعاقد مع مدير فني صاحب سيرة ذاتية أفضل وصاحب تمرّس في المعترك الافريقي إن كان طموحها المنافسة على بطولة الدوري او التقدّم في البطولة الافريقية. * حتى الأسماء الوطنية المتاحة أفضل من التونسي بن معمر وبإمكانها ان تقود الأهلي شندي لتحقيق نتائج جيّدة ويبدو أن ملف التدريب بفرقة النمور قد طاله بعد التسرّع أو أن المسألة مادية بحتة (سعر زهيد) وفي نفس الوقت نفسية ليس إلا (جبنا مدرب أجنبي والسلام) !! * حاجة أخيرة كده :: بن معمر لن يعمّر طويلاً في ديار دار جعل!