* اختار لاعبو المريخ ومدربهم المؤقت فاروق جبرة أن يستقبلوا الفرنسي غارزيتو بأسوأ أداء وأضعف نتيجة، عندما تواضعوا وقبلوا الهزيمة أمام الشرطة القضارف الصاعد حديثاً للممتاز. * قبل يومين أوردت الصدى تصريحاً للكابتن محمد الطيب، المدير الفني لفريق الشرطة القضارف، تحسر فيه على قرار إقالة الألماني أنتوني هاي، مؤكداً أن هزيمة الأحمر بالطريقة الغريبة التي يلعب بها هاي كانت في متناول اليد. * قال محمد الطيب: شاهدت المريخ جيداً وتابعت كل مبارياته الأخيرة، ووقفت على المشاكل الكبيرة التي حدثت في الفرقة الحمراء بسبب إصرار الألماني على اتباع طريقة لعب بالية تجاوزها الزمن، وتمنيت لو أن مجلس المريخ تمسك بهاي إلى ما بعد مباراة الشرطة حتى أواجه المريخ وهو يلعب بالطريقة المذكورة، لأنني كنت سألعب ضد دفاع مكشوف يعتمد على ثلاثة لاعبين فقط! * أمس حقق فاروق جبرة لمحمد الطيب مراده، وأصر على اتباع نفس طريقة اللعب التي أطاحت بهاي! * لو طبقها بحذافيرها لربما هان الأمر وقبلناه! * المصيبة أنه زادها سوءاً وقبحاً لأنه لعب بمهاجم وحيد، ودفع بستة لاعبي وسط. * حتى المهاجم الذي اختاره فاروق جبرة ليلعب وحيداً في المقدمة لم يكن متخصصاً في الخانة، ويلعب فيها على سبيل التوليف! * دفع برمضان عجب، وحشد خلفه ستة لاعبي وسط، وكأنه ينازل الأهلي القاهري، أو مازيمبي الكنغولي، وليس فريقاً صعد حديثاً للممتاز. * لا قرأ فاروق الخصم. * ولا قرأ فكر غارزيتو! * ولا قرأ الصحف ليطلع على تحسر مدرب الشرطة القضارف على إقالة هاي قبل المباراة. * صحيح أننا لا نحمل فاروق كل تبعات الهزيمة منفرداً، لأن اللاعبين غير معفيين من المسئولية. * لكن الثابت أن جبرة صعب مهمة فريقه، وسهل مهمة الخصم، عندما اتبع طريقة لعب بالية ومتخلفة، أكد بها أنه لم يتعظ من العثرات التي أطاحت بمن ساعده طيلة الفترة السابقة، من دون أن يضع أي لمسة فنية في المريخ. * خمسة وأربعين دقيقة راحت هدراً على المريخ لأن مدربه أصر على اللعب بذات الطريقة التي أثارت حفيظة كل المريخاب على المدرب الألماني، ودفعتهم إلى إقالته، مع ملاحظة أنه زادها سوءً وزاد بها المريخ ضعفاً لأنه رفض اللعب بمهاجمين اثنين في المقدمة. * افتقد المريخ خدمات مهاجمه الأول بكري المدينة بسبب الإيقاف. * بغياب بكري يمتلك المريخ مهاجمين اثنين صريحين، أولهما النيجيري المجنس كليتشي، وثانيهما الصاعد محمد عبد الرحمن. * احتفظ فاروق جبرة بالأول في الدكة شوطاً كاملاً. * وأشرك الثاني في وظيفة لاعب الطرف الأيمن!! * كل المستجدات التي أحدثها جبرة على تشكيلة المريخ انحصرت في تحويل باسكال إلى محور الوسط، وإعادة أمير كمال إلى قلب الدفاع! * نسأله، هل كان يتوقع أن ينقلب حال المريخ ويتحسن مردوده ويتطور مستواه بمجرد استبدال موقعي باسكال وأمير كمال؟ * ما سبب هذا العناد المهلك الذي أهدر خمسة وأربعين دقيقة على المريخ بعك كروي قبيح؟ * علماً أن فاروق جبرة سبق هاي في اتباع ذات طريقة اللعب المتخلفة في الموسم السابق، وتسبب بها في خروج المريخ من نصف نهائي كأس السودان. * معلوم للكافة أن مباريات الولايات تزداد صعوبةً على فرق المقدمة، عندما تفشل في تحريك النتيجة مبكراً، لأن ثقة الخصوم في نفوسهم ترتفع تدريجياً، ليرتفع معها معدل الضغوط الواقعة على لاعبي القمة بمرور الزمن، وذلك عين ما حدث للمريخ في كسلا أمس. * في الحصة الثانية وضحت تدخلات غارزيتو، الذي وجه فاروق بالعودة إلى طريقة (1:3:2:4)، بإعادة رمضان عجب إلى الطرف اليمين، وتحويل علي جعفر من مساك أيسر إلى ظهير أيسر، والإبقاء على كونلي وأمير كقلبي دفاع، وتحويل السماني إلى الجناح الأيسر، والدفع بعاطف خالد في الجناح الأيمن، والإبقاء على عاشور وباسكال خلف اوجو، ودخول كليتشي كرأس حربة. * تلقى المريخ هدفاً من هجمة مرتدة سريعة، لكن أداءه تحسن، وظهرت الخطورة التي غابت عنه طيلة الحصة الأولى، تبعاً لتعديل طريقة اللعب في الحصة الثانية، لكن الفريق عجز عن التسجيل. * ذلك ليس مستغرباً في مثل هذه المباريات، لأن مرور الوقت يرفع معدل التوتر، ويقلص مستوى التركيز، ويجعل الشفقة تتسلل إلى نفوس اللاعبين، مثلما يزاد من إصرار الخصوم على المحافظة على النتيجة. * ما فعله فاروق لا يخرج عن أمرين، أولهما فلسفة غير مبررة، وثانيهما عناد مهلك! * نتوقع من غارزيتو أن يتولى أمر تدريب الفريق من فوره، ليعفينا من الفلسفة الفارغة، ويقي المريخ شرور الأخطاء التدريبية الساذجة التي تهدر عليه انتصارات في متناول اليد. آخر الحقائق * تحويل محمد عبد الرحمن إلى الهجوم ليلعب على يمين كليتشي كان أفضل من إخراجه من الملعب. * كنا نتمنى أن يسهل فاروق ولاعبو المريخ مهمة غارزيتو، بانتصار يرفعون به الروح المعنوية للفريق والجماهير. * لكنهم تخاذلوا وتواضعوا وقبلوا الهزيمة في أول المشوار. * وضح من المباراة أن لياقة لاعبي المريخ ليست على ما يرام. * ذلك أمر طبيعي لفريق أمضى أكثر من شهرين في معسكرات إعداد خلت من أي تدريبات في صالة الجيم أو الركض على الرمال. * تلك التدريبات لا استغناء عنها في أي فترة إعداد، ولا يوجد معسكر تحضيري يخلو منها. * نتوقع من غارزيتو وتوني أن يهتما بالجانب اللياقي، مع ملاحظة أنهما لن يمتلكا فسحة كافية للعناية به، بسبب ضغط المباريات. * حظي فريق الشرطة بهجمتين فسجل هدفاً. * وصنع المريخ عدداً مقدراً من الفرص في الحصة الثانية ولم يسجل. * المريخ لم يصنع أي فرصة حقيقية في الحصة الأولى، لأنه لعب بطريقة لعب بالية وخطة متخلفة يتحمل مسئوليتها فاروق جبرة منفرداً. * تواضع أداء أوجو مثير للاستغراب. * لو استمر بهذا الأداء الهزيل فسيتحول إلى الدكة مع غارزيتو. * أما عاشور فقد قرن سوء الأداء بسوء السلوك، ونال بطاقة صفراء مجانية يجب أن يعاقب عليها بخصم مالي كبير، كي لا يكررها في مقبل المباريات. * الدوري في بدايته والفرصة متاحة للتعويض في 33 مباراة مقبلة. * لكن البداية الضعيفة تصعب المهمة. * المفاجآت الكبيرة طابع مميز للجولة الأولى لدوري 2017! * ثورة القادمين من الخلف زلزلت الفرق الكبيرة. * تكفل حي الوادي نيالا بإسقاط النمور. * وبرع أهلي عطبرة في إذلال هلال التبلدي. * أجبر حي العرب الخرطوم على القنوع بالتعادل. * وفازت تريعة البجا على مريخ نيالا بهدفين نظيفين. * وسقط المريخ في قبضة الشرطة. * مطلوب تجهيز الغائبين بقيادة راجي وعلاء وضفر. * علماً أن غياب قائد فريق المريخ عن التشكيلة بات قاعدة في مستهل كل موسم. * يجب على راجي أن يأخذ تحذيرات غارزيتو له على محمل الجد. * نعلم أن الفرنسي قادر على معالجة العلل الفنية التي شابت أداء المريخ في الفترة التي أشرف فيها هاي وجبرة على تدريب المريخ. * لكننا كنا نتمنى له أن يبدأ مهمته بعيداً عن الضغوط التي خلفتها خسارة الأمس. * لا نعفي لاعبي المريخ من مسئولية التقصير ونتوقع معاقبتهم بخصم مقدر من المخصصات. * لكن فاروق صعب مهمتهم بطريقته الغريبة وتشكيلته الخاطئة. * آخر خبر: بداية سيئة ونتيجة محبطة.