* العديد من القضايا القابعة خلف دهاليز الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) التي تظن الأندية أنها قد انقضت وانتهت بلا رجعة وتتوهم أن طول مدة التقاضي وشد وجذب مداولاته قد ينهيها إلى غير رجعة لتعيش بعدها الأندية في حالة اطمئنان تام حتى تُفاجأ بفاجعة قرار قوي وملزم وغير قابل للإستئناف من قبل الفيفا. * في أواخر أكتوبر الماضي هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم نادي الزمالك بخصم (6) نقاط من رصيده من بطولة الدوري بسبب عدم الايفاء بمستحقات اللاعب الغاني (جونيو أوجوجو) والبالغة (600 ألف يورو). * والقضية من (2009) وجاء التهديد من قبل الفيفا في (2016) وفي الأخير نجح الزمالك في تسوية القضية وسداد المستحقات على دفعات شهرية يبلغ القسط الواحد منها (45 ألف يورو). * ولكن نجاح الزمالك مشروط برفع الحجز عن أرصدته في البنوك ومازال تهديد الخصم يلوح في الأفق ولن يسلم الفريق المصري من خصم النقاط إلا في حالة الالتزام بالسداد بعد أن توقف منذ أغسطس الماضي. * في السعودية تبدو قضية الأرجنتيني (مانسو) هى الأغرب تفاصيلاً وتوقيتاً لأنها طفت على السطح عقب صدارة النمور لدوري جميل السعودي للمحترفين. * الزمالك نجا حتى الآن من الخصم بينما قام (الفيفا) رسمياً بخصم (ثلاث نقاط) من نادي الاتحاد جدة ليتدحرج الفريق للمركز (الثالث) بفارق الأهداف عن الأهلي وبفارق (3) نقاط من الهلال المتصدّر. * في البدء نذكر القارئ الكريم بأن أصل القضية بصورة مختصرة جداً كان في العام (2008) عندما تصارع قطبا جدة (الاتحاد والأهلي) على كسب خدمات اللاعب حتى تدخلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحظرت الناديين من التعاقد مع اللاعب مع (تحملها) لكافة التبعات المالية لأي طرف أقدم على إبرام التعاقد مع اللاعب. * القرار كان فيه مجاملة كبيرة للأهلي و(إجحاف) منقطع النظير بحق العميد لأن الأخير هو الجهة الوحيدة التي أبرمت اتفاقًا مع اللاعب وتدخّل الأهلي لم يتجاوز سقف التفاوض الشفهي وبالتالي فإن المتضرر الأول من إلغاء الاتفاق هو الاتحاد وها هو يدفع الثمن الآن. * اتحاد جدة أبرم (اتفاقية) ملزمة مع وكيل أعمال مانسو واللاعب نفسه وعن طريق محامي الأخير قام برفع قضية ضد العميد (كسبها) في (2015) وألزمت النادي الجداوي بسداد مبلغ (مليون ونصف المليون ريال). * في مايو (2015) تم الإعلان عن (إغلاق) ملف قضية اللاعب الأرجنتيني بعد تدخل عضو شرف نادي الإتحاد الأستاذ (منصور البلوي) بالتنسيق مع الإتحاد السعودي لكرة القدم حيث حملت التصريحات الإعلامية وقتها بأن العميد قد قام بتسديد (كامل المبلغ). * ولكن فوجئ نادي الاتحاد والشارع الرياضي السعودي في الأسبوع الماضي بقرار الفيفا القاضي بخصم (النقاط الثلاث) من نادي الاتحاد رغم تأكيدات إغلاق القضية في (2015). * ولكن ما طفا على السطح من أنباء مؤكدة أشارت بأن النادي الجداوي لم يسدد كامل المبلغ وهو ما دفع محامي اللاعب لتحريك القضية ومعاقبة نادي الإتحاد بقرار ملزم لا يقبل الاستئناف. * وكيل أعمال اللاعب داميان مانسو (إيميليانو سيبستيانو) أوضح وكشف النقطة الجوهرية التي ظلت محل تداول في الشارع الرياضي السعودي وبعد الاتهامات التي طالت إدارة الإتحاد نفسها (بالإهمال) وقادة الاتحاد السعودي وأعضاء لجنة الاحتراف السابقين. * إيميليانو سيبستيانو أوضح بأن الاتحاد قام بسداد المبلغ ما عدا (جزءاً بسيطاً) لم يف بسداده ولكنه قام بإرساله (لحساب بنكي خاطئ للاعب) وهى نقطة غريبة جداً وتبرير أغرب من وكيل أعمال اللاعب. * إذا كان الأخير على علم تام بان الإتحاد أبدى (حسن النوايا) وأرسل المبلغ وأخطأ في رقم الحساب فلماذا لم يصحح رقم الحساب وقام بتحريك القضية مع محامي اللاعب؟ * لأن تلك الجزئية تنفي صفة (التجاهل) من قبل نادي الإتحاد وتؤكد أن إدارة النادي التزمت بالإيفاء بما تبقى من مبلغ (إن صحت الرواية طبعاً). * وهنا يتبادر للذهن سؤال ضمني : هل أرسل الإتحاد باقي المبلغ على حساب خاطئ فعلا؟ وكيف تأكدت إدارة الإتحاد بأن المبلغ وصل للاعب دون ان استلامها لإيصال او مخالصة؟ * وسؤال آخر: هل خروج وكيل اللاعب على قناة العربية وتصريحه بأن النقاط يجب ان تعود للإتحاد يشير إلى وجود (مساومة) مقننة لحل القضية وإعادة الصدارة للاتحاد؟ * ما حدث للاتحاد يجب أن يكون درساً لأنديتنا السودانية التي تغط في سبات عميق وعليها أن تحل جميع قضاياها العالقة مع لاعبين سابقين (إن وجدت) وسداد مستحقاتهم حتى وإن لم يتجاوز المبلغ (ألف دولار) حتى لا تفاجأ بمانسو ماركة سودانية. * حاجة أخيرة كده :: قضية من 2008 حكم فيها في 2015 وعوقب الاتحاد في 2016إجحاف في حق النمور ومجاملة للأهلي.