* انتظرنا الظهور الأول لفرقة المريخ، وتمنينا أن يأتي مشرفاً ومقنعاً، فجاء باهتاً للغاية. * بحسابات مباريات الذهاب والإياب النتيجة إيجابية. * وبحسابات الأداء والمستوى العام المحصلة قبيحة. * سجل المريخ هدفاً في أول دقيقتين، فاستبشرنا به وسعدنا، وتوقعنا أن يرفع الروح المعنوية للفريق، ويعزز ثقة اللاعبين في أنفسهم، لكننا فوجئنا بعكس ذلك تماماً. * بطء مريع في الحركة، تباعد في الخطوط، ضعف في الاستلام والتمرير، عجز واضح في بناء الهجمات، شرود ذهني وضعف في التركيز، وافتقار كلي للتجانس بين اللاعبين، وطريقة لعب متخلفة. * المحصلة فرص قليلة، وخطورة غائبة، ومستوى سيء على مدار الشوطين. * نازل المريخ خصماً مغموراً، قليل الخبرة، لا يمتلك أي قدرات نوعية، وفشل في التفوق عليه، بل إن الجيبوتي كان أفضل من الزعيم، وأوفر خطورة في الحصة الثانية تحديداً. * حالة الشرود الذهني التي انتابت لاعبي المريخ تستحق وقفة لتحديد مسبباتها، لأنها استمرت طيلة زمن المباراة. * بخصوص طريقة اللعب فقد كتبنا من قبل عن الفراغات التي تخلفها خلف جناحي الوسط، محمد عبد الرحمن والسماني الصاوي، وتطرقنا إلى عجز لاعبي المحور عن تغطيتها، وتوقعنا من المدرب أن يتداركها، فازدادت اتساعاً، إلى درجة أن بعض رميات تماس مكنت لاعبي تيلكوم من دخول منطقة الجزاء الحمراء بلا تغطية. * الأسوأ من ذلك أنها اقترنت بوجود فراغ كبير بين الوسط والدفاع. * أما المهاجمين فلا نستطيع أن نفرط في لومهم على تواضع مردودهم، وقلة تهديدهم للمرمى الجيبوتي، لأنهم لم يتحصلوا على أي تمريرات محسنة تعينهم على التسجيل، بخلاف الغياب الكلي للكرات العكسية من الطرفين. * طريقة اللعب العقيمة التي أصر عليها أنتوني هاي على اتباعها فاقمت سوء أداء الفرقة الحمراء. * نستغرب إصرار المدرب على اتباع طريقة لعب واحدة في كل المباريات، وأمام كل الخصوم، ضعيفهم وقويهم، برغم أنه لم يقنع بها أحداً حتى اللحظة. * أدى المريخ عشر مباريات إعدادية، ولم يتميز إلا أمام الأهلي القطري، وفي الحصة الثانية للقاء الاتحاد السكندري الثاني، وأدى هاي المباريات العشر بطريقة لعب واحدة، ولم يمنح نفسه فرصة لمشاهدة فريقه بأي طريقة أخرى. * في أول مباراة تنافسية اتبع ذات الطريقة فأتى الأداء سيئاً بدرجة أدخلت الرعب في قلوب كل المريخاب. * حاول هاي أن يتدارك وضع فريقه في الحصة الثانية بثلاث تبديلات، لم تحدث أثراً يذكر، لأن طريقة اللعب التي يصر عليها باتت من مخلفات القرن الماضي، ولأن لاعبيه عجزوا عن تشكيل أي خطورة بها. * من تحدثوا عن سوء الأرضية وتأثيرها على الأداء نذكر لهم أن هاي نفسه أشاد بها قبل المباراة. * بوجود المعطيات الحالية، وفي مثل هذه الأوقات الصعبة ترتفع أصوات لتتحدث عن نظرية المؤامرة، وتتطرق إلى تعمد اللاعبين إحراج مدربهم سعياً إلى إقالته. * لن نركن إلى مثل تلك الأحاديث، ولا نحفل بها لأنها غير حقيقية. * لو كان ذلك صحيحاً لما سجل المريخ هدفاً في أول دقيقة. * المستوى المخيف للمريخ جعل أصوات المطالبين بإقالة هاي تزداد ارتفاعاً، لتشير إلى أنه دون قامة النادي. * نحن من أنصار الاستقرار الفني، ومن المنادين بعدم تقييم المدربين بالقطعة، لكننا نرى كذلك أن الاستقرار ليس هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة لغايات أخرى. * المآخذ المحسوبة على أنتوني هاي تزداد مع كل مباراة، بدءاً بإصراره على تطبيق طريقة لعب متخلفة، مروراً بسوء توظيفه للاعبين، وضعف إدارته للفريق. * لا أدل على ذلك من إصراره على إشراك النيجيري أوجو المصاب بالملاريا أمام الاتحاد السكندري، مما أدى إلى انتكاس اللاعب، وفقدان المريخ له في جيبوتي. * ذلك يمثل سلوكاً غريباً لا يقدم عليه أي مدرب محترف، سيما وأن الجهاز الطبي أخطر المدرب بأن اللاعب مريض لم يستكمل علاجه، وطلب عدم إشراكه في المباراة. * أسوأ من ذلك محاولة المدرب رمي وزر مشاركة أوجو على أوجو، وتبريره القرار الغريب بأن اللاعب (البطل) أصر على اللعب، مع ملاحظة أن تلك الواقعة الغريبة حدثت في مباراة إعدادية. * لو قبلنا ذلك التبرير الفطير لأصبحت مشاركة اللاعبين من عدمها بيد اللاعبين وليس المدرب. * هذا بخلاف إبعاده لحقار من البعثة، وإصراره على اصطحاب بخيت خميس العائد من توقف طويل وإصابة مؤثرة، وقد رأينا كيف تحول حقار المبعد من القائمة إلى أول بديل في مباراة الأمس. * القائمة التي اختارها هاي للسفر لم يكن فيها سوى 15 لاعب مؤهلين لأداء المباراة، لأنها حوت منجد النيل وبخيت خميس وجلال إبراهيم، وثلاثتهم بعيدون عن أجواء المباريات التنافسية. * ولولا أن اصطحاب حقار تم في آخر لحظة لتراجع العدد إلى 14!! * علماً أن المريخ ما زال في مستهل الموسم، واضمحلال خياراته الفنية بهذا الشكل المريع يحسب على المدرب قبل غيره. * المعطيات الحالية ترجح خيار إجراء تعديل في الجهاز الفني، وتضع هاي في الباي باي، لأنه لم يترك لمسانديه منطقاً يدافعون به في مواجهة الغالبية المنادية بإبعاده عن تدريب الفريق. آخر الحقائق * تعزيز الثقة في هاي بمردوده الضعيف سيضع المريخ أمام خطر فقدان بطولات الموسم الحالي. * وإعفاؤه مغامرة، لأن المدرب الجديد سيشرف على فريق لم يتول إعداده، ولا يعرف عنه شيئاً. * إذا رجح المجلس خيار إعفاء المدرب، سيبقى السؤال عن البديل مطروحا أمامه بقوة. * الغالبية تطالب بإعادة غارزيتو، على اعتبار أنه يمتلك معرفة جيدة بالمريخ. * المريخ الحالي لا علاقة له بمريخ 2015 الذي دربه غارزيتو. * توليفة مباراة الأمس ضمت سبعة لاعبين لا علاقة لغارزيتو بهم، ولم يسبق له تدريبهم، وهم الحارس عصام وكونلي وباسكال والسماني والغربال وعاشور وإبراهيم جعفر. * حتى البدلاء الثلاثة لم يظهروا مع غارزيتو. * نعلم أن بعض أعضاء المجلس تحدثوا مع الفرنسي، وطالبوه بمتابعة مباريات الفريق تحسباً لاحتمال الاستعانة به حال اضطرار المجلس لإعفاء الألماني. * علماً أن غارزيتو سيمتلك مبرراً جاهزاً يعلل به أي إخفاق، لأنه لم يشرف على الإعداد، ولم ينتقِ اللاعبين. * عذر جاهز، سيعفيه من تحمل مسئولية أي هزيمة. * وبالطبع فإن اختيار مدرب جديد على السودان والمريخ يحوي مخاطر جمة، سيما وأن الفريق مواجه بمباريات رسمية في الدوري، وبمباراة إياب مع تيلكوم. * مجلس المريخ سيجتمع اليوم، وعليه أن يقرر في أمر الفريق. * القرار سيرتبط برؤية المجلس لما يريده من فريقه. * إذا كان الهدف بناء فريق جديد، وتجهيزه لمواسم مقبلة سيصبح من الأفضل الاحتفاظ بهاي، والمغامرة بمنحه وقتاً أطول على أمل أن يتمكن إثبات وجوده، وتجويد عمله، وإيصال فكره التدريبي للاعبين. * وإذا كان الهدف هو المنافسة على ألقاب الموسم الحالي فهاي ليس الخيار المناسب. * علماً أن النهج الذي خاض به المجلس التسجيلات يؤكد أنه راغب في المنافسة على ألقاب الموسم الحالي. * ضم لاعبين من أصحاب الخبرة، والأعمار المرتفعة نوعاً ما، أمثال كليتشي وعاشور وباسكال يؤكد أن الهدف المعلن هو المنافسة الفورية على الألقاب المحلية والخارجية وليس بناء فريق للمستقبل. * بدأ المريخ اللعب وقائده غائب كالعادة. * أدى الفريق عشر مباريات ودية وخاض أول لقاء رسمي.. وراجي محتجب. * لا نعول كثيراً عليه، لأن غيابه بات قاعدة. * راجي إما مصاب أو عائد من إصابة أو في طريقه للتعرض إلى لإصابة. * والسبب معلوم للكافة. * في الموسم الماضي تغيب أول عشر مباريات رسمية للفريق، مع أنه لم يكن مصاباً. * آخر خبر: الإبقاء على المدرب في المقصورة أكثر من شهرين سبب الورطة الحالية.