* تقدّم أحد الشباب لخطبة احدى الفتيات ووفقاً للإجراء الإسلامي والفقهي سألها والدها عن رأيها معدداً سلبيات وايجابيات الخطيب وفقاً لمعرفته بحكم علاقته العملية معه. * كانت الايجابيات أنه (يصلي – مسؤول – متعلّم – مستقبله مشرق – ذو حسب ونسب) والسلبيات (عصبي للغاية – وضيّق الأخلاق – ومزاجي جداً). * قبلت البنت ولم تكترث لسلبيات الرجل لأنها كانت تركّز على نقطة محددة وهى (الاستقرار) ولكنها لم تكن تعلم أن هذه الحياة (أبدية) وأنها ستكون تحت مظلة الايجابيات وشمس السلبيات مدى الدهر. * اختارته عن قناعة فأخطرها والدها بأن عليها أن تتذكر بأن تلك (قناعتها وخيارها) وعليها أن تتحمّل تبعاته. * وبالفعل جاءت لتشتكى الى والدها في أحد الأيام من صعوبة طبع زوجها وعصبيته في أبسط الأمور فأجابها بأنه لن يقوى على فعل شئ لأنه كان خيارك في نهاية المطاف وعليك ان تحتملي إختيارك لشريك الحياة رغم تحذيراتي السابقة. * والخطيب هو الإتحاد والخطيبة هى الإتحادات المحلية وأندية الممتاز. * لوائحنا معيبة، قوانينا ضبابية، هيئاتنا الرياضية بلا فعالية وجوهنا الإدارية متكررة ومتسمّرة، أفكارنا الإدارية متحجّرة، طموحنا متقزّم حراكنا للتغيير مخزي ومخجل وتباكينا كل موسم على سلبيات الموسم السابق مسلسل تركي تكثر حلقاته وتتعدد أجزاءه و(القصة واحدة) والبطل واحد سيقتل جميع اعداءه في النهاية ويتزوج من محبوبته. * في كل موسم تعاني الأندية من رهق الصرف وغياب أموال البث والرعاية وتظل تندب حظها على تواجدها في بطولة الممتاز ولكنها تقاتل حتى الرمق الأخير للبقاء به. * وتبقى وتواصل وتظل تشكو وتبكي من غياب عدالة المنافسة في البرمجة وانحياز التحكيم وغياب حقوق البث والفشل في الحصول على أموال الرعاية وتتضرر بالقوانين الاستثنائية ومجاملات الجمعية العمومية بمكافئة المخطئ ومعاقبة المنضبط. * ومن ثم تأتي نفس تلك الأندية واتحاداتها المحلية وتبصم بالعشرة على نفس قيادات الإتحاد السوداني لكرة القدم لتعيش تحت مظلته السوداوية وهى خانعة قانعة بكل القرارات الآسفة والتنظيم السئ للمنافسة. * من المؤسف جداً أن تكون الإتحادات المحلية وأندية الممتاز التي تمتلك حق التصويت في الإنتخابات هى من تضع الكرة السودانية على حافة الهاوية بتجديد الثقة في قيادات أوردت كرة القدم بالسودان موارد الهلاك بسبب الفشل الذريع في جميع الملفات. * على أندية الممتاز أن لا تشتكي من غياب العادلة وأن لا تحاول مناهضة أي تجاوزات عدلية بالإتحاد العام طالما أنهم اختاروا تلك القيادات. * وعلى الإتحادات المحلية المغبونة من نفس الأمر أن تصبر وتقبل بأية اجراءات من قبل الإتحاد المركزي لأنهم السبب الرئيسي في وصولنا إلى الحالة الراهنة. * وطالما أن غالبيتها متظلمّة من لوائح الإتحاد المعيبة وقراراته غير الحيادية فعليها أن تشرع على الفور لإحداث التغيير وتحريك تيار مناهضة تلك القيادات بعدم التصويت لها في الإنتخابات المقبلة وإلا فسيواصلون كومبارسيتهم المقيتة ودورهم الهامشي في سماء كرة القدم السودانية. * تنتخبونهم كل دورة انتخابية وتصوتون لهم بالإجماع ومن ثم تتباكون على التمييز وتغييب العدالة وإستثناء البعض وتطبيق القوانين على الآخرين. * متى ستخرجون من هذه العباءة السلبية وتقودون التغيير بحق وفقاً لمعايير مناسبة تتوافر في البديل القادم بعيداً عن نفق الانتماءات الضيّق. * تعانون في الحصول على حقوق البث وتقبلون ببث قناة النيلين لمبارياتكم، تنتقدون البرمجة الضاغطة وتملئون الصحف ضجيجاً بعدم وجود زمن للتمارين ومع ذلك تسافرون وتسافرون وتلعبون. * أي خنوع هذا وأنتم المحرّك الأساسي لبطولة الدوري الممتاز والتي يمكنكم ادارة نشاطها بمعزل عن الإتحاد السوداني لكرة القدم إن كنت على قلب رجل واحد دون التقيّد بالهلاريخية التي اقعدتنا سنين ضوئية للوراء. * إما أن تكونوا المِعْول الأساسي للتغيير والنواة الرئيسية لبذر قيادات صالحة وذات أهلية رياضية وإما أن تصمتوا وتواصلوا إنكساركم المخجل. * حاجة أخيرة كده :: إجتماع رئيس الإتحاد مع كتلة الممتاز تمهيد لتصويت جماعي جديد !!